مع اقتراب انتهاء الآجال الإضافية للإجراءات الاستثنائية للوقاية من فيروس كورونا وفي انتظار القرارات الجديدة للهيئة الوطنية لمجابهة فيروس الكورونا بالتخفيف أو التمديد لفترة أخرى، أعلنت وزارة الصحة في بلاغ لها أمس انه في إطار متابعتها المستمرة لمستجدات الوضع الصحي في تونس وبعد الاجتماع الدوري للجنة العلمية القارة لمكافحة فيروس كورونا اكتشاف السلالة المتحورة من فيروس كورونا المستجد الذي يعرف بطفرة لندن نوع SARS-CoV-2 variant fromlineage B.1.1.7 في تونس، ويأتي اكتشاف السلالة البريطانية بالتزامن مع بلوغ سنة منذ تسجيل أول حالة وافدة بفيروس الكورونا في البلاد.
وأفادت وزارة الصحة في ذات البلاغ أن نظام المراقبة لم يكتشف إلى حد اليوم أي نوع من السلالة المتحورة في جنوب إفريقيا أو بالبرازيل في تونس. وذكّرت الوزارة بأن فيروس كورونا المستجد لا زال منتشرا في بلادنا ودعت إلى مواصلة الحذر واليقظة والالتزام بالإجراءات الوقائية والبرتوكولات الصحية المعلنة من قبل وزارة الصحة ويأتي اكتشاف وجود السلالة البريطانية في البلاد في الوقت الذي ينتظر فيه الجميع قرارات الهيئة الوطنية لمجابهة الكورونا لاسيما التخفيف في الإجراءات في اتجاه تعديل توقيت حظر الجولان وعدة إجراءات أخرى تخص الأنشطة الثقافية والسياحية والمقاهي والمطاعم وغيرها من الأنشطة التي تطالب بإنهاء العمل بالإجراءات .
مازال الوضع خارجا عن السيطرة
مرت سنة على تسجيل أول حالة إصابة بفيروس كورونا في البلاد، سنة كانت حصيلة الضحايا فيها بسبب هذا الوباء ثقيلة جدا ومازالت مرشحة للارتفاع، سنة تجاوز فيها عدد الوفيات 8 آلاف وفاة وتخطى العدد الجملي للمصابين 233 ألف إصابة، وبالرغم من التراجع النسبي لعدد الإصابات والوفيات في الأسابيع الأخيرة إلا أن الوضع الوبائي مازال خارجا عن السيطرة أمام تواصل الجدل حول التلاقيح وحول موعد وصولها إلى البلاد، جدل اشتّدت وتيرته بعد التكتم على التلاقيح التي تلقتها رئاسة الجمهورية منذ 28 أكتوبر الماضي في شكل هبة من الإمارات، وقد تمكنت رئاسة الجمهورية على المسألة طيلة 4 أشهر ثم أكدت تسلمها لهذه التلاقيح وتسليمها إلى اللجنة الطبية العسكرية وعدم تطعيم أي طرف في المقابل نفت رئاسة الحكومة علمها بذلك وأذن رئيس الحكومة بفتح تحقيق، حملات كبيرة شنت ضدّ رئاسة الجمهورية بسبب هذه التلاقيح لا سيما بعد تسريب وثيقة دخولها إلى البلاد والتي حملت تأشيرة الديوانة التي سبق لها أن نفت علمها بها إدارة الصيدلية.
500 ألف تونسي سجّلوا للانتفاع بالتلقيح
مازالت الإصابات والوفيات مرتفعة بالرغم من انخفاض نسقها ودخول الطفرة البريطانية إلى البلاد، تطورات تحتم على البلاد التسريع في جلب التلاقيح في أقرب الأوقات والتركيز على صحة المواطنين بدل الصراع، علما وحسب تصريح مديرة الرعاية الصحة الأساسية وعضو لجنة التلاقيح بوزارة الصحة أحلام قزارة للإذاعة الوطنية فإن 30 ألف جرعة تلقيح ستصل الى تونس الأسبوع القادم وسينتفع بها 15 ألف تونسي وفق الاستراتيجية التي وضعتها اللجنة العلمية، مشيرة من جهة أخرى إلى عدم علمها بقدوم تلاقيح من الإمارات عبر قنوات رسمية، مشددة على أن وزارة الصحة لم تعط تصاريح جلب تلاقيح مضادة لكورونا لأي سفارة ورفضت مطلب لسفارة الولايات المتحدة الأمريكية . هذا وأضافت قزارة أن 500 ألف تونسي سجّلوا إلى حد ألان للانتفاع بالتلقيح وستكون الأولوية في التلقيح لأعوان الصحة والمسنين خاصة منهم المقيمون بدور المسنين. كما كشفت عن خطة اتصالية ستنطلق في الأيام القليلة القادمة لحثّ التونسيين على الإقبال على التسجيل للانتفاع بالتلاقيح.
حدوث موجة ثالثة قد يؤدي إلى تهاوي المنظومة الصحية
وفق تصريح المديرة العامة للمرصد الوطني للإمراض الجديدة والمستجدة نصاف بن علية في جلسة استماع لها صلب لجنة شؤون التونسيين بالخارج بالبرلمان فإن السلالات المتحورة عبر العالم يمكن أن تتسبب في حال دخولها إلى تونس في حدوث موجة وبائية ثالثة قد تؤدي إلى تهاوي المنظومة الصحية. وأكدت أن وزارة الصحة كثفت من عمليات التقطيع الجيني للعينات التي تمكن من اكتشاف الحالات المتحورة إن وجدت وتقييم خطورتها وانتشارها السريع. وذكرت بانتشار السلالة الجديدة المتحورة البريطانية في حوالي 65 بلدا، إلى جانب السلالة المتحورة من جنوب إفريقيا والبرازيل وسلالة جديدة بنيويورك (الولايات المتحدة الأمريكية). من جانبه قال المدير العام للصحة، فيصل بن صالح إنه في حال عدم استمرار العمل إلى غاية موفى شهر مارس 2021 بالإجراءات الوقائية المعلن عنها من اللجنة الوطنية لمجابهة فيروس كورونا، سيتزايد معدل الوفيات جراء الإصابة بفيروس كورونا ليبلغ 14 ألف حالة وفاة مع نهاية الشهر الجاري. وتوقع بن صالح أن يستقر معدل الوفيات في حدود 9300 حالة وفاة إذا ما تقرر مواصلة الالتزام بالإجراءات الوقائية التي أقرتها اللجنة الوطنية.