في مسيرة بشارع الحبيب بورقيبة...قوات الأمن تختار ضبط النفس رغم الاستفزازات: المحتجون يرشقون الأمنيين بالطلاء ويطالبون بإسقاط النظام وإطلاق سراح الموقوفين

اختار المحتجون يوم أمس ومرة أخرى الشوارع الرئيسية لتونس العاصمة «شارع محمد الخامس وشارع الحبيب بورقيبة» للاحتجاج وتنظيم مسيرة للتعبير

عن غضبهم من منظومة الحكم والبرلمان لتعاد عقارب الساعة لسنوات مضت، فقد رفع المحتجون شعارات عديدة تطالب بتعديل منظومة الحكم السياسي وتطبيق العدالة الاجتماعية وتوفير مواطن الشغل وإطلاق سراح الموقوفين بعد الاحتجاجات الأخيرة إلى جانب التنديد بالحكم القضائي لـ3 شبان بـ30 سنة سجنا بسبب استهلاك مخدر القنب الهندي والمطالبة بتنقيح القانون 52 ..مسيرة قابلتها تعزيزات أمنية مكثفة وقد حاولت القوات الأمنية منعهم من التقدم أكثر نحو مقر وزارة الداخلية واستخدمت الحواجز لتفريق المحتجين.

محاولات قوات الأمن التصدي لتقدم المحتجين قابلها تصاعد غضب المحتجين الذين حاولوا استفزاز الوحدات الأمنية عبر رشقهم بمواد صلبة وقوارير مياه والبيض وبالطلاء «دهن» لكنها اختارت وبتعليمات عليا ضبط النفس وعدم الردّ بالعنف، مسيرة شهدت تدافعا كبيرا بين المحتجين وقوات الأمن، عملية رشق القوات الأمنية بالطلاء أثارت انتقادات العديد واعتبروها تصرفات مرفوضة وشددوا على أن الاحتجاج مشروع ولكن تبقى مثل هذه التصرفات «المهينة» مرفوضة.

شعارات قديمة متجددة
رفعت العديد من الشعارات أمس في المسيرة التي انطلقت من ساحة حقوق الإنسان في اتجاه شارع محمد الخامس ثمّ شارع الحبيب بورقيبة وأغلبها شعارات كانت تستهدف وزارة الداخلية والحكومة ورئيس البرلمان، شعارات تنادي بإسقاط النظام وإطلاق سراح الموقوفين على خلفية الأحداث الأخيرة، شعارات لئن اختلف مضمونها إلا أن مقاصدها واحدة وهي ذات التي رفعت في مسيرة الأسبوع الفارط التي تتلخص في إسقاط النظام والمطالبة بالتنمية والشغل والكرامة الوطنية، ومن الشعارات التي رفعت «سحقا سحقا للرجعية..دساترة وخوانجية».. «شادين شادين بسراح لموقوفين»...»فاشلة المنظومة من الحاكم إلى الحكومة»...«تعلم اجري..تعلم عوم»...«يسقط جلاد الشعب..» ..لا خوف لا رعب الشارع ملك الشعب»..«العدالة والحرية للأحياء الشعبية»..«الشعب فد فد من الطرابلسية الجدد»..«شغل حرية كرامة وطنية»..«أطفال الثورة ثاروا عليكم»..«سيب سيب ولد الشعب»..«فاسدة المنطومة من الحاكم للحكومة»..«برشا تكليس تحت الجليز»..»الشعب يريد إسقاط النظام»..«يا غنوشي يا سفاح يا قتال الأرواح»..«يا غنوشي باب سويقة والشعب يعرف الحقيقة»..«للأحياء الشعبية الكرامة والحرية».. «مقاومة مقاومة لا صلح ولا مساومة» وغيرها من الشعارات المنددة بالنظام والحكومة والبرلمان والمطالبة بذات الشعارات التي رفعت في 2011 والتي تتلخص في الشغل والحرية والكرامة الوطنية.

«الثورة مستمرة»
شعارات متعددة رفعها المحتجون في المسيرة أرادوا عبرها التأكيد على أن الثورة مستمرة وأن المطالب التي تمّ رفعها في السنوات الـ10 الماضية لم يتحقق منها شيء، مسيرة جدد خلالها المحتجون دعوتهم إلى ضرورة الكشف عن حقيقة الاغتيالات السياسية ليرفع شعار» تتكيف جونته تشد ثلاثين سنة حبس ..تقتل شكري بلعيد ومحمد البراهمي تشدّ رئيس برلمان»..المسيرة الاحتجاجية نظمتها بعض مكونات المجتمع المدني ولم تشهد لأول مرة ردودا عنيفة من قبل قوات الأمن بل وبالرغم من التصرفات الاستفزازية للمحتجين والتي وصلت إلى حدّ رميهم بالطلاء والجير فقد ضبط رجال الأمن أنفسهم ومنعوا فقط المحتجين من التقدم إلى الأمام نحو مقر الوزارة عبر نصب الحواجز.

«ائتلاف لمساندة التحركات الاجتماعية في تونس»
بالتزامن مع المسيرة الاحتجاجية، أعلنت مكونات وفروع تابعة لجمعيات وأحزاب سياسية تونسية مستقرة بفرنسا عن إنشاء «ائتلاف لمساندة التحركات الاجتماعية في تونس». وأوضحت، في بيان مشترك أن الغرض من تكوين هذا الائتلاف «العمل من أجل تجميع التحركات النضالية وتجميع القوى التقدمية في تونس، ثم في مرحلة ثانية تجميع المنظمات والجمعيات والمواطنين التونسيين من أجل تحرك تضامني واسع ودعم ملموس وناجع للنضالات الاجتماعية في تونس». هذا ونظم «ائتلاف مساندة التحركات الاجتماعية في تونس»، الذي تم إنشاؤه بالخصوص من قبل فروع أحزاب المسار والجمهوري والتيار والشعب والعمال والوطد الموحد والتيار الشعبي بفرنسا، تجمعا أمس بالعاصمة الفرنسية باريس. وذكر منظمو هذا التحرك أنه يهدف إلى «تقديم الدعم للقوى الحية المتمثلة في الشباب والمواطنين من المدافعين عن الديمقراطية والعدالة الاجتماعية وتحقيق أهداف الثورة»، فضلا عن التنديد بـ«تجريم التحركات الاجتماعية وعمليات الوصم التي تعرض لها المحتجون والتشكيك في حق التظاهر المكفول بالدستور»، وذلك في إشارة إلى التحركات الاحتجاجية الأخيرة التي عرفتها البلاد. كما أدانوا «التعامل الأمني مع تطلعات الشعب التونسي المشروعة»، وطالبوا بالإفراج غير المشروط عن المتظاهرين من الأحياء الشعبية والناشطين، وفق ذات البيان.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115