المكتب التنفيذي الجديد للنهضة: الغنوشي اختار التركيبة وسيعرضها غدا على مجلس الشورى.. فهل ستكون عنوانا لأزمة جديدة ؟

يبدو أن تركيبة المكتب التنفيذي الجديد لحركة النهضة التي ستكون على طاولة نقاش مجلس الشورى يوم غد الخميس 31 ديسمبر الجاري

ستزيد في تعميق الخلافات والأزمة صلب الحركة وخاصة تعزيز الانقسامات، فمجموعة الـ100 تعتبر أن اختيار أعضاء المكتب التنفيذي الجديد قد تمّ بطريقة أحادية أي من قبل رئيس الحركة راشد الغنوشي وسيضمّ المقربين منه فقط على غرار نور الدين البحيري وهذا من شأنه أن يزيد في تعقيد الأزمة خاصة وأن مبادرة الحوار التي أطلقها الغنوشي لتجاوز الخلافات صورية أما عمليا فلا توجد أي بوادر للانفراج.
ينتظر أن يقدم راشد الغنوشي التركيبة الجديدة للمكتب التنفيذي للحركة يوم غد خلال اجتماع مجلس الشورى للمصادقة عليها، مكتب تنفيذي اختاره الغنوشي وسيتولى قيادته، ووفق تصريح عضو مجلس الشورى سامي الطريقي لـ«المغرب» فإن مجلس الشورى في اجتماعه غدا سينظر في التركيبة الجديدة -مبدئيا- التي اختارها رئيس الحركة بعد القيام بسلسلة من المشاورات وطلب تقديم تصورات للمكتب وللمرحلة المقبلة تم بعدها اتخاذ القرار الذي يعود إليه وهذا أمر طبيعي لأنه من غير الممكن التنازل على صلاحياته المخولة له حسب الفصل 32 بدون ذلك يصبح منصبه في حالة شغور.
مكتب تنفيذي لتصريف الأعمال
وأضاف الطريقي أن مجلس الشورى للحركة سيناقش التركيبة وفي صورة ماإذا حظيت بالقبول فستتم المصادقة عليها، وشدد على أن التركيبة مازالت غير جاهزة رسميا ويمكن القيام بأي تغيير في اللحظات الأخيرة وهذا أمر طبيعي، وبذلك فإنه ليست هناك أي تركيبة ثابتة إلى حد الآن في انتظار عرضها على مجلس الشورى، مشيرا إلى أن تشكيلة المكتب التنفيذي لا علاقة لها بالأزمة صلب الحركة والإشكال ليس في الأسماء بل في المطالب واعتبر أنه ليس هناك فرق في الأسماء فالاختيار لا علاقة له بالمحاصصة، فالمكتب التنفيذي للانجاز والتنفيذ والنجاعة لفترة متبقية إلى حدود المؤتمر وعلى ذلك الأساس فإن دور المكتب التنفيذي تصريف أعمال الحركة إلى حين الانتهاء من أشغال إعداد المؤتمر، والأمر الثاني أن المكتب التنفيذي ليس قائما على شخصيات تطالب بمنطق الصراع والصدام حتى تكون في المكتب.
تحت إشراف رئيس الحركة
وأوضح أن المكتب التنفيذي تجسيم لمرحلة وتصور قائم على التجديد والتشبيب مع تحقيق الانتقال القيادي والإبقاء على ما يمكن أن يخدم الحركة داخل المكتب التنفيذي دون محاصصة ودون فرض لسياسة الأمر الواقع ومن يقوم على خلاف هذا المنطق فهو في الحقيقة وفق تعبير الطريقي لا يقدم مصلحة الحركة ومصلحة البلاد وإنما مصلحته الشخصية. وبين أن التصور السليم للمكتب التنفيذي هو أن يكون مصغرا يشرف عليه رئيس الحركة.
لا بوادر لحلّ الأزمة
في المقابل اعتبر القيادي في الحركة والنائب بمجلس نواب الشعب سمير ديلو في تصريح له لـ«المغرب» أن التركيبة قد اختارها راشد الغنوشي بعد الاستماع إلى عدة أطراف ولكن ما قام به لا علاقة له بالحوار، صحيح أنه استمع ولكن ليس هناك ما يوحي بأنه سيأخذ بعين الاعتبار ما استمع إليه بأي شكل من الأشكال، قائلا» المبادرة التي أطلقها عنوانها الكبير الحوار ولكن عمليا ليس هناك ما يجمع على ذلك، وعملية الاختيار تتم بشكل منفرد والأطراف التي استمع لها هي مجرد استماعات لا غير والى حدّ الآن ليس هناك أي تأثير جماعي بل بالعكس قد اتبع تمشيا أحاديا واستمع للمقربين له فقط وبالتالي فإن التركيبة المختارة بعيدة عن منطق التوافق وليست هناك أي بوادر لحل الأزمة.» وأشار إلى مجموعة الـ100 ستتخذ القرار المناسب بعد الاطلاع على التركيبة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115