الأرقام القياسية في تزايد غير مسبوق يوميا والى حد الآن ليست هناك أية مؤشرات ايجابية حول الحدّ من انتشار حلقات العدوى أو التقليص من عوامل الاختطار ، بل على العكس تصاعد عدد الوفيات كما ارتفع عدد الأشخاص الذين يتم التكفل بهم في المستشفيات إلى جانب الموجودين في قسم الإنعاش وكذلك تحت جهاز التنفس الاصطناعي وهذا من شانه أن يزيد في مخاوف المواطنين باعتبار أن إمكانيات المستشفيات العمومية وطاقة استيعابها تبقى محدودة جدا بالرغم من تطمينات رئيس الحكومة هشام المشيشي.
يواصل فيروس الكورونا انتشاره في البلاد، وقد تجاوز عدد الإصابات الجملية إلى حدود تاريخ 16 أكتوبر الجاري 40 ألف إصابة و626 حالة وفاة، تطور الوضع الوبائي فرض إقرار إجراءات استثنائية جديدة، حيث أذن رئيس الحكومة هشام المشيشي خلال إشرافه أمس بقصر الحكومة بالقصبة على جلسة عمل بحضور وزير الداخلية وعدد من القيادات الأمنية العليا، للولاة بإعلان حظر التجول في جهاتهم انطلاقا من اليوم الثلاثاء 20 أكتوبر الجاري، ووفق التوضيح الذي نشرته المكلفة بالإعلام لدى رئيس الحكومة سماح مفتاح تبقى للولاة السلطة التقديرية لإعلان حظر الجولان الليلي من عدمه وكذلك بالنسبة لتوقيت حظر الجولان، بعد الرجوع للجان الجهوية المختصة وحسب ما يتطلبه الوضع الوبائي في كل جهة.
الحجر الصحي الشامل لم يعد مجديا
في حواره التلفزي مساء أول أمس على القناة الوطنية، أجاب رئيس الحكومة على الدعوات المتتالية إلى فرض حجر صحي شامل كما حصل في الموجة الأولى، ليؤكد على أن الحجر الصحي الشامل لم يعد مجديا في الوقت الحالي برأي جميع الخبراء لأن العدوى أصبحت مجتمعية والفيروس انتشر بشكل كبير وسيبقى موجودا ولا يمكن التعاطي معه بحلول ظرفية، وأوضح أن البلاد لم تشهد موجة أولى أو ثانية لفيروس كورونا وان الفترة الحالية هي الأصعب، مشددا على أن الدولة ليست عاجزة في التعامل مع هذا الوباء وستتم محاصرته . كما وجه المشيشي عدة تطمينات إلى المواطنين مفادها أن الدولة مازالت قادرة على توفير أسرة الإنعاش والأكسجين لمستحقيها، قائلا «الدولة قادرة وستكون قادرة على ذلك في المستقبل بالشراكة مع القطاع الخاص». وأضاف أن من يرفض ذلك من القطاع الخاص سيفرض عليه التسخير مع تحديد التسعيرة، لأن البلاد في حالة حرب والحرب تستوجب التعبئة العامة.
تعزيز القدرات الإستشفائية
يتسم الوضع الوبائي الحالي في تونس بارتفاع في عدد الإصابات والوفيات جراء فيروس كورونا، وفق تصريح إعلامي لوزير الصحة فوزي مهدي، مؤكدا أن الوزارة بصدد اتخاذ كل الإجراءات لتعزيز القدرات الإستشفائية للتمكن من التكفل بكل المرضى. وأضاف أن الأطباء يقومون بكل ما في وسعهم لإنقاذ الحالات الخطرة لكن هذا الفيروس الجديد يتسبب في تعكير الحالات الصحية لدى عديد المرضى بسبب عدم وجود أدوية خاصة به. كما كشف من جهة أخرى عن أن البلاد باتت مدرجة ضمن 3 دول سيتم تمكينها من اقتناء لقاح ضد فيروس كورونا حالما يجهز، مشددا على أنه تم وضع الاعتمادات اللازمة لاقتناء اللقاح بعد التأكد من نجاحه والانتهاء من تصنيعه.
بنزرت تمدد في الحظر إلى إشعار آخر
بعد سوسة والمنستير وسيدي بوزيد، أقرّت اللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث وتنظيم النجدة بولاية بنزرت خلال اجتماعها الدوري أمس بإشراف والي بنزرت محمد قويدر التمديد في حظر الجولان إلى إشعار آخر . كما تم إقرار تعميم تطبيق البروتوكولات الصحية المعتمدة بشان المطاعم السياحية على بقية المطاعم بمختلف أنواعها ، إلى جانب إيقاف الرحلات القادمة للجهة إلى حين رفع حظر الجولان وذلك بعد اخذ رأي المصالح المركزية مع الإبقاء على بقية الإجراءات المعلنة في اجتماع اللجنة بتاريخ 09 أكتوبر، بالتوازي مع التشديد على مزيد تفعيل دور النسيج المدني في الحرب على الجائحة الفيروسية من خلال تحفيز الدور التحسيسي والتوعوي لمكونات المجتمع المدني المهيكل والمستقل بأهمية التطبيق الصارم للبروتوكولات الصحية الواجبة توقيا من الفيروس، مع الترفيع في نسق المراقبة الميدانية الخاصة بتطبيق الإجراءات الوقائية والبروتوكولات المعتمدة، قرار التمديد قد يسحب على ولايات أخرى ومن المتوقع أن تعلن بقية الولايات عن حظر الجولان في الساعات القادمة حسب تطور الوضع الوبائي فيها.