بعد الشروط التي وضعها رئيس الجمهورية وتواصل صمته.. اتحاد الشغل يمرّ إلى خطة بديلة لإنقاذ مبادرة الحوار الوطني

ينتظر الجميع انفراج الأزمة السياسية التي دخلت في أسبوعها الثامن والتي يبدو أنها مازالت متواصلة بل تسير نحو المجهول في ظل التطورات التي تشهدها البلاد بين الحين

والآخر مع تواصل القطيعة بين المؤسسات العليا للدولة أي الرئاسات الثلاث واستمرار أطراف النزاع في دفع الأزمة إلى مزيد التصعيد، وقد استمر رئيس لجمهورية قيس سعيد في تجاهله لما يطرح من مبادرات لحلّ الأزمة عبر تنظيم حوار وطني، في إشارة خاصة إلى مبادرة اتحاد الشغل والتي مرّ على تقديمها لرئيس الدولة أكثر من 3 أشهر، ولكن رغم تجاهل سعيد والشروط التي وضعها لم تستسلم المنظمة الشغيلة رغم مرور هذه المدة وأعدت خطة بديلة للاتحاد لإنقاذ مبادرة الحوار الوطني التي مازالت تتمسك بها وتعتبرها الحلّ الأمثل لإنهاء الأزمة سيما وأنها تتناول الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

مع احتدام الأزمة السياسية، يتمسك الاتحاد العام التونسي للشغل بلعب دور وطني لإنقاذ البلاد، فالاتحاد الذي شدد في مناسبات عديدة -رغم تواصل صمت رئيس الدولة- على أنه لن يبقى مكتوف الأيدي أمام هذه الأزمة التي ظلت تراوح مكانها وهو ينتظر الوقت المناسب للإعلان عن خطته البديلة بعد أن أجرى العشرات والعشرات من اللقاءات الثنائية والجماعية المعلنة وغير المعلنة مع عدة أحزاب سياسية وشخصيات وطنية ومنظمات وطنية وخاصة المنظمات الممثلة في الرباعي الراعي للحوار الوطني أي شريكه الاجتماعي الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية وهيئة المحامين ورابطة حقوق الإنسان إضافة إلى الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري، لقاءات ومشاورات قد يعلن عن ثمارها في الأيام القليلة القادمة.

الضغط لإعادة البوصلة ..
وقد أكد الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي في تصريحات إعلامية أنّ للاتحاد مخططا بديلا للضغط إيجابيا من اجل إعادة البوصلة نحو الخيارات الوطنية، مشيرا إلى أنه سيتم الإفصاح عن هذا المخطط البديل، بعد الرجوع إلى مؤسسات الاتحاد، وذلك بعد عدم التعامل بجدّية وإيجابية من قبل رئاسة الجمهورية مع مبادرته التّي تقدم بها مؤخرا. وأضاف الطبوبي أن الاتحاد لن يلعب دور المتفرج إزاء الوضع الخطير الذي تنحو نحوه البلاد بسبب مهاترات النخبة السياسية الفاشلة التي تفتقر إلى مفهوم الدولة ومسؤولية رجالاتها. وأشار إلى أنّ قياديي المنظمة الشغيلة، ماضون على درب زعمائها ومؤسسيسها، لتفعيل مبادئ الزعيم فرحات حشاد وسيظل الاتحاد قوة اقتراح بوطنيته وثقافته الديمقراطية واحترامه لمؤسسات الدولة.

في انتظار الوقت المناسب..
وقد سبق لقيادات الاتحاد أن أكدت في مناسبات عديدة على أن مبادرة الحوار الوطني لم تسحب وقد استغل مدة صمت رئيس الجمهورية للبحث عن طريقة لتجسيدها على أرض الواقع، إذ يعتبر الاتحاد أنه مهما كانت التجاذبات والصراعات ان له واجبا وطنيا وهو إنقاذ البلاد ولن يبقى مكتوف الأيدي وهو يرى البلاد تتهاوى على جميع الأصعدة وسيتحمل مسؤوليته الوطنية والأخلاقية في المساهمة بشكل رسمي وجدي وفاعل في عملية إنقاذ البلاد، الخطة البديلة التي وجدها الاتحاد ينتظر الوقت المناسب للإعلان عنها لتجنب تكرار فشل الخطة الأولى التي قدمها، ويؤكد أنه يجب ألا يتأخر الوقت كثيرا بالنظر إلى تصاعد وتشابك الأزمة إلا أنه لا يمكن أن يعلن عن تفاصيلها قبل عرضها على مؤسساته والمصادقة عليها.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115