الأمين العام المساعد لاتحاد الشغل سامي الطاهري لـ«المغرب»: «الوقت أصبح قاتلا وقد يعصف بأية إمكانية للحوار»

مرّ أكثر من أسبوعين على آخر لقاء جمع الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي ورئيس الجمهورية قيس سعيد والذي جدد فيه تأكيده على قبوله

بمبادرة الحوار الوطني التي تقدم بها الاتحاد منذ 30 نوفمبر الفارط، أي أنه مرّ على تقديمها للرئيس حوالي الـ3 أشهر، ولكن لا زالت المبادرة مجرد حبر على ورق ولعلّ الأحداث التي شهدتها البلاد في الأيام الأخيرة قد ألقت بظلالها وحالت دون الانطلاق في تجسيد الحوار الوطني على أرض الواقع وهناك من يتحدث عن نهاية الحوار قبل ولادته، ومازال رئيس الجمهورية يقف عند مرحلة التبني دون أن يخطو أية خطوة جديدة نحو التفعيل وهو ما آثار غضب القيادات النقابية.
تطرح العديد من الاستفهامات في علاقة بمآل الحوار الوطني الذي لم يعرف حدّ الآن طريقا نحو الإنجاز حتى أن قيادات الاتحاد يئست منه وباتت تبحث عن سيناريوهات أخرى لإنقاذ البلاد التي تعيش أزمة غير مسبوقة على جميع المستويات، صعوبات اقتصادية كبيرة، توترات اجتماعية متصاعدة ومتعددة بين التحركات الليلية والاحتجاجات في النهار، تجاذبات وصراعات سياسية وخلافات بين الرئاسات الثلاث إلى جانب دقة الوضع الوبائي، تطورات وأحداث كان من المفروض أن تكون دافعا نحو تنظيم حوار وطني للإنقاذ لكن يبدو أنها كانت حائلا التقدم ولو بخطوة.
لا جديد في مبادرة الحوار الوطني
الانطلاق في تفعيل الحوار الوطني وقف في مرحلة المناقشة، وبالتحديد مناقشة آلية مشاركة الشباب باعتماد الطرق الحديثة للتواصل التي تتيح للشباب من كافة جهات الجمهورية ومن خارجها تقديم تشخيصه للواقع والحلول التي يقترحها لمختلف القضايا المطروحة في تونس اليوم، وفق ما أعلنته رئاسة الجمهورية في بلاغ لها يوم انعقاد اللقاء بين الطبوبي ورئيس الجمهورية قيس سعيد بتاريخ 6 جانفي الجاري، ووفق تصريح الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل سامي الطاهري لـ«المغرب» فإنه لا جديد يذكر في مبادرة الحوار الوطني والتي لا زالت عند رئيس الجمهورية واتحاد الشغل ينتظر الخطوات القادمة للرئيس، قائلا «لم يطرأ أي جديد في المبادرة، فالرئيس تبنى الحوار ومازال في تلك المرحلة، وكان من المفروض تشكيل لجنة مشتركة بين رئاسة الجمهورية والاتحاد لتحديد الإجراءات والآليات وضبط الروزنامة ولكن لم يتم ذلك، ولم يحصل أي تقدم إلى حد الآن».
انتهى دور الاتحاد وعلى رئيس الجمهورية التحرك
وأضاف سامي الطاهري أن الرسالة بالنسبة لاتحاد الشغل هي أن الوقت أصبح قاتلا ومتأخرا وقد يعصف بأية إمكانية للحوار ولا يمكن لذلك إلا أن يزيد في منسوب التوتر، مشددا على ضرورة أن يتصرف رئيس الجمهورية، واعتبر أن دور الاتحاد في علاقة بالمبادرة قد انتهى حينما أعلن رئيس الجمهورية رسميا عن قبولها بها وتبنيها، فدور الاتحاد تلخص في التفكير والإعداد ثمّ التقديم فإقناع رئيس الجمهورية بقبولها والإشراف عليها ثمّ بتشجيع عدة فاعلين على الحوار وحاليا الكرة في مرمى الرئيس وعليه التصرف والقيام بدوره. هذا وبين الطاهري أن الاتحاد قد التقى تقريبا مع كل الأطياف في البلاد من أحزاب سياسية ومنظمات وجمعيات ومكونات المجتمع المدني وشخصيات وطنية وقد رحب الجميع بمبادرة الاتحاد بتنظيم حوار وطني، كما عبروا أيضا عن استغرابهم من تأخر الانطلاق في التفعيل وتواصل صمت الرئيس والحال أن الوضع في البلاد يستدعي التعجيل بتنظيم الحوار في أقرب وقت ممكن.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115