الكورونا وظهور سلالة جديدة من الفيروس سريعة الانتشار: المخاوف تتصاعد..تعليق الرحلات الجوية مع الدول التي ظهرت فيها...وإجراءات جديدة في الأفق

• رفع توصيات إلى رئاسة الحكومة منها إلغاء احتفالات رأس السنة والتمديد في حظر الجولان....

حملت الـ48 ساعة الأخيرة عدة تطورات على مستوى انتشار وباء الكورونا سواء على المستوى العالمي أو الوطني، تطورات أربكت الوضع من خلال ظهور سلالة جديدة لفيروس الكورونا تتميز بسرعة الانتشار بـ70 % وذلك في عدة دول، تطورات باتت تهدد اللقاحات التي تمّ التوصل إليها والتي علق عليها الجميع آمالا كبيرة لمكافحة هذا الوباء، تطورات جعلت عدة دول تتخذ إجراءات عاجلة لتجنب انتشار العدوى، أما على المستوى الوطني، فقد عقدت اللجنة العلمية لمكافحة الكورونا بوزارة الصحة اجتماعا عاجلا أمس وأقرت جملة من التوصيات التي رفعتها إلى رئاسة الحكومة لاتخاذ القرارات الضرورية بمناسبة الاحتفال برأس السنة الميلادية.

رفعت اللجنة العلميّة القارّة لمكافحة فيروس كورونا أمس عدة توصيات إلى رئيس الحكومة هشام المشيشي لإقرار الإجراءات الملائمة توصيات، جاءت على الصفحة الرسمية لوزارة الصحة إذ في إطار المتابعة المستمرة لتطور جائحة كوفيد 19 على المستوى العالمي والوطني، عقدت اللجنة اجتماعا طارئا بإشراف وزير الصحة فوزي المهدي، وبعد تدارس المعطيات الوبائية المقدمة من المرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة التي تبين استمرار انتشار الفيروس بطريقة نشطة إلى جانب ظهور سلالة جديدة أكثر عدوى انتشرت في بريطانيا وفي بعض الدول، رفعت اللجنة مقترحاتها وتوصياتها المنبثقة عن المعطيات العلمية إلى الهيئة الوطنية لمجابهة الكورونا.

تعديل الإجراءات الوقائية
في الوقت الذي تستعد فيه عدة وحدات فندقية وسياحية لإحياء سهرات الاحتفال برأس السنة الميلادية رأت الهيئة الوطنية لمجابهة الكورونا أنه من الضروري اتخاذ عدة إجراءات في هذا الشأن منها إلغاء كافة أشكال الاحتفالات مع تعديل الإجراءات والبرتوكولات الصحية بناء على تطورات الوضع الوبائي في البلاد مع مواصلة حظر الجولان ومنع التنقل بين كافة الولايات والتشديد على الصرامة في تطبيق الإجراءات وإلغاء الاحتفالات برأس السنة على غرار بلدان أوروبية للحدّ من انتشار الجائحة إلى جانب قرارات أخرى منها إغلاق المجال الجوي. قرار الإلغاء من عدمه ستقرر الهيئة خلال اجتماعها المقرر يوم الأربعاء 23 ديسمبر الجاري، فالوضع الوبائي في البلاد مازال دقيقا وعدد الإصابات في ارتفاع متواصل رغم الإجراءات الاستثنائية المتخذة منها خاصة حظر الجولان الذي تمّ التمديد فيه إلى غاية 30 ديسمبر الجاري، فاللجنة قد تطرقت أمس في اجتماعها إلى الارتفاع المتواصل لعدد الإصابات الجديدة المكتشفة مع تسجيل حالة اكتظاظ في المستشفيات وعلى مستوى أسرة الإنعاش.

التقطيع الجيني للتقصي حول السلالة الجديدة
وفق عضو اللجنة العلمية لمجابهة الكورونا ومدير معهد باستور الهاشمي الوزير فإن اللجنة توصلت إلى صياغة جملة من المقترحات للحفاظ على صحة المواطن وإحالتها إلى رئيس الحكومة لإقرار الملائم منها بمناسبة رأس السنة الميلادية متحفظا عن الخوض في تفاصيل هذه المقترحات ، وقال الهاشمي الوزير في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، في ما يتعلق بالسلالة الجديدة للفيروس، إنه تم خلال الاجتماع التأكيد على ضرورة متابعة الحالات الإيجابية والقيام بالتقطيع الجيني للتقصي حول وجود السلالة المتحولة من الفيروس في تونس من عدمه ومدى انتشارها إن وجدت. وأوضح أن كوفيد 19 كغيره من الفيروسات سريعة الانتشار، تدخل عليها بعض التغييرات الجينية مما يتسبب في ظهور سلالات جديدة، مبينا أنه ثبت في حالة هذا الفيروس أن سلالته الجديدة تنتقل بأكثر سرعة ولها علاقة مباشرة في سرعة اتساع رقعة الإصابات. وأكد أنه يمكن تقصي هذه السلالة عبر التحليل المخبري الحيني وأن المضادات والعلاجات المناعية التي يتم تطويرها في علاج هذا الفيروس تظل ناجعة رغم ما طرأ من تغيرات جينية على الفيروس.

كسر شبكة التواصل الجسدي
تميز السلالة الجديدة من فيروس كورونا التي ظهرت مؤخرا بالمملكة المتحدة وجنوب إفريقيا بسرعة الانتشار والتكاثر، وفق ما صرح به الأستاذ في علم الفيروسات بكلية الصيدلة بالمنستير محجوب العوني الذي شدد على ضرورة اتخاذ إجراءات جديدة لمنع تسرب السلالة الجديدة من الفيروس إلى تونس، وكسر شبكة التواصل الجسدي بين الأشخاص لتجنب تفشي العدوى بفيروس كورونا بجميع سلالاته وفرض الالتزام بالإجراءات الوقائية اللازمة للحد من انتشار هذا الوباء. وأضاف أن الدراسات العلمية العالمية التي أجريت إلى حد الآن على هذه السلالة الجديدة أثبتت أن سرعة انتشار العدوى بهذه السلالة المتحولة أقوى من السلالة السابقة، إلا أنها لم تتوصل بعد إلى تحديد مستوى خطورتها.

السلالة الجديدة لا تؤثر على فعالية اللقاحات
ويشار إلى أن وزارة النقل أعلنت أمس عن تعليق الرحلات الجوية للوصول والمغادرة والعبور بين المطارات التونسية وكل من المملكة المتحدة وجنوب إفريقيا وأستراليا وعدم قبول الوافدين إلى تونس، الذين أقاموا أو عبروا هذه البلدان، ابتداء من يوم أمس وإلى حين إشعار آخر. هذا وأعلنت منظمة الصحة العالمية، مساء أمس أن بريطانيا أبلغتها أن السلالة الجديدة لفيروس كورونا لا تؤثر على فعالية اللقاحات، واعتبرتها «أخبار جيدة». وقالت ماريا فان كيرخوف رئيسة الفريق التقني المعني بكوفيد-19 في منظمة الصحة العالمية، إنه لا يوجد دليل على أن السلالة الجديدة للفيروس تزيد من شدة المرض، وأنه «ليس هناك ما يشير إلى أن طريقة انتقال فيروس كورونا قد تغيرت».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115