آفاق تونس يعلن عن رئيسه الثالث: كلّ البيض في سلة الفاضل عبد الكافي

يوم أمس أعلن بشكل رسمي عن انتقال رئاسة حزب «آفاق تونس» من الرئيس المستقيل ياسين ابراهيم الى القادم الجديد للحزب الفاضل عبد الكافي،

الذي بات الرئيس الثالث لحزب يقترب من سنته العاشرة، التي يرغب فيها عبد الكافي في ان يصل الى جعل حزبه الخيار الجديد للتونسيين.
كانت القاعة وحدها كافية لتعلن عن «عودة» الحياة الى حزب آفاق تونس بعد انتخابات 2019 التي قال ياسين ابراهيم عن نتائجها انها «سلبية» بالنسبة للحزب مما جعله يعبر عن تحمله للمسؤولية ويقدم استقالته من مهامه في الحزب الذي تراجع خزانه الانتخابي بأكثر من 60 % بين انتخابات 2014و2019.
خسارة مني بها الحزب الذي فاز بمقعدين فقط في البرلمان الحالي جعلته يدخل في حالة من البطالة السياسية والغياب عن المشهد الذي امتد الى اشهر، وهو ما يفسر الكثير من الهزات التي انعكست على الحياة الداخلية للحزب الذي اقتصر عمله السياسي طوال السنة الحالية على تقديم مرشحين الى رئيس الجمهورية لاختيار الشخصية الاقدر من بينهم، كما فعلت باقي الاحزاب الممثلة في البرلمان.

بطالة وازمة مالية القت بظلالها على الحزب وكادت تنهى وجوده الى ان وقع الاتفاق مع الفاضل عبد الكافي على الالتحاق بالحزب وان يكون رئيسه القادم، وهو ما تم خلال الخمسة أيام الفارطة التي انتهت امس بعملية انتقال القيادة من ياسين ابراهيم الى عبد الكافي الذي انتخب رئيسا جديدا للحزب في اشغال المجلس الوطني المنعقد في نهاية الاسبوع الفارط.
انتخاب الكافي الذي الحق بعضوية المكتب السياسي والمجلس الوطني للحزب غداة انضمامه اليه، لم يكن امر مفاجئا في ظل غياب منافسة فعلية بينه وبين القيادات الراهنة للحزب ولكن الاهم ذلك الاتفاق الضمني بينه وبين الرئيس السابق وعدد من القادة في الحزب على ان يكون الوجه الجديد لآفاق تونس .
وجه يضمن وفق تصور «الآفاقيين» مقبولية لدى أوساط واسعة من التونسيين خاصة ممن يعربون في عمليات سبر الاراء عن عدم نيتهم المشاركة في الانتخابات وهم حوالي 70 % ، خزان انتخابي يقر عبد الكافي بانه يستهدفه بخطاب جديد يقدم الحزب على انه حزب وسطي تقدمي يمثل خيارا لهم خاصة وانه «حزب وسطي نابذ للعنف وينادي بدولة مدنية تستثمر في شبابها».

ولان صورة الحزب العالقة لدى جزء من التونسيين تختزله في «حزب ليبرالي» اختار عبد الكافي ان يعيد بناء صورة ان افاق تونس حزب اجتماعي، يؤمن بدور الدولة في القطاعات الحساسة والإستراتيجية وهو ما يجعله حزبا ينتمي الى عائلة سياسية عريضة تشمل اليسار ايضا.
ويقول عبد الكافي انه «يحلم بتجميع العائلة السياسية الوسطية» وأنه يسعى إلى تحقيق ذلك، كلمات مهد طريقها ياسين ابراهيم الذي اشار الى ان التعديلات في افاق تونس تندرج في اطار ترتيب البيت الداخلي قبل التوجه لجمع الشتات، والمح الى ان ذلك كان بالاتفاق مع عدة احزاب حضر قادتها في الصف الاول على غرار احمد نجيب الشابي ومحسن مرزوق وسلمى اللومي وسعيد العايدي وفوزي الشرفي وعبيد البريكي ومحمد على التومي.

هنا يكشف آفاق مع رئيسه الجديد عن وجود توافق ضمني بين مجموعة من الاحزاب على ان تشكل جبهة او تحالفا قادما، وهذا التحالف سيبحث له عن وجه جديد قد يكون عبد الكافي، الذي يبدو انه يحظى بدعم سياسي ومالي لبناء مشروع سياسي يكون قوة ثالثة.
مكانة يطمح الحزب العائد الى الحياة ان يشغلها بفضل عبد الكافي الذي لم يأت وحيدا بل جلب معه وجوها جديدة من بينها وزير سابق في فترة بن علي يراهن معه على ان يستقطب جزءا من الشارع التونسي وخاصة «الدستوريين/التجمعيين» الذين لم يجدوا قواسم مع الحزب الدستوري الحر برئاسة عبير موسي.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115