الأمين العام المساعد لاتحاد الشغل سامي الطاهري لـ«المغرب»: ردّ الرئيس تأخر كثيرا.. ولا نقبل بحوار اقتصادي واجتماعي معزول..

بالرغم من النداء الذي وجهته الهيئة الإدارية الوطنية للاتحاد العام التونسي للشغل المنعقدة بتاريخ 11 ديسمبر الجاري إلى رئيس الجمهورية

قيس سعيد والذي طالبته فيه بتقديم إجابة واضحة على مبادرته لتنظيم حوار وطني وكان قد قدمها رسميا له منذ أكثر من أسبوعين، ولكن لم يطرأ جديد إلى حد الآن ومازال موقف رئيس الدولة غامضا، الأمر الذي أثار استياء الاتحاد سيما وأنه يعتبر أن وضع البلاد لا يحتمل الانتظار وأن الأوضاع تتجه إلى مزيد التعفن وفي صورة تواصل ذلك فإن الإنقاذ يصبح صعبا.
وفق تصريح الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل سامي الطاهري لـ«المغرب» فإنه لم يطرأ جديد من رئاسة الجمهورية بخصوص مبادرة الاتحاد، مشيرا إلى أن الاتحاد يجري لقاءات واتصالات يومية مع مختلف الأحزاب والجمعيات والمنظمات الوطنية للتعريف بالمبادرة وخلفياتها ومن بينها الاتحاد التونسي للتجارة والصناعات التقليدية وهي مجرد اتصالات فقط لا علاقة لها بالتنسيق مثلما يتم تداوله، اتصالات الهدف منها التعريف بالمبادرة باعتبار أن الكثير لم يفهموا بعد خلفياتها وتوجهاتها وتتولى قيادات الاتحاد شرح كافة التفاصيل وبيان أهميتها في الظرف الراهن واليات عملها، آليات مرتبطة بقبول رئيس الجمهورية من عدمه .
البحث عن مخارج أخرى لإنقاذ البلاد
لم يقف الاتحاد العام التونسي للشغل مكتوف الأيدي وهو ينتظر ردّ رئيس الجمهورية، وهو يجري عديد اللقاءات والاتصالات يوميا مع مختلف الفاعلين في الساحة لضمان حشد أكبر عدد ممكن من المؤيدين لمبادرته التي يعتبرها الحلّ الأمثل في الوقت الراهن لإنقاذ البلاد وتجاوز الأزمة التي تعيشها منذ سنوات والتي تتفاقم يوم بعد آخر، ووفق سامي الطاهري فإن رئيس الجمهورية مازال لم يتفاعل بعد مع النداء الذي توجهت به إليه الهيئة الإدارية، مشيرا إلى أن الردّ تأخر كثيرا وفي صورة ما إذا بقي الوضع على حاله وبهذه الطريقة وعدم تقديم إجابة واضحة لا بدّ من البحث عن مخارج أخرى لإنقاذ البلاد في أقرب وقت ممكن وتفادي مزيد تعفن الأوضاع إذ يصبح الإنقاذ صعبا وخاصة صعوبة إيجاد حلول للمعضلات التي تولدت عن التأخير.
لقاءات يومية للتعريف بالمبادرة
وأضاف الطاهري حول ما سيقوم به الاتحاد إذا لم يتفاعل الرئيس ايجابيا مع المبادرة، أن لكل حادث حديث والاتحاد يأمل في الحصول على إجابة واضحة من رئيس الجمهورية في أقرب وقت ممكن سواء بالقبول أو بالرفض فالمهم هو الردّ وعدم التأخر وعلى ضوء ذلك للاتحاد تصورات أخرى للإنقاذ وسيكشف عنها في الوقت المناسب، مشيرا إلى أن الاتحاد يقوم بعدة لقاءات للتعريف بالمبادرة وقد فكر الاتحاد سابقا في عقد ندوة صحفية أو حملة لاطلاع الرأي العام عليها ولكنه خيّر انتظار تفاعل قيس سعيد وعلى ضوء ذلك سيختار الطريقة التي سيكشف من خلالها عن التفاصيل والآليات والإجراءات والتواريخ.
إغراق «السوق» بالمبادرات
وعن تتالي المبادرات الوطنية للإنقاذ التي تطرح في الساحة بين الحين والآخر، قال الطاهري إن هناك حرية في طرح مبادرة كما يرغب ولكن هناك شعور بأن الجميع باتوا يتسابقون في طرح المبادرات وهذا التسابق يمكن اعتباره غير مبرر سيما وإذا كان الهدف إغراق «السوق» بالمبادرات وهذا من شأنه أن يخلق نوعا من الإرباك والتشويش ويمكن في هذه الحالة عدم الوصول إلى أية نتيجة وتصبح الغاية التي انبتت عليها المبادرات «إنقاذ البلاد» ضائعة، ليشدد على أن الاتحاد لا يحتكر المبادرات ولا يجرم أحدا ومن يريد القيام بأية مبادرة فليقم بذلك والسؤال المطروح ما الجدوى من كل ذلك؟ خاصة وأن الاتحاد كان من أول المبادرين والمقترحين والمفروض التفاعل مع المبادرة سلبا أو ايجابا.
رفض الفصل بين المسائل
وفيما يتعلق بمبادرة رئيس الحكومة هشام المشيشي عبر الدعوة إلى حوار اقتصادي واجتماعي، أفاد الطاهري أن الاتحاد لا يقبل بحوار اقتصادي واجتماعي معزول عن الوضع العام وخاصة السياسي في البلاد وإذا كان هناك حوار شامل وجامع فإن الاتحاد يرحب بذلك إما إذا كان الحوار مجزأ ومقتطعا ويفصل في المسائل عن بعضها فإنه يرفض ذلك، مشيرا إلى أن الحكومة إذا كانت تبحث عن حوار اقتصادي واجتماعي كان عليها قبل أن تتشكل أن تضع برنامجا في هذا الشأن.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115