رئيس الجمهورية في اجتماع المجلس الأعلى للجيوش: تحذيرات متواصلة والتشديد على أن بعض الأحداث المتواترة مقصودة ..

لم يتغير خطاب رئيس الجمهورية قيس سعيد قيد أنملة منذ ديسمبر 2019، إذ يتحدث دائما عن المؤامرة وعن المتآمرين والخونة وعن علمه بالمخاطر والتهديدات وأهلها

وعن نيته التصدي لهم بالقانون والدستور، مروية باتت عنصرا أساسيا في خطابه إلى المؤسسات العسكرية والأمنية وأمام تتالي الأحداث في الأيام الأخيرة عقد اجتماع المجلس الأعلى للجيوش خاصة بعد العمليّة الإرهابيّة التي استهدفت الشهيد عقبة ذيبي، حيث أقدمت مجموعة إرهابية على ذبحه أثناء تواجده بالمنطقة العسكرية المغلقة بالسلاطنية على سفح جبل السلوم بولاية القصرين ثم حادث السيارة الأمنية التابعة لفوج الطّلائع للحرس الوطني والذي أودى بحياة 3 أعوان وإصابة اثنين آخرين وعدة ملفات أخرى حارقة تخص الوضع العام في البلاد.

ترأس رئيس الجمهورية قيس سعيّد بقصر قرطاج اجتماع المجلس الأعلى للجيوش. وقد تناول هذا الاجتماع الوضع العام في البلاد والدور الذي تلعبه القوات المسلحة خلال هذه الفترة. وأكد رئيس الجمهورية مجددا ثقته المطلقة في القوات المسلحة الأمنية والعسكرية وفي وطنيتها وفي قدراتها وفي عزمها الثابت الذي لا يلين للحفاظ على مؤسسات الدولة، وفق بلاغ صادر عن رئاسة الجمهورية.

تواترت الأحداث بسرعة
قال رئيس الجمهورية في فيديو نشرته رئاسة الجمهورية خلال اجتماع المجلس الأعلى للجيوش أمس «’تواترت الأحداث بسرعة تبعث على التساؤل ولكن التساؤلات حول تواتر هذه الأحداث نعرف أجوبتها، حيث يتساءل الكثير من المواطنين عن الأوضاع، فالشعب التونسي يعرف جيدا ما يحصل وقادر على فهم جملة من الأوضاع، تواترت الأحداث بسرعة تؤدي إلى التساؤل، ماالذي يحدث اليوم في تونس؟ حصول بعض هذه الأحداث طبيعي ولكن بعضها الآخر مقصود وتم الترتيب له بهدف إرباك مؤسسات الدولة وليطمئن التونسيون كلهم أن الدولة قائمة برجالها ونسائها وبقواتها المسلحة العسكرية والأمنية وسيثبت التاريخ من هو الوطني ومن هو الذي انخرط في هذه الشبكات الإجرامية، من هو الخائن لهذا الوطن ويسعى إلى ضربه من الداخل ومن هو الوطني الصادق الذي يعمل على الحفاظ على الدولة.»

الشرعية منقوصة ولا بدّ من مراجعتها
وتابع رئيس الجمهورية قوله «الدولة التونسية لن تسقط مهما فعلوا ومهما رتبوا ومهما ارتكبوا من جرائم، صحيح أنه يسقط ضحايا أبرياء وتتعطل بعض المرافق العمومية ولكن الدولة ستستمر بأكثر قوة، هناك ظاهرة طبيعية والاحتجاجات تقريبا هي نفسها التي انطلقت في ديسمبر 2010، الشعب التونسي مازال يطالب بعد 10 سنوات بنفس المطالب التي رفعها في ديسمبر 2010 ، حقه في الحرية والشغل والكرامة الوطنية، هي نفس المطالب وذلك دليل على إفلاس الاختيارات الاقتصادية والاجتماعية، دليل على أن ما تمّ خلال هذا العقد لم يكن الاختيار الأسلم بالنسبة للتونسيين، نحن نحترم القانون وهذه الشرعية بالرغم من أنها بالفعل شرعية منقوصة ولا بدّ من مراجعتها..، فالشرعية لا تستقيم إلا إذا كانت مشروعة..وسنطبق القانون على الجميع دون أن تأخذنا في الحق لومة لائم».

رسالة الى الشعب..
اجتماع مجلس الأعلى للجيوش أمس يأتي للنظر في الأوضاع ولتوجيه رسالة إلى الشعب مفادها أن الدولة بأبطالها من قوات العسكرية والأمنية ستحبط كل محاولات ضربها من الداخل ومن الخارج، وفق تأكيد رئيس الجمهورية الذي شدد على أنه لا مجال للخونة في البلاد الذين يريدون ضرب الدولة، والقانون هو الفيصل، وبين أن اجتماع الأمس يأتي لقراءة الأحداث واستشراف المستقبل واتخاذ الإجراءات التي تحتمها المسؤولية التاريخية، ليشدد على أنه سيتم التصدي لكل هذه المحاولات ولن ترهبنا هذه الاغتيالات التي تستمر من قبل هذه الوحوش ومن يقف وراءها، «وحوش كواسر» تعتقد أن الدولة لقمة سائغة ولكنهم لن يطيحوا بالدولة، تاريخها حافل بمواجهة الاستعمار وفي الثورة على الظلم والضيم، تاريخها حافل بالبطولات وبالوطنيين الأحرار، تاريخنا حافل بقدرة الشعب على مواجهة كل هذه التحديات، سنرفع التحدي ولن نقبل بان يمس احد من الدولة ومن يعتقد انه قادر على ذلك فهو واهم فليطمئن التونسيون إننا سنمسك بزمام الأمور بما يقتضيه القانون وبما تقتضيه المسؤولية التي أتحملها...أريد أن أؤكد للجميع ثقتنا المطلقة في قواتنا المسلحة العسكرية والأمنية واشكرهم على مجهوداتهم التي يبذلونها في كل مكان للحفاظ على مؤسسات الدولة».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115