محاولات اتحاد الشغل ومنظمة الأعراف لإيجاد مخارج من الأزمة: الوساطة الصعبة بين قصور الحكم

يبدو ان لاتحاد الشغل ولمنظمة الاعراف تصور مشترك للخروج من الازمة السياسية الراهنة، مما دفعهما الى لعب دور الوساطة بين مؤسسات الدولة

بهدف توفير أرضية للخروج من الازمة. مهمة يبدو انها صعبة جدا في ظل استمرار التصعيد .
خلال الايام الفارطة برز الثنائي اتحاد الشغل ومنظمة الأعراف. كوسيطين بين مؤسسات الدولة. رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة والبرلمان. للبحث عن توفير ارضية مشتركة يقف عليها الثلاثي. بهدف الخروج من الازمة التي بلغت اسبوعها الخامس.
وقد أصدر الثنائي بيانا مشتركا وصف الازمة وحدد المهم والأهم من وجهة نظريهما. ثم عقد لاحقا لقاء جمع بين نور الدين الطبوبي وسمير ماجول- الامينين العامين للمنظمتين. براشد الغنوشي رئيس البرلمان ورئيس حركة النهضة يوم الاثنين الفارط.
لقاء قال سامي الطاهري الناطق باسم الإتحاد في تصريح لـ«المغرب» انه كان بطلب من الاخير الذي دعا المنظمتين الى لعب ودوريهما بهدف الخروج من الصراع بين الرئاسات الثلاث. وهو ما يتقاطع مع ما نشرته الصفحة الرسمية لراشد الغنوشي على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك. حيث اشارت الى ان اللقاء كان لتدارس الوضع العام في البلاد، وتأثيرات تواصل الأزمة السياسية على الوضعين الاقتصادي والاجتماعي. اضافة الى ضرورة الخروج السريع من هذه الأزمة السياسية مع التشديد على أهمية الحوار بين جميع الأطراف.

تقاطع الروايتين يكشف جزئيا عن ان البرلمان ومن خلفه حركة النهضة يرغب من المنظمتين ان تلعبا دور الوساطة بين الرئاسات الثلاث للوصول الى توافق يهني الازمة. وهو دور يقول الطاهري ان المنظمات ملتزمة به من قبل اللقاء برئيس البرلمان. وهنا يشير الى ان الاتحاد ومنظمة الاعراف سيواصلان عقد لقاءات بهدف الوصول الى حل ينهى الازمة.
ازمة يعتبر الاتحاد أنها بلغت مربعا خطيرا لكنه قد يكون هيّنا بالمقارنة مع ما ستبلغه الاوضاع اذا استمرت الازمة الى نهاية الشهر الجاري، وهو ما يحذر منه الطاهري الذي يقول ان بعض الأطراف - وهي كثيرة- تحاول ان تدفع بالأزمة الى اقصاها بدل ايجاد حل لها.
تصعيد يعتبره الطاهري وهو يتحدث باسم الاتحاد، يعقد الامور ومهمة المنظمتين التي قال انهما متمسكتان بلعب دوريهما في ايجاد مخرج من الازمة، لذلك ستواصلان عقد اللقاءات التي ستشمل لاحقا المنظمات الاخرى ومكونات المجتمع المدني والأحزاب.

هنا لا يكشف الطاهري عما اذا كانت اللقاءات ستشمل رئاسة الجمهورية والحكومة. رغم تأكيده ان الازمة الحالية ازمة بين رأسي السلطة التنفيذية. اي رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة. وعليه فان المنظمتين تريان انه من الضروري ان تصل المؤسستان الى حل اولي قد يكون اما التنازل عن التحوير او رحيل الحكومة.
فمن وجهة نظر الاتحادين يحب معالجة ازمة الحكومة قبل الذهاب الى الحوار الوطني والنظر في معالجة بقية الازمات التي تتعلق بالحكم ومنظومته والأزمات الاقتصادية والاجتماعية، خطوة ضرورية يقول الطاهري انها باتت معقدة في ظل التصعيد المتبادل من هنا وهناك اضافة الى محاولة البعض على تعقيد الازمة.
الخطاب الرسمي لاتحاد الشغل ومنظمة الاعراف يقدم صورة تحاول ان تجمل المشهد الصعب الحالي، وذلك بهدف التخفيف من حدته وتعقيده. فالمنظمتان وان لم ترغبا في ان تعلنا صراحة بان جهودهما للوساطة بين المؤسسات توجه عقبات تصعب من مهمتهما.

وان النجاح هنا مرتبط بقبول الرئاسة للجهود. اي ان تقبل الرئاسة بالحوار مع الحكومة والبرلمان. وهي خطوة ترفض الرئاسة الى حد الان ان تقوم بها. وهو ما جعل الطاهري يتحدث عن محاولة البعض بالدفع الى تصعيد الازمة.
ازمة بات جليا ان الخروج منها بات صعبا يوما عن يوم. في ظل عدم توافق المتصارعين على إعداد طريقة مشتركة للخروج من الازمة. والعائق هنا هو غياب الثقة بين المؤسسات وعدم القدرة على توفير ضمانات تبدد مخاوف الطرفين.

وهنا يبدو ان الرئاسة تعقد الامور قليلا. وهو ما يستشف من تصريحات زهير المغزاوي وان بشكل غير مباشر حينما اقر بان الرئاسة اخطأت برفض الحوار وأنها اليوم مطالبة بان تقدم ضمانات بان ادارتها لمرحلة ما بعد حكومة المشيشي يجب ان تكون مختلفة عن المسارين السابقين.
ما يفهم من التصريحات الصادرة من هذا الطرف او ذاك، خاصة من الاطراف القريبة او الداعمة الى القصر. بان الرئاسة بيدها مفاتيح الحل وان الرئيس عليه ان يتقدم خطوة وان يقدم ضمانات فعلية لتجاوز الازمة قبل ان تنفلت الامور.
خطوة يبدو ان الرئاسة تؤخر القيام بها لاسباب قد تتعلق برغبتها في ان تنتزع انتصارا تاما غير منقوص. وهو ما يهدد بنسف مساعى الوساطة للخروج من الازمة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115