في انتظار قرارات اللجنة الوطنية لمجابهة الكورونا: تسجيل 5 حالات إصابة بالسلالة البريطانية.. وسعيد يختصر الآجال ويختم قانون المسؤولية المدنية الناتجة عن اللقاحات

• رئيس الحكومة في مكالمته مع وزير الخارجية الروسي: الاتفاق على التسريع في مواعيد تسليم مليون جرعة من تلاقيح «Sputnik V»

باتت كل الأنظار مشدودة نحو الإجراءات التي ستتخذها اليوم اللجنة الوطنية لمجابهة الكورونا بناء على توصيات اللجنة العلمية، والتي ستجد نفسها أمام خيارين، إما مواصلة العمل بذات الإجراءات الاستثنائية الوقائية مع إدخال بعض التعديلات لا سيما بعد تسجيل 5 حالات إصابة بالسلالة البريطانية في حي الغزالة وفي البحيرة وفي سبيطلة وبنزرت أو الاستجابة للدعوات المتتالية لعدة مهنيين عبر إنهاء العمل بها، وبالنسبة للجنة العلمية حسب تصريحات عدد من أعضائها فإنه من المستبعد رفع جميع الإجراءات الوقائية المتّخذة مع إمكانية تعديل بعضها، فالوضع الوبائي مازال حرجا بالرغم من تراجع عدد الإصابات والوفيات والتقليص من الضغط على المستشفيات لكن وفق اللجنة العلمية فإن نسبة العدوى مازالت مرتفعة في انتظار ما تخفيه الأيام القادمة من أرقام جديدة بسبب المظاهرات والمسيرات.

بالرغم من تأكيدات اللجنة العلمية بوصول 30 ألف جرعة تلقيح إلى البلاد في الأسبوع القادم، إلا أن التشكيك يبقى سيد الموقف باعتبار أن الحكومة سبق لها أن أكدت أن التلاقيح كانت ستصل إلى تونس في منتصف شهر فيفري المنقضي ولكن تأخر الموعد إلى منتصف شهر مارس الجاري، هذا وتحادث رئيس الحكومة هشام المشيشي هاتفيا أمس مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، وفق بلاغ صادر عن رئاسة الحكومة، محادثة تمّ خلالها التشديد على ضرورة تكثيف الجهود والتعاون المثمر فيما يخص محاربة انتشار فيروس كورونا، واتفق الجانبان على التسريع في مواعيد تسليم طلبيات تونس من تلاقيح «Sputnik V» الروسية والمقدرة بمليون جرعة.

تلافي التأخير في الحصول على اللقاحات
هذا وقد تولى رئيس الجمهورية قيس سعيد أمس ختم القانون المتعلق بضبط احكام استثنائية خاصة بالمسؤولية المدنية الناتجة عن استخدام اللقاحات والأدوية المضادة لفيروس «سارس كوف 2» وجبر الأضرار المنجرة عنه. وأفادت رئاسة الجمهورية في بلاغ لها، أن رئيس الدولة اختصر الآجال التي يقتضيها ختم القانون المذكور وذلك لمزيد التسريع في إجراءات إصداره ولتمكين الهياكل المعنية من تلافي كل تأخير في الحصول على اللقاحات المطلوبة باعتبار ان المزودين اشترطوا مسبقا على البلدان الراغبة في الحصول على اللقاحات إصدار مثل هذا القانون. وينص هذا القانون على أن تحمل التعويضات المرتبطة بجبر الأضرار الناتجة عن استخدام اللقاحات والأدوية المستعملة ضد كورونا، المتحصلة على رخصة ترويج بالسوق، على الموارد العامة لميزانية الدولة. كما يعفي الهياكل والمؤسسات الصحية العمومية والخاصة وكل المهنيين ومسديي الخدمات الصحية المستخدمين للقاحات والأدوية ضد كوفيد -19 وكذلك المصنعين ووكلائهم والموردين والموزعين، من المسؤولية المدنية الناتجة عن استخدام اللقاحات والأدوية المتحصلة على رخصة ترويج، ولا يمكن تتبعهم قضائيا.

حالات نادرة للعودة إلى الإصابة بكوفيد 19
ينتظر أن يتم في الساعات القليلة القادمة الإعلان عن قرارات جديدة من قبل اللجنة الوطنية لمجابهة الكورونا بناء على تطورات الوضع الوبائي، وحسب إحصائيات وزارة الصحة فقد تجاوز عدد الوفيات 8040 وفاة وتخطى عدد الإصابات الـ234 ألف إصابة، وضع وبائي مازال يتسم بالدقة خاصة بعد اكتشاف السلالة البريطانية وتسجيل بضع حالات في كل تونس وبنزرت ومعتمدية سبيطلة من ولاية القصرين وتعمل الوزارة حاليا على التقصي ومتابعة التغيرات البيولوجية لرصد مدى انتشارها، علما وأن أول حالة إصابة بالطفرة البريطانية تم تسجيلها في تونس منذ شهر 22 فيفري الفارط مع الإشارة إلى أنها لم تغادر البلاد، وتتميز السلالة البريطانية بسرعة الانتشار، هذا وكشف مدير مخبر أساليب الغربلة الجزيئية والخلوية بمركز البيوتكنولوجيا بصفاقس، صابر المصمودي، عن رصد حالات نادرة لإعادة الإصابة بكوفيد 19 لدى مرضى تونسيين، بسلالتين معروفتين ومختلفتين من الفيروس.

سلالتان مختلفتان من الفيروس
وأوضح المصمودي أن المخبر قام في الأسبوع الماضي بعملية تقطيع جيني شملت 8 عينات لمتعافين من الإصابة الأولى، أصيب 4 منهم للمرة الثانية بالفيروس، مؤكدا أن الإصابة بالفيروس في المرتين الأولى والثانية كانت بسلالتين مختلفتين من الفيروس. وأضاف في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للإنباء،إن العينات قام برفعها مخبر التحاليل الجرثومية والفيروسات بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة، وذلك بعد مدة من التعافي من الإصابة الأولى تراوحت من شهرين إلى 4 أشهر. ويعرف فيروس كورونا عدة طفرات فبمجرد أن يتصل الفيروس بالإنسان يبدأ في عمل نسخ جديدة من نفسه ويستمر في إصابة الخلايا الأخرى، وفق المصمودي. وذكر أن الهدف من هذا المشروع البحثي، الذي يندرج في إطار مشروع ايلافي انطلق في أواخر شهر جوان 2020، هو حث المواطنين على مواصلة إتباع إجراءات البروتوكول الصحي ورصد السلالات المتحورة الجديدة التي يمكن أن تظهر.
لا زالت الدعوات من قبل اللجنة العلمية لمجابهة الوباء للالتزام بالإجراءات الوقائية متواصلة وذلك لتجنب مزيد انتشارها بسرعة لاسيما وأنّ الحالة المكتشفة كانت قد أصيبت بالعدوى من تونس لأنّها لم تغادر البلاد، يعني أن مصدر العدوى مازال مجهولا في انتظار وصول التلاقيح رسميا والتقيد بالموعد الذي يتم الإعلان عنه.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115