6 أسابيع تمر على أزمة التحوير الوزاري دون وجود أية بوادر للانفراج.. هشام المشيشي: «لن أستقيل ولا أجيد المعارك ضد طواحين الريح..»

مرت 6 أسابيع على أزمة التحوير الوزاري، ولا زال الوضع على حاله مع استمرار غياب أية بوادر للانفراج القريب وسط تمسك كل طرف بموقفه،

فرئيس الجمهورية قيس سعيد مازال يتمسك بموقفه الرافض للتحوير بل وضع استقالة رئيس الحكومة هشام المشيشي كشرط لانطلاق الحوار الوطني، في المقابل جدد رجل القصبة أمس رفضه للاستقالة في مناسبة ثانية ليشدد على أن استقالته غير مطروحة وأن الوضع في البلاد يتطلب خوض معارك ضد المشاكل الاقتصادية وضد تفشي وباء كورونا لا ضد طواحين الهواء ويبدو أن انفراج الأزمة مازال بعيدا جدا وأن الصراع بين رأسي السلطة التنفيذية يحتدم يوما بعد آخر في وضع تعمل فيه الحكومة بـ8 وزراء بالنيابة.

كانت الرسالة التي وجهها أمس هشام المشيشي إلى قيس سعيد خلال إشرافه أمس على إحياء الذكرى الأولى لاستشهاد الرائد توفيق الميساوي على إثر عملية إرهابية أمام السفارة الأمريكية، واضحة، حيث أكد المشيشي على أن استقالته مسألة غير مطروحة، مشيرا إلى أن المطالبة بالاستقالة كشرط لانطلاق الحوار لا معنى لها قائلا «قد سبق وأن عبرت عن هذا الموقف وأكدت على أن الاستقالة مسألة غير مطروحة لأن البلاد في حاجة إلى الاستقرار وفي حاجة إلى حكومة تستجيب إلى تطلعات أبناء هذه المؤسسة وسبق وأن قلت إنني لن أتخلى عن هذه المسؤولية إذ لدي مسؤولية تجاه هذه البلاد ومؤسساتها الديمقراطية واستحقاقات شعبها».

الاهتمام بالمعارك..مضيعة للوقت
شدد رئيس الحكومة في التصريح ذاته على أن الحكومة منكبة على العمل ومن أولوياتها وضع برنامج إصلاح اقتصادي عن طريق إعداد اللقاءات مع الجهات المانحة والعمل مع الشركاء الاقتصاديين لتونس من أجل الإعداد للانطلاق في مرحلة الإصلاح الاقتصادي إضافة إلى وجود حوار مع الشركاء الاجتماعيين حول قيادة هذه الإصلاحات خاصة في ما يتعلق بإصلاح المؤسسات العمومية، مبرزا أن للحكومة معركة مع وباء كورونا وجلب اللقاحات وإرساء الإستراتيجية الوطنية للتلقيح وكل هذا يلهيها عن المناكفات السياسية كما يلهينا عن تسجيل النقاط السياسية ليشدد على أنه ليس معنيا بها بل أنه معني بالمعارك التي ذكرها. هذا وأضاف هشام المشيشي أن الحكومة تمد يديها دائما للحوار وقد سبق وأن تمّ الإعلان عن أن الحكومة تطرح حوارا اقتصاديا واجتماعيا لأن ما يهم الحكومة اهتمامات المواطن التونسي الذي ينتظر الاستجابة إلى تطلعاته وتخوفاته في علاقة بالمرحلة القادمة والوضعية الاقتصادية والاجتماعية والصحية، وهذا وما تعمل عليه الحكومة وباقي المسائل تندرج في إطار مضيعة الوقت.

معارك الحكومة
كما بين هشام المشيشي أنه يجب التجمع حول ما يوحدنا، أي المعركة ضد الإرهاب وضدّ المشاكل الاقتصادية التي تعاني منها البلاد والتي كانت نتيجة تراكمات لعدة سنوات وكذلك المعركة ضدّ جائحة الكورونا، قائلا «المعارك ضد طواحين الريح أنا لا أجيدها ولا أهتم بها»، وأعلن عن أن اللقاح ضد كورونا سيكون متوفرا في الأسبوع القادم. ومازالت الأزمة بين رئيسي الجمهورية والحكومة على أشدها، أزمة يجمع العديد على أن حلحلتها تكون عبر الحوار الجدي لاسيما الاتحاد العام التونسي للشغل، حيث جدد أمس الأمين العام المساعد بالاتحاد العام التونسي للشغل سمير الشفي في تصريح إعلامي له على أن حل الأزمة القائمة اليوم لن يكون فقط في استقالة الحكومة من عدمها وإنما يحتاج إلى حوار جدي يتحمل فيه الجميع مسؤولياتهم ويقدمون التنازلات المطلوبة لانتشال تونس من المنحدر الخطير، داعيا القادة السياسيين ومختلف الطبقات السياسية إلى وضع مصلحة تونس فوق كل اعتبار والابتعاد عن وضع المصالح الشخصية الاستمرارية في الحكم في المرتبة الأولى.

طريق مسدود
وبين سمير الشفي أن المبادرة الوطنية التي تقدمت بها المنظمة الشغيلة إلى رئيس الجمهورية قيس سعيد قبل 3 أشهر تقريبا والمتمثلة في إرساء حوار وطني جاءت -فقط- من اجل إنقاذ البلاد من المأزق السياسي أولا ثم من الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والمالية وحتى الأخلاقية، مؤكدا على أنها مبادرة جدية خصوصا وان تونس تسير اليوم نحو «طريق مسدود».

فشل كل المبادرات وتواصل القطيعة بين الرئاسات
مازالت الخلافات والصراعات بين الرئاسات الثلاث، قرطاج وباردو والقصبة، مازالت متواصلة مع استمرار القطيعة بينهم، لم يلتقوا منذ أسابيع، حتى أن رئيس الجمهورية وإن لم يعبر صراحة عن ذلك رفض مبادرة رئيس مجلس نواب الشعب راشد الغنوشي التي كان قد تقدم بها منذ أسابيع قليلة طلب من خلالها عقد لقاء ثلاثي، سعيد والمشيشي والغنوشي، للبحث عن مخرج لحلحلة الأزمة السياسية، فرئيس الجمهورية لم يعد فقط رافضا للتحوير الوزاري وأداء اليمين الدستورية للوزراء الجدد فقط بل يرفض مواصلة عمل حكومة هشام المشيشي حتى أنه اشترط استقالة المشيشي لانطلاق الحوار الوطني حسب تصريح الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي لجريدة «الصباح» الأمر الذي زاد في تعقيد الأزمة أفشل كل الوساطات والمبادرات واللقاءات التي تتم للإنقاذ والحال أن وضع البلاد لا يحتمل مزيد التأخير على جميع المستويات، وضع بات تقديم تنازلات من كل الأطراف لتجنب سقوط البلاد في الهاوية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115