سمير الشفي الأمين العام المساعد لاتحاد الشغل لـ«المغرب»: «نأمل في أن يكون اللقاء المرتقب مع رئيس الجمهورية إيجابيا وذلك عبر التسريع بتفعيل المبادرة وتأمين كل أسباب نجاحها..»

شددت قيادتا الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية والاتحاد العام التونسي للشغل في لقاء مشترك بينهما أمس

بمقر منظمة الأعراف على أن الظرف الراهن الذي تمر به البلاد يفرض على المنظمتين العمل من أجل الدفع نحو تجاوز هذه المصاعب والتي ازدادت تفاقما مع تفشي فيروس كورونا وذلك بالاعتماد على الرصيد التاريخي لكلتا المنظمتين وعلى عراقة العلاقات والروابط بينهما، لقاء تمّ في جزء كبير منه استعراض محاور المبادرة التي تقدم بها اتحاد الشغل في الفترة الأخيرة والتي اعتبرها أداة لمساعدة تونس للخروج من الأزمة.

وكان اللقاء حسب بلاغ أصدرته منظمة الأعراف مناسبة جدد من خلالها كل من نور الدين الطبوبي عن اتحاد الشغل وسمير ماجول عن اتحاد الأعراف التأكيد على ضرورة العمل المشترك في المستقبل على قاعدة إعلاء المصلحة الوطنية ومن أجل بلورة رؤية مشتركة ووفاقية للخروج من الأزمة الخانقة التي تعيشها البلاد اقتداء بتجربتهما في الحوار الوطني الذي مكن من تجاوز أزمة 2013 والتي جلبت لتونس جائزة نوبل للسلام سنة 2015. هذا وتمّ التطرق كذلك، إلى الوضع الصعب في القطاع الخاص للمؤسسات أو للأجراء وتم التأكيد على وجوب العمل على توفير المناخات الكفيلة بالحفاظ على ديمومة المؤسسة وتحسين المقدرة الشرائية للأجراء.
رؤية وطنية جامعة بين الاتحادين
أكد الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل سمير الشفي في تصريح له لـ«المغرب» أن محور اللقاء الذي جمع وفدا من اتحاد الشغل مع وفد من منظمة الأعراف الوضع العام في البلاد وما تعرفه من صعوبات كبيرة جدا على مختلف الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والتي كانت نتيجة أزمة سياسية عميقة أثرت على كل مجالات الحياة في البلاد، مشيرا إلى أن اللقاء كان فرصة لتقريب وجهات النظر والتباحث في أمهات القضايا للتوصل إلى تشخيص مشترك وتصورات مشتركة لكيفية التعاطي مع هذا الوضع الصعب، وبين أنه في خضم هذه التقييمات كان لمبادرة اتحاد الشغل حيزا لا بأس به من الحديث وكان موقف شريك الاتحاد ايجابيا مما حملته هذه المبادرة من مقاربات مهمة في علاقة بالأبعاد الثلاثة للأزمة، البعد السياسي والبعد الاقتصادي والبعد الاجتماعي، وكان هناك حرص من قبلهما على ضرورة تكثيف هذه اللقاءات على اعتبار أن كلا من المنظمة الشغيلة ومنظمة الأعراف لهما مصلحة كبيرة جدا في التوصل إلى رؤية وطنية جامعة التي من شأنها أن تعيد وضع النقاط على الحروف وإخراج البلاد من الأزمة الخانقة التي باتت تهدد كل المسارات.
لقاءات مقبلة حول القطاع الخاص
وأضاف سمير الشفي أن اللقاء مثل أيضا فرصة لتبادل وجهات النظر حول الوضع الصعب الذي تمر به المؤسسات العمومية أو الخاصة وما يمر به رئيسيا الأجراء في القطاع الخاص وما يمرون به من صعوبات جمة نتيجة تدهور المقدرة الشرائية والارتفاع غير المسبوق في الأسعار وتمّ التنصيص على ضرورة أن تكون هناك لقاءات مقبلة لإيجاد السبل الكفيلة التي من شأنها أن تدعم وان تضمن ديمومة هذه المؤسسات وتحسن من المقدرة الشرائية للشغالين في القطاع الخاص بالنظر إلى صعوبة الظرف الاقتصادي والاجتماعي الحالي.
مشاورات مكثفة
وفي ما يتعلق بآخر المستجدات بخصوص مبادرة الاتحاد التي كان قد قدمها إلى رئيس الجمهورية منذ شهر، قال الشفي إن الاتحاد بصدد التشاور مع شركائه من اتحاد الصناعة والتجارة والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان والهيئة الوطنية للمحامين وعديد الشخصيات الوطنية المهتمة بمبادرة الاتحاد الذي أصدر بيانات وعرائض تشدد على أهمية التعاطي الايجابي معها فضلا عن اللقاءات الروتينية والتي تكثفت في الآونة الأخيرة مع عديد الأحزاب ويجمع الجميع على أهمية تفعيل المبادرة بالنظر إلى الصعوبات الموجودة والمخاطر الجمة التي باتت تتهدد البلاد على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في تعاظم تداعيات جائحة الكورونا.
ضبابية وشلل على المستوى السياسي
المبادرة حاليا عند رئيس الجمهورية وكانت للأمين العام لقاءات متعددة معه للتباحث في مضمونها وطريقة تفعيلها والاتحاد ينتظر حسم الرئيس وهناك لقاء مرتقب بين الاتحاد ورئيس الجمهورية في الساعات القادمة وهناك اتصال في هذا الجانب، وفق ما أكده الأمين العام المساعد الذي عبر عن أمله في أن يحمل اللقاء المرتقب تطورات ايجابية عبر التسريع بتفعيل هذه المبادرة وتأمين كل أسباب نجاحها، فالوضع في البلاد لم يعد يحتمل مزيد التأخير أو الانتظار ومزيد من الضبابية والشلل على المستوى السياسي والذي بدوره انعكس بدوره سلبيا وبشكل خطير على كل المؤشرات الاقتصادية وعلى المؤسسات وعلى الوضع الاجتماعي الذي ما انفك يزداد توترا واحتقانا.
الشروع في التفعيل
وتابع الشفي قوله «نأمل في أن يكون اللقاء القادم مع رئيس الجمهورية ايجابيا وينهي مسار المشاورات الترتيبية والمرور إلى ما هو عملي من خلال الإجراءات التي من شأنها أن تضع هذه المبادرة موضع التنفيذ كما أن الشروع في تنفيذ الإجراءات الواردة بالمبادرة تتطلب عملا كبيرا جدا من مختلف الجهات المعنية بالحوار الوطني.»

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115