بعد أكثر من أسبوعين من تلقيه المبادرة.. رئيس الجمهورية يلتقي الطبوبي: ...ويستمر الغموض

17 يوما فصلت بين اللقاء -الذي قدم فيه الاتحاد العام التونسي للشغل إلى رئيس الجمهورية قيس سعيد مبادرة الحوار الوطني- ولقاء أول أمس

الذي كان ينتظر أن يحمل ردّ الرئيس على المبادرة ولكن كما كان منذ الجلسة الأولى، قدم رئيس الدولة ردّا قابلا لكل تأويل، فهو مع الحوار ولكن هذا الحوار لا يمكن أن يكون على شكل الحوار السابق، فهو يرغب في الحوار ولكنه ينتظر توفر الظروف الملائمة لضمان نجاحه قبل الانطلاق في تجسيمه على أرض الواقع ولا بدّ من تذليل عدة صعوبات في علاقة خاصة بالأطراف التي ستشارك فيه، فرئيس الدولة قد جدد تأكيده على أنه لا حوار مع الفاسدين.
بعد انتظار امتد لأكثر من أسبوعين، استقبل رئيس الجمهورية قيس سعيد مساء أول أمس بقصر قرطاج الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي. ووفق بلاغ لرئاسة الجمهورية فقد تناول اللقاء الوضع العام بالبلاد على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي. وقد تم التطرق بالخصوص إلى مبادرة الحوار التي تقدم بها الاتحاد العام التونسي للشغل من أجل التوصل إلى حلول للوضع الراهن الذي تعيشه البلاد. وقد أكد رئيس الجمهورية على أن الحوار لا يمكن أن يكون على شكل الحوار السابق كما لا يمكن أن يكون هدفا في حد ذاته، بل يجب توفير كل الأسباب والشروط لنجاحه، مؤكدا مرة أخرى على أنه لا حوار مع الفاسدين.
تذليل الصعوبات
الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل، سامي الطاهري أكد في تصريح له لـ«المغرب» أن رئيس الجمهورية أكد خلال لقائه مع الأمين العام على أهمية المبادرة وعبر عن اقتناعه بضرورة تنظيم حوار ولكن هناك صعوبات مازالت قائمة لا بدّ من العمل على تذليلها للصول إلى تنفيذ هذه المبادرة على أرض الواقع وإجراء الحوار في أقرب وقت بما يمكن من إنقاذ البلاد، صعوبات في علاقة بالمشاركين أيضا في علاقة بهيئة الحكماء، والذين ستضمهم واليات عملها إلى جانب صعوبات تقنية، مشيرا إلى أن الاتحاد كان قد شدد على ضرورة الإسراع بإجراء الحوار باعتبار أن الوضع في البلاد لا يحتمل الانتظار. وأضاف الطاهري أن المبادرة موجودة عند رئيس الجمهورية وهو المسؤول على إدخال بعض التعديلات عليها وإذا كانت هناك فكرة مقنعة فالاتحاد لا مانع لديه في قبولها، فالاتحاد لم يقدم عملا نهائيا كاملا وإدخال التعديلات يبقى متاحا بالحوار وبالنقاش والتنسيق.
الاتحاد لم يقرر بعد لقاء النهضة
كما أشار الطاهري إلى أن الاتحاد غير معني بأي حوار يطرح في الساحة بما فيها الحوار الذي تطرحه الحكومة أي الحوار الاقتصادي والاجتماعي والذي لن يكون إلا حوار تقنيا أي حوار أرقام والحال أن هناك عدة قضايا حارقة تخص الوضع السياسي في البلاد. وعن موقف حركة النهضة حول إجراء حوار يضمّ جميع الفرقاء دون استثناء، قال الطاهري إن الاتحاد لم يتصل بحركة النهضة والتي لم تتصل بهم بدورها والبيان الذي أصدرته لم يكن موجها للاتحاد، وبين أن الاتحاد لم يقرر بعد اللقاء مع النهضة لأنها مازالت تحمي دعاة الإرهاب والأطراف التي تتهجم على المنظمة الشغيلة حتى أن الرسالة التي وجهها رئيس البرلمان إلى الاتحاد والتي تتنصل من التهجمات وتعتبر أنها لا تلزم المجلس، يعتبرها الاتحاد غير كافية باعتبار أنها لم تنص على التنديد أو اتخاذ الإجراءات الضرورية ضدّ هذه الاعتداءات المتواصلة.
حوار حول أزمة نظام الحكم المشتت
هذا وأوضح الطاهري، فيما يتعلق بالأطراف غير المعنية بالحوار، أن كل هذه المسائل قيد النقاش ورئيس الجمهورية مازال لم يقدم إجابة واضحة في هذا الشأن ولعل الأمور قد تتوضح في الأيام القادمة. ويشار إلى أن المبادرة التي تقدم بها اتحاد الشغل مؤخرا لإطلاق حوار وطني يختلف مضمونها والياتها كليا عن مبادرة الحوار الوطني لسنة 2013، باعتبار أن مبادرة 2020 ستهتم أساسا بأزمة نظام الحكم المشتت والتضارب بين السلطات الثلاث وإيجاد حلول لتدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي، وفق تصريح إعلامي لسامي الطاهري خلال إشرافه على الهيئة الإدارية الجهوية للاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس، وأبرز أن المبادرة مبنية على تشخيص منطقي لأوضاع البلاد ولم تخرج عن المؤسسات الدستورية وأهمها رئاسة الجمهورية التي سيتم الاحتكام إليها لاختيار هيئة حكماء ستتولى رعاية الحوار المرتقب.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115