أمس..سعيد في القيروان والمشيشي في باجة والغنوشي في شارع محمد الخامس: اختلفت المناطق وتوحد الهدف «الدفاع عن الكرسي»

في الوقت الذي اختارت فيه حركة النهضة النزول إلى الشارع وتنظيم مسيرة في شارع محمد الخامس لمساندة الحكومة والدفاع عن المؤسسات الدستورية

وفي مقدمتها مجلس نواب الشعب، اختار رئيس الجمهورية قيس سعيد المرور إلى الفعل وتطبيق ما وعد به، حيث أدى يوم أمس زيارة إلى منطقة منزل المهيري من ولاية القيروان وعاين الأرض التي سيقام عليها مشروع مدينة الأغالبة الطبية الذي ستنطلق أشغاله قريبا، زيارة أراد من خلالها سعيد إبراز أن الشعبية لا تأتي عبر النزول إلى الشارع بل في تطبيق الوعود بعيدا عن كل الحسابات، أما رئيس الحكومة هشام المشيشي فقد اختار ولاية باجة أمس من خلال إشرافه على تدشين المركز التكنولوجي الأليف.
أعلن رئيس الدولة خلال زيارته التي فيها مرفوقا بكل من وزير الدفاع الوطني إبراهيم البرتاجي ووزير الصحة فوزي مهدي ورئيس لجنة قيادة المشروع أمير لواء طبيب مصطفى الفرجاني مدير عام الصحة العسكرية، فضلا عن مدير عام الهندسة العسكرية وعدد من إطارات وزارات الدفاع والصحة وأملاك الدولة والشؤون العقارية عن إحداث قطب تكنولوجي للصحة يكون في شكل مؤسسة عمومية ذات صبغة غير إدارية، وأن نصه القانوني جاهز، وسيكون هذا القطب وفق بلاغ صادر عن رئاسة الجمهورية تحت إشراف وزارة الدفاع الوطني، ويضم ممثلين عن مختلف الوزارات المعنية، ويتولى القيام بالدراسات التفصيلية المالية والتقنية وغيرها لكل مكون من مكونات المدينة على حدة وذلك عن طريق مكاتب دراسات وطنية ودولية.
مشروع المدينة الطبية ينتظر التمويلات..
أثار مشروع مدينة الأغالبة الطبية في القيروان منذ الإعلان عنه من قبل رئيس الجمهورية العديد من الاستفهامات سواء على مستوى توقيت تجسيده على أرض الواقع خاصة وأنه أكثر من 7 أشهر مرت على إعلان رئيس الجمهورية عن انتهاء مرحلة الدراسات الأولية والمرور إلى المرحلة الثانية من إنجازه، أو على مستوى مصادر التمويل والتي على ما يبدو ستكون في شكل استثمارات وهبات ولكن إلى حد اليوم، مازال هذا الجانب من المشروع غامضا بالرغم من أن رئاسة الجمهورية في بلاغها أمس قد أكدت أن هذا المشروع الضخم أعربت عديد الدول الشقيقة والصديقة عن الاستعداد لتمويله، وأضافت أن هذا المشروع سيساهم في توفير نحو خمسين ألف موطن شغل في مختلف الاختصاصات، وسيعيد للقيروان بريقها ومكانتها التاريخية. هذا وقد أكد سعيد على وجوب الإسراع باستكمال الإجراءات الإدارية اللازمة المتعلقة بالعقار الذي سيقام عليه المشروع والذي يمسح 550 هكتار منها 300 هكتار مساحة المدينة الطبية.
سعيد ومواصلة تحمل الأمانة
وعبر رئيس الدولة عن فائق تقديره للمجهودات التي ما انفكت تبذلها المؤسسة العسكرية ووزارة الصحة ووزارة أملاك الدولة والشؤون العقارية، مشيرا إلى أن لجنة القيادة ستتولى متابعة مختلف المراحل المقبلة بالتنسيق مع القطب التكنولوجي الذي سيقع إحداثه، ليشدد على أنه سيواصل تحمل الأمانة والبقاء على العهد والعمل بنفس العزم والقوة والإرادة، انطلاقا من نفس الثوابت التي تقوم على الصدق. وبين أنه لا يتحرك وفق حسابات البعض أو ترتيباتهم بل وفق المبادئ التي عاهد عليها الشعب التونسي، مضيفا : إننا لن نقبل أي مقايضة في حق الشعب التونسي أو تتعلق بسيادة تونس. كما جدد تأكيده على أن لتونس من الإمكانيات الكثير، يكفي أن تتوفر الإرادة الصادقة لتحقيق حلم الشعب التونسي في الشغل والحرية والكرامة الوطنية.
الدراسات التفصيلية ستنتهي بعد 6 أشهر
في تصريح إعلامي، أكد سعيد أن الدراسات التفصيلية تقدمت أشواطا كبيرة وستنتهي بعد 6 أشهر، مشيرا إلى أن النصوص القانونية جاهزة، معتبرا أن «من لا يريد إصدار هذه النصوص يتحمل مسؤوليته» وان «حق كل تونسي في الصحة حق طبيعي قبل أن يكون حقا من حقوق الإنسان». وأعلن رئيس الدولة بالمناسبة عن إحداث قطب تكنولوجي للصحة سيتولى القيام بالدراسات التفصيلية المالية والتقنية وغيرها لكل مكون من مكونات المدينة على حدة وذلك عن طريق مكاتب دراسات وطنية ودولية. وبين أن النص القانوني الخاص بهذا القطب جاهز ولا ينقصه إلا التوقيع والنشر بالرائد الرسمي. هذا وانتقد سعيد طول الدراسات التي تبقى أعواما مثل الدراسات المتعلقة بترميم فسقية الأغالبة، قائلا: «لو كان الاغالبة على قيد الحياة لبنوا فسقيات جديدة، ولكن الدراسات لم تكتمل بعد» . وأفاد رئيس الدولة أن من بين المشاريع التي سيعمل على تحقيقها مشروع القطار السريع الذي سيربط أقصى الشمال بأقصى الجنوب مؤكدا على توفر «كل الإمكانيات والطاقات والأموال لهذا المشروع» .
حرب على عقلية التراخيص
في المقابل تحول رئيس الحكومة إلى ولاية باجة أين تولى تدشين المركز التكنولوجي «اليف»، وقد أكد في تصريح إعلامي أن حكومته ستشن حربا على عقلية التراخيص والعوائق الإدارية المكبلة لروح المبادرة والاستثمار ليصبح الترخيص هو الاستثناء، ليعلن أن مجلسا وزاريا سينعقد في الغرض خلال الأسبوع القادم، معتبرا أن الشباب التونسي أثبت قدرته على الإبداع عند تسهيل طريقه وإعطائه الفرصة. وأشار إلى أن هذا المركز يندرج ضمن خطة وطنية تعتمد على الاستثمار في الذكاء وتأهيل الكفاءات البشرية في المجال التكنولوجي لرفع تحدى تشغيل أصحاب الشهائد العليا ودعم اقتصاد المعرفة وإدماج الشباب مباشرة في سوق الشغل. ويشار إلى أن برنامج «أليف» قد انطلق منذ سنة 2019 بسليانة ليتواصل إلى غاية سنة 2023 لبعث مراكز في 10 ولايات منها الكاف والقيروان وتوزر وقابس وسيدي بوزيد ويهدف البرنامج إلى تكوين 5 آلاف شاب في السنة عند استكمال كل المراكز.
اختلاف في التوجهات
في الوقت الذي اختار فيه كل من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة التوجه إلى الولايات، اختار رئيس مجلس نواب الشعب النزول إلى الشارع في مسيرة نظمتها حركة النهضة في شارع محمد الخامس، تحت شعار «مسيرة الثبات والدفاع عن المؤسسات».. وقد اختلفت توجهات الرئاسات الثلاث ولكن توحد الهدف، «الدفاع عن الكرسي» حسب قناعات وحسابات كل طرف.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115