مع تجاوز حصيلة الوفيات 4 آلاف وفاة وفي انتظار وصول التلاقيح في أفريل القادم: وباء الكورونا بين جدل التراخي ومراجعة الإجراءات الاستثنائية

أكثر من 4 آلاف وفاة هي الحصيلة الجملية لضحايا فيروس الكورونا في بلادنا مع تجاوز عدد الإصابات الجملية 117 ألف إصابة، وحسب الأرقام الأخيرة التي نشرتها وزارة الصحة

فإن معدل الإصابات اليومية يتراوح بين 1200 و1400 إصابة، رقم يقارب ما تمّ تسجيله حينما اتخذ قرار التمديد في الإجراءات الاستثنائية مما يوحي أن الإجراءات لم تحقق المرجو وهو كسر منحى الانتشار السريع للعدوى، وبالرغم من تأكيدات وزارة الصحة أن الوضع الوبائي في استقرار إلا أنه بالنظر إلى الأرقام التي تنشرها الوزارة يوميا مازال عدد الإصابات والوفيات مرتفعا.

10 أيام فقط تفصلنا عن انتهاء آجال حظر الجولان والإجراءات الاستثنائية التي تمّ اتخاذها والتمديد فيها إلى غاية 30 ديسمبر الجاري للحدّ من انتشار فيروس الكورونا، وينتظر وفق ما أكده وزير الصحة في تصريحات إعلامية أن تجتمع اللجنة الوطنية لمقاومة انتشار فيروس كورونا يوم الأربعاء القادم لإقرار مختلف الإجراءات اللازمة بخصوص التظاهرات الاحتفالية بمناسبة ليلة رأس السنة الميلادية وذلك بعد تقييم الوضع الوبائي والذي وصفه بالمستقر، ليشدد في ذات الوقت على ضرورة مواصلة توخي الاحتياطات وتطبيق مختلف الإجراءات الوقائية الرادعة.

التقيد بالإجراءات الوقائية
استقرار الوضع الوبائي وفق وزير الصحة لا يمكن أن يحجب أن عدد المصابين والوافدين على المستشفيات لا زال مرتفعا نتيجة حالة التراخي وعدم تقيد المواطنين بالإجراءات الوقائية، ليحذر من تواصل حالة التراخي وعدم التقيد بالإجراءات الوقائية والذي يمكن أن يتسبب في العودة إلى تسجيل أرقام قياسية للإصابة بالفيروس، قائلا «لا أريد أن أكون متشائما ولكن وجب التقيد بالإجراءات الوقائية حتى نتجنب تدهور الحالة الوبائية». وحسب إحصائيات وزارة الصحة فإن العدد الجملي للمرضى الذين تمّ التكفل بهم في المستشفيات والمصحات الخاصة قد قارب 6 آلاف مصاب، فيما تجاوز عدد المتعافين 87 ألف حالة.

تجمعات دون الالتزام بالإجراءات الوقائية
لئن مازالت الأرقام على مستوى الإصابات والوفيات مرتفعة فإن التراخي في تطبيق البروتوكولات الصحية أبرز ما لوحظ في الفترة الأخيرة خاصة مع عودة التجمعات والتظاهرات والوقفات الاحتجاجية وعدم احترام المشاركين للإجراءات الوقائية والتي أبرزها وضع الكمامات، مشاهد عدم ارتداء الكمامات من قبل أغلبية المواطنين تتكرر في عدة فضاءات ولم تقتصر فقط على الوقفات الاحتجاجية والإضرابات العامة بل في وسائل النقل كذلك وفي الفضاءات العمومية والمقاهي والمطاعم والأسواق وكأن الفيروس لم يعد موجودا أو لا يشكل خطرا، حالة من الاطمئنان عمت البلاد خاصة بعد الإعلان عن إمضاء اتفاق مع مخبر «فايزر»، لاقتناء مليوني جرعة من تلاقيح كورونا بداية من الثلاثية الثانية لسنة 2021، وفق ما أعلن عنه المدير العام لمعهد باستور هاشمي الوزير. وأكد الوزير أن شحنة اللقاحات المنتظر توريدها من مخبر فايزر إلى تونس تمثل دفعة أولى، مؤكدا أن نية السلطات الطبية في تونس تتجه إلى توريد كميات إضافية في مرحلة ثانية.

التلاقيح قبل شهر أفريل 2021 واردة
وفق وزير الصحة فوزي المهدي فإنه تمّ توفير اعتمادات بقيمة 100 مليون دولار للغرض، وذلك بالتنسيق مع البنك الدولي. وأضاف أن إمكانية الحصول على هذه التلاقيح قبل شهر أفريل 2021 واردة إذا ما استطاع أحد هذه المخابر توفير الكميات اللازمة، والاستجابة لشروط السلامة الصحية والنجاعة. وشدد على أن الوزارة ستعتمد على التلاقيح التي أثبتت نجاعة تفوق الـ90 % وأن أسعار الجرعات المزمع اقتناؤها لا زالت محل تفاوض سواء مع فايزر أو غيره من المخابر المعنية، مشيرا إلى أن التلاقيح التي سيتمتع بها المواطنون بصفة مجانية ستشمل ما يقارب نصف الشعب التونسي. وأفاد أن مخبر «فايزر» سيوفر في أفريل القادم مليوني جرعة جرعة منها، ستكون أولوية الانتفاع بها لكبار السن وأعوان الصحة والأمن وباقي القطاعات ذات الأولوية، مضيفا أن القطاعات ذات الأولوية ستضبط في منصة معلوماتية، تشرف عليها لجنة القيادة للحملة برئاسة مدير معهد باستور هاشمي الوزير وبتمثيلية لكل الوزارات المعنية من داخلية ودفاع ونقل وغيرها فضلا عن مكونات المجتمع مدني الناشطة في قطاع الصحة.

بلدية تونس تقرر إجراء تحاليل سريعة ومجانية
يبقى المواطنون حاليا بين معادلة القرارات التي سيتم اتخاذها في الأسبوع القادم للاحتفال برأس السنة وانتظار وصول التلاقيح في الثلاثية الثانية من سنة 2021، ولكن أمام المعادلة تواصل الوزارة توجيه الدعوات إلى ضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية للحدّ من انتشار العدوى، هذا وقد قررت بلدية تونس بالتعاون مع الإدارة الجهوية للصحة بتونس إجراء تحاليل سريعة ومجانية للتقصي حول فيروس كورونا لفائدة المواطنين الحاملين للأعراض، وسيشمل هذا الإجراء الدائرة البلدية بباب بحر يوم غد الاثنين 21 ديسمبر الجاري أمام المسرح البلدي لمدينة تونس ثم دائرة العمران الأعلى يوم الثلاثاء بزاوية شارع ابن الخطيب وشارع الفوز فدائرة الحرايرية يوم الأربعاء 23 ديسمبر الجاري أمام المقر الجديد لدائرة الحرايرية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115