من 1 إلى 16 جانفي الجاري تسجيل حوالي 1000 وفاة و39 ألف إصابة بالكورونا: حصيلة ثقيلة مرشحة للارتفاع..

إلى فترة الاحتفالات بالسنة الإدارية الجديدة، وإلى التجمعات التي حصلت في تلك الفترة مما ساهم في تسارع انتشار العدوى التي نجم عنها تسجيل أرقام قياسية في عدد الإصابات أو في عدد الوفايات، عدد تشير اللجنة العلمية إلى أنه سيتضاعف مرة أخرى على خلفية التجمعات والتحركات الليلية التي تشهدها عدة مناطق في البلاد خلال أيام الحجر الصحي الشامل، التجمعات الليلية والتي ضمت العشرات والعشرات من الشباب المحتج من شأنها أن تؤجج انتشار العدوى وستظهر النتائج بعد أكثر من أسبوع.
بعد انتهاء الحجر الصحي الشامل، دخلت البلاد بداية من أمس في الحجر الصحي الموجه والذي سيتواصل إلى غاية 24 جانفي الجاري، أسبوع سيتوصل فيه تعليق كافة التظاهرات الثقافية والتجمعات وكافة الدروس الابتدائية والأساسية والثانوية والجامعية ورفع الكراسي ومنع الاستهلاك على عين المكان بالنسبة للمطاعم والمقاهي مع تطبيق نظام العمل على فوجين مع العمل عن بعد وعودة منع الجولان على الساعة الثامنة ليلا مع منع التنقل بين المدن، وفي انتظار تقييم أيام الحجر الشامل والموجه فقد واصل منحى انتشار العدوى الارتفاع ليؤكد أن الوضع الوبائي في البلاد يتطور سلبيّا يوما بعد آخر.
الاحتجاجات ستؤجج انتشار العدوى
تعد التجمعات والاحتجاجات أبرز عناصر انتشار العدوى بالفيروس وبالرغم من الإجراءات الردعية المتخذة فإن هذه المشاهد قد تكررت في أيام الحجر الصحي الشامل وبالتحديد في الليالي الأربع المنقضية، ووفق عضو اللجنة العلمية لمكافحة فيروس الكورونا جليلة بن خليل فإن التجمعات التي حصلت جراء الاحتجاجات التي حصلت مؤخرا بعدد من ولايات الجمهورية ستؤجج انتشار العدوى بفيروس كوفيد 19.وبينت بن خليل في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، أن التداعيات الصحية المنجرة عن التلاحم والاحتكاك خلال هذه التحركات ستظهر بعد مرور 10 إلى 15 يوما إذ سيسجل ارتفاعا في حصيلة المصابين بفيروس «كورونا» ، وتسبب التجمعات خاصة التي لا يقع فيها الالتزام بالإجراءات الوقاية مثل ارتداء الكمامات والحرص على التباعد الجسدي بمسافة لا تقل عن المتر والنصف بظهور حلقات عدوى جديدة ستتزايد اتساعا مع مرور الوقت، وفق ما أوضحته بن خليل التي اعتبرت أن مثل هذه التحركات تنم عن قلة وعي وعدم شعور بالمسؤولية.
غموض متواصل حول التلاقيح
كما أعربت بن خليل عن تزايد انشغالها بالتداعيات الصحية المتعلقة بانتشار آفة فيروس «كورونا» بالبلاد، قائلة : « إن الاقتصار على إقرار 4 أيام فقط من الحجر الصحي الشامل أمر لم يتم بعد إثبات نجاعته علميا في علاقة بالحدّ من انتشار فيروس كورونا ، وما يزيد الأمر تعقيدا هو خرق هذا الحجر من قبل عدد من الفئات.» وبالرغم من كل الإجراءات المتخذة في الأشهر الأخيرة فإن نسق الإصابات والوفيات مازال في تصاعد غير مسبوق وكل الأرقام والمؤشرات تشير إلى أن شهر جانفي الجاري يبدو أنه سيكون الأسوأ للبلاد منذ ظهور الجائحة والحصيلة التي تمّ تسجيلها في الأسبوعين الأولين من الشهر المذكور هي الأثقل مقارنة بالحصيلة السابقة، حيث تمّ حسب إحصائيات وزارة الصحة تسجيل 38967 إصابة من غرة جانفي الجاري إلى غاية 16 من نفس الشهر و962 وفاة، ومازالت الحصيلة في ارتفاع وسط تواصل الغموض والجدل حول التلاقيح ومواعيد وصولها لاسيما وأن عدد من المختصين في الصحة يتحدثون عن عدم استكمال الملف.
استكمال ملف التلاقيح في أوّل فيفري
ووفق تصريحات الوزيرين السابقين للصحة سنية بالشيخ وعبد الرؤوف الشريف خلال جلسة استماع لهما أمس في لجنة الصحة والشؤون الاجتماعية بالبرلمان فإن البلاد غير مسجلة في برنامج منظمة الصحة العالمية لاقتناء اللقاح بواسطة برنامج COVAX بسبب عدم استيفائها للشروط اللازمة التي تُحدّدها المنظمة، ولن تكون لها الأولوية لأنّ استكمال الملف سيكون في أوّل فيفري. كما أكدا أن الحجر الصحي الشامل لا يمكن أن يكون الحل الأمثل، مشيرين أن كسر حلقة العدوى لن يكون في وقت وجيز عن طريق التلاقيح فقط، مما يستوجب مواصلة تطبيق الإجراءات الوقائية المقررة والعمل على توفير كل متطلبات احترامها من قبل المواطنين. ويشار إلى أن الحصيلة الجملية للمصابين تخطت 180 ألف إصابة وتجاوز عدد الوفيات 5700 وفاة .