رئيس الجمهورية وقادة الكتلة الديمقراطية: رص صف الداعمين في حرب الاستنزاف

في لقائه اول امس مع كل من الامين العام لحركة الشعب والأمين العام للتيار الديمقراطي اختار الرئيس ان يعلن عن هدف لقائه بهما في اخر كلمته الافتتاحية.

وهو انه يريد ان يكونا حليفيه في المعركة التي خوضها اليوم وهو يقصد الازمة السياسية وعلاقته بباقي الاطراف فيها.

في كلمته التي تواصلت ثماني دقائق كشف رئيس الجمهورية عن انه يرغب رأب الصدع الذي اصاب حزامه السياسي الداعم، والقصد هنا الكتلة الديمقراطية وأساسا الحزبين المكونين لها وهما التيار الديمقراطي وحركة الشعب، اللذين انتقدا باحتشام الرئاسة وقالا ان الرئيس اخطأ بعدم الاستجابة لدعوات الحوار لتجاوز الازمة.
ازمة ولجت اسبوعها السابع، في ظل تغير في خارطة التموقعات والتحالفات كانت الرئاسة ابرز متضرر فيها اذ فقد الرئيس دعم المنظمات على غرار الاتحاد الذي بات ينتقده بشكل مبطن اضافة الى بداية التململ في صفوف الكتلة الديمقراطية الداعمة له.

هذا التغيير دفع بالرئاسة الى اللقاء مع زهير المغزاوي وغازي الشواشي بهدف توضيح الصورة لهما وأعلن من خلالها عن تموقعه مرة اخرى، فالرئيس تحدث في كلمته مطولا عن الازمة وجعلها «معركة» وحروب استنزاف قال انه لن يتخلف عنهما ولن يتراجع عن خوضهما كما انه سينتصر.
والانتصار هنا يصبح واجبا على الرئيس الذي يشدد على ان الدولة ليست دمية تحركها الخيوط وليست كرة تتقاذفها الاقدام ولا فريسة تحوم حولها السباع والضباع، وقال عن الأعداء انهم كثيرون في هذه الايام ولمح الى انها تحمل مؤشرات مقلقة على سيادة تونس.
فرئيس الجمهورية وهو يقدم الوضع قال لاءته وهي ان «سيادة تونس ليست بضاعة معروضة للبيع» وانه لن يتراجع او يغير موقفه نتيجة حملات التشكيك التي يتعرض لها. كما انه لن يفر من المواجهة إذا فرضت عليه وهو زاهد فيها.

وهنا عرض الرئيس بشكل غير مباشر على اطراف الصراع ما يمكن اعتباره ملامح منفذ للخروج من الازمة وذالك بإشارته الى انه « لا يريد مواصلة المعركة « لكنه في المقابل لن يخشى استكمالها إذا تمسكوا بها وأنه كما انه واثق من نصره ومن اسلحته التي اختزلها في «الدستور والقانون».
وأنّ اصابعه ستكون على نصوص الدستور إذا حتم قدره خوض المعركة التي قال انه لن يقبل فيها الا بالنصر وهذه الثقة مردها انه سينتصر من اجل الامانة التي يحملها بـ»تفويض من الشعب» الذي يلمح هنا الى انه فوضه لخوض المعارك واسترداد الحقوق المنهوبة.
مظهر القوة الذي سعى رئيس الجمهورية قيس سعيد الى ابرازه في لقائه مع غازي الشواشي وزهير المغزاوي ورسم الازمة السياسية في شكل حروب استنزاف وتشديده في نهاية الكلمة على انه يرغب في ان يتقاسم «المسؤولية الثقيلة» معها هو جوهر الكلمة ومرادها.

فالرئيس يرغب في ان يستقر القرار صلب الكتلة الديمقراطية على الاصطفاف خلفه ورفع الاحتراز على طريقة ادارته للازمة وقد بين لهما انه يخوضها ضمن القانون والدستور، ويرغب منهما ان يكونا حلفه السياسي والبرلماني لخوض باقي المسار.

حصل ذلك في وقت لم يعلم فيه بعد بموقف الامينين العامين للحزبين منه، اذ تعذر الحصول على موقف من كليهما خلال الساعات الفارطة، لكن لا يبدو انهما سيتاخران كثيرا عن كشف التموقع الجديد لهما في الازمة وهل انهما سيكونان من صف الضاغط على الرئاسة ام في حزامها الداعم والمدافع.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115