سجل الوضع الوبائي في الأسابيع الأخيرة تحسنا بتسجيل مؤشرات إيجابية تتلخص في انخفاض واضح في نسبة ايجابية التحاليل التي بلغت 14 % مقارنة بـ20 % في شهر فيفري المنقضي، بينما بلغ معدل الوفيات في الأسبوع الماضي 24 حالة وفاة مقارنة بـ41 وفاة يوميا في شهر فيفري، ورغم هذا التحسن تبقى المخاطر قائمة سيما وأن البلاد سجلت حوالي 30 حالة إصابة بالسلالة البريطانية المتحورة موزعة على ولايات تونس والقصرين وسليانة وباجة وقد تم اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة لغلق وعزل المناطق المعنية نظرا لما تتميز به السلالة الجديدة من سرعة في الانتشار، وفق ما أعلن عنه وزير الصحة فوزي المهدي أمس في ندوة صحفية خصصت لتقديم آخر تطورات الوضع الوبائي بعد انطلاق التلقيح.
تم تسجيل مؤشرات إيجابية تتمثل في انخفاض نسبة إشغال أسرة الإنعاش إلى 65 % مقابل 85 % في نفس الفترة خلال شهر فيفري، فيما تراجعت نسبة استغلال أسرة الأوكسجين إلى النصف في ذات الفترة، حسب تصريح الوزير الذي شدد على أن البلاد مازالت تواجه الجائحة مثل بقية بلدان العالم خاصة مع ظهور السلالات الجديدة، داعيا الجميع إلى ضرورة توخي مزيد الحيطة والحذر والالتزام بالبروتوكولات الصحية والإجراءات الوقائية لتفادي عودة تدهور الوضع الوبائي كالذي حصل في عدة دول وذلك بالتزامن مع انطلاق الحملة الوطنية للتلقيح يوم السبت 13 مارس الجاري في كل أنحاء البلاد، وكشف أن هدف الوزارة تلقيح 50 % على الأقل من التونسيين للتقليص من الحالات الخطرة والوفيات والتداعيات الاقتصادية والاجتماعية والنفسية التي أصابت سكان العالم.
1086 إطارا أجلوا مواعيد التلقيح لأسباب مختلفة
التلقيح مجاني واختياري وسيتم توزيعه بطريقة منصفة وحسب الأولويات الخمس التي تمّ تحديدها: الإطارات الصحية ثم الأشخاص المسنون الذين تتجاوز أعمارهم 75 سنة ثم الأشخاص البالغة أعمارهم 60 سنة فما فوق وأصحاب الأمراض المزمنة فالقطاعات الحيوية فباقي المواطنين، هذا ما أكد عليه الوزير في الندوة الصحفية، وأضاف بخصوص التلاقيح التي اختارتها البلاد أنها آمنة وفعالة وقد خضعت لكل الإجراءات وتحصلت على التراخيص اللازمة، وفي ما يتعلق بحملة التلقيح ضد كوفيد-19 بالنسبة لمهنيّي الصحة ذكر أن 9719 إطارا صحيا تمت دعوتهم لإجراء عملية التطعيم، قام 3041 منهم بعملية التسجيل على منظومة ايفاكس تلقى 2555 إطارا منهم التلقيح بالقطاعين العام والخاص بينما أجل 1086 إطارا مواعيد التلقيح لأسباب مختلفة، مؤكدا بأن المراكز الجهوية للتلقيح التي تم تخصيصها للغرض بإمكانها تأمين عمليات التلقيح لـ25 ألف مواطن يوميا، وهو قابل للارتفاع إذا تمّ تفعيل المراكز المحلية في المعتمديات. وأضاف أن الاتحاد التونسي للتضامن سيشرع خلال الفترة القليلة القادمة في تسجيل المواطنين في المناطق النائية حتى يتمكنوا من الحصول على التلقيح حسب الأولويات التي تم وضعها، وهناك فرقا متنقلة تابعة للوزارة ستتنقل إلى هذه المناطق للقيام بعمليات التلقيح لهؤلاء المواطنين.
دعوة إلى التسجيل والتلقيح
وفي ما يتعلق بعملية استلام دفعات التلاقيح في الفترة القادمة وبالإضافة إلى الـ30 ألف جرعة من نوع سبوتنيك الروسي التي وصلت إلى تونس كدفعة أولى، ينتظر أن تصل إلى تونس اليوم الأربعاء 17 مارس الجاري 93600 جرعة من نوع فايزر و136800 جرعة من نوع أسترازينيكا في إطار مبادرة «كوفاكس» إضافة إلى الهبة الصينية والتي تتمثل في 200 ألف جرعة من نوع سينوفاك و100 ألف جرعة كدفعة ثانية من تلقيح فايزر، كما ستتسلم تونس خلال شهر أفريل المقبل 276 ألف جرعة من نوع «أسترازينيكا» إلى جانب كميات من جرعات سبوتنيك و80 ألف جرعة كل أسبوع من تلقيح «فايزر»، وأكد الوزير أن النسق سيرتفع، داعيا المواطنين إلى الإقبال على التسجيل للتلقيح من أجل احتواء الجائحة، منبها، من أن انتشار سلالات متحورة جينيا للفيروس التاجي ينطوي على مخاطر تنذر بإمكانية عودة الانتشار السريع للمرض.
في انتظار نتائج دراسة منظمة الصحة العالمية...
وبالنسبة إلى الجدل الحاصل بخصوص تلقيح «أسترازينيكا» وبعد أن علّقت عدة دول في العالم احترازيا استخدامه بسبب شكوك بشأن تسببه في مضاعفات، قال الوزير إنهم ينتظرون نتائج الدراسة التي تقوم بها كل من وكالة الأدوية الأوروبية ومنظمة الصحة العالمية والتي لن ترسل التلاقيح إلا إذا كانت سليمة وناجعة، ليشدد على أن لجنة التلاقيح بوزارة الصحة تتابع بحوث تنجزها الوكالة الأوروبية للأدوية حول الآثار الجانبية للتلقيح المذكور. من جهته، أكد مدير معهد باستور وعضو اللجنة العلمية الهاشمي الوزيٍر، أن حصول هذا النوع على رخصة للترويج في السوق التونسية لا يحول دون تطبيق إجراءات ضده لتأمين عملية التلاقيح، مؤكدا أن وزارة الصحة ملتزمة بتطبيق شروط السلامة بالاستناد إلى نصائح منظمة الصحة العالمية ونتائج البحوث المنجزة للتأكد من الجودة.