الكورونا.. تواصل تسجيل أرقام مفزعة في الإصابات والوفيات: تحذيرات من التراخي ودعوات إلى ضبط إستراتيجية أكثر حزما

• حملات مكثفة لوزارة الصحة تحت شعار «اللمة خطر..» واستعدادات أمنية مكثفة لتطبيق الإجراءات ليلة رأس السنة

قاربت سنة 2020 على الانتهاء، وستكون الأيام الـ5 المتبقية الأصعب وكذلك الأشهر الأولى من السنة الجديدة، حيث تشير الإحصائيات المسجلة إلى تواصل الانتشار «المخيف» لفيروس كورونا على مستوى عدد الإصابات وعدد الوفيات، هذا الارتفاع عزاه البعض إلى التراخي في الالتزام بالإجراءات الوقائية منها خاصة عدم ارتداء الكمامة وأرجعه البعض الآخر إلى انتشار السلالة الجديدة من فيروس الكورونا في البلاد، أرقام قياسية سجلتها البلاد خلال شهر ديسمبر الجاري، ليبلغ عدد ضحايا الوباء من غرة ديسمبر إلى غاية 24 من نفس الشهر 978 حالة وفاة.
مع اقتراب احتفالات رأس السنة، انطلقت وزارة الصحة في حملاتها التحسيسية في شكل نصائح للتوقي من الفيروس على غرار أن «اللمة خطر..» ابدأ العام الجديد بلاش كوفيد».. «مانزوروش بعضنا في رأس العام»..«انقصوا قدر الإمكان عدد الأشخاص في التجمعات».. «نخليوا على الأقل مترو بيناتنا»..«وما ننساوش نلبسو الكمامة ونغسلو يدينا بانتظام»..، حملات تحسيسية تأتي بالتوازي مع استعدادات وزارة الداخلية لتطبيق البرتوكولات الصحية واتخاذ الإجراءات الأمنية المستوجبة من منطلق أن جميع التظاهرات والتجمعات والحفلات العامة والخاصة ممنوعة إلى جانب حظر الجولان ومنع التنقل بين الولايات.
الأرقام المفزعة تثبت فشل الاستراتيجية المتبعة
بحسب الإحصائيات المسجلة على مستوى عدد الإصابات أو الوفيات، لم تحقق الإجراءات الاستثنائية والتمديد فيها من حين إلى آخر المرجو منها وهو كسر منحى الانتشار السريع للعدوى بل واصلت البلاد تسجيل أرقام مفزعة، حتى أن هناك من دعا الحكومة إلى ضرورة مراجعة استراتيجية عملها بعد أن أثبتت فشلها، حيث دعا الخبير الاقتصادي والوزير السابق حكيم بن حمودة على صفحته الرسمية على «الفايسبوك» اللجنة العلمية والحكومة لتقييم الوضع وضبط إستراتيجية أكثر حزما لحماية البلاد والعباد، واصفا الأرقام الأخيرة المسجلة بتاريخ 24 ديسمبر الجاري بالمفزعة، حيث تمّ تسجيل 61 وفاة و1826 إصابة جديدة، وشدد على أن هذه الأرقام المفزعة تثبت فشل الاستراتيجية التي اتبعناها إلى حدّ الآن.
حصيلة ضحايا الوباء تتخطى 4300 وفاة
لازال الوضع الوبائي في البلاد خطيرا ودقيقا لاسيما بعد ظهور السلالة الجديدة وبمقارنة بنسبة ظهور الحالات بنسبة الشغور في أسرة الإنعاش والأكسيجين، وضع عاد فيه الكثير يطرح الحجر الصحي الشامل في محاولة لكسر المنحى التصاعدي المتسارع للعدوى في انتظار وصول اللقاحات من المخبر الذي تمّ إمضاء اتفاق معه في الثلاثية الثانية من سنة 2021، فعدد الوفيات الجملي منذ بداية تفشي الفيروس إلى غاية تاريخ 24 ديسمبر قد تجاوز 4300 حالة وفاة، منها 1430 حالة وفاة في شهر أكتوبر بمعدل 47 وفاة في اليوم و1592 حالة وفاة في شهر نوفمبر بمعدل 53 حالة وفاة في اليوم وفي شهر ديسمبر إلى غاية تاريخ 24 ديسمبر تم تسجيل 978 حالة وفاة، وحسب تأكيد وزير الصحة فوزي المهدي فإن الوضع الوبائي يتسم بارتفاع نسق انتشار العدوى المجتمعية رغم النقص في عدد الوفيات وذلك نظرا للالتزام بتطبيق الإجراءات في الفترة الماضية وهو ما تراخى عنه المواطنون حاليا.
أكثر من 127 ألف مخالفة عدم ارتداء الكمامة
قد تمّ التمديد في الإجراءات الاستثنائية إلى غاية 15 جانفي المقبل، وستحرص وزارة الداخلية على تطبيقها بكل صرامة لتحقيق النتائج المرجوة خاصة وأن المخالفات في الفترات السابقة كانت كبيرة، حيث أكد الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية خالد الحيوني أن الوحدات الأمنية قد سجلت من تاريخ 5 أكتوبر إلى 24 ديسمبر الجاري 127 ألفا و748 مخالفة لعدم الالتزام بوضع الكمامات إلى جانب تسجيل 13819 مخالفة لحظر الجولان، وبين الحيوني في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء أن 5 أكتوبر هو تاريخ بداية انطلاق الحملات لتطبيق البروتوكولات الصحية والإجراءات الوقائية، تنفيذا لقرارات المجلس الوزاري المضيق المنعقد في 3 أكتوبر، مشيرا إلى أن عدد المحتفظ بهم لعدم احترام حظر الجولان بلغ 294 شخصا إلى جانب تسجيل 12345 مخالفة لقرار عدم التنقل بين الولايا ت وغلق 656 محلا تجاريا لعدم احترام تراتيب حفظ الصحة في إطار انتشار جائحة كورونا.
390 مخالفة لمنع التنقل بين الولايات في يوم واحد فقط
واعتبر أن الأرقام المسجلة «أرقام هامة وتعكس الجدية والصرامة في تطبيق الإجراءات في ثلاثة محاور مركزية ومهمة في الخطة الوطنية لمجابهة الفيروس»، مشيرا إلى أنه قد تم خلال 24 ساعة فقط يوم 24 ديسمبر تسجيل 2108 مخالفات في عدم الالتزام بوضع الكمامات و481 مخالفة لحظر الجولان و390 مخالفة لمنع التنقل بين الولايات . أما في ما يتعلق بالاستعدادات لتأمين المحطات القادمة ومن بينها تأمين ليلة رأس السنة فقد أكد الحيوني أن وزارة الداخلية ستواصل تطبيق الإجراءات المتعلقة بالبروتوكولات الصحية ، في مجال اختصاصها -خاصة في ظل النتائج الأخيرة الصادرة عن اللجان العلمية- بنفس الجدية، والترفيع في نسق العمل من أجل تطبيق البروتوكولات الصحية في ظل الوضعية الوبائية. وأضاف أن الوحدات الأمنية ستكون حريصة على حسن تطبيق كافة الإجراءات وهو ما يعني مواصلة تطبيق حظر الجولان ومنع التنقل بين الجهات ماعدا الحالات الاستثنائية والخاصة ومواصلة التطبيق الجدي للقانون على المخالفين للبروتوكولات وتكثيف الحضور الأمني مع انتشار أمني محكم في كامل تراب الجمهورية لمجابهة الجريمة والإرهاب و لضمان الأمن العام والخاص وتوفير الحماية للممتلكات العامة والخاصة مما يضمن التصدي لكل المظاهر المخلة بالأمن .
وستكون الأيام القادمة صعبة جدا وهذا ما يستدعي بالضرورة مزيد اليقظة والحذر للتوقي من فيروس الكورونا، وضع يستوجب الالتزام بالإجراءات الوقائية والبرتوكولات الصحية في انتظار وصول اللقاحات.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115