منحى انتشار العدوى بالفيروس من 28 سبتمبر الى 11 اكتوبر2020: الـ14 يوم الأسوأ على تونس، تضاعف عدد المصابين والمتوفين

منذ نهاية سبتمبر دأبت وزارة الصحة التونسية على تقديم المعطيات والإحصائيات المتعلقة بمنحى انتشار العدوى بـ»الكورونا» (فيروس «سرس كوفيد- 2)

بخلط معتمد بين ارقام الموجة الاولى وأرقام الموجة الثانية لتقديم صورة مصطنعة عن انتشار الفيروس للرأي العام.

ووفق اخر بلاغ من وزارة الصحة الصادر يوم الاحد 11 اكتوبر الجاري بلغ عدد من اصيبوا بعدوى «كوفيد-19» 32556 مصابا منذ انتشار العدوى في تونس فيفري الفارط الى غاية الـ10 من اكتوبر الجاري، وفي ذات الفترة اعلن انه تم اجراء 276002 تحليل مخبري وان نسبة التحاليل الايجابية تمثل 11.8 % من التحاليل المنجزة.
هذه الارقام التي قدمت ليلة الاحد الفارط تضمنت نتائج تحاليل يوم السبت 10 أكتوبر الذي سجل فيه 1297 مصابا جديدا بالعدوى وفق ما افرزته نتائج التحاليل المخبرية التي اجريت ويبلغ عددها 4237 تحليلا. أي ان نسبة الحالات الايجابية تمثل 30.6 % من التحاليل التي تمت يومها.

نسبة مرتفعة غير بعيدة عن النسب المسجلة منذ بداية اكتوبر الجاري او بالاحرى خلال الايام الـ14 الماضية أي انه ومنذ 28 سبتمبر الفارط باتت نسب التحاليل الايجابية تقترب من الثلث 1/3 ، فمنذ ذات التاريخ الى غاية الـ11 من اكتوبر اجري 46262 تحليلا كان عدد التحاليل الايجابية 16442 أي ان النسبة العامة للتحاليل الاجابية في الايام الـ14 الاخيرة هي 35.541 %. ولكن الاهم والاخطر انه يمثل نصف عدد المصابين بالعدوى منذ ان سجلت اول حالة في تونس فيفري الفارط المقدر 32 الف مصاب.

هذه الايام الـ14 لم يسجل فيها -فقط- تضاعف عدد المصابين بل ايضا وللاسف تضاعف عدد المتوفيين نتيجة الاصابة بالعدوى، فمنذ فيفيري الفارط الى غاية اخر تحيين لوزارة الصحة سجلت وفاة 478 شخصا، منها 264 وفاة خلال الاسبوعين الفارطين أي النصف.
هذه الارقام مؤشر خطير يبين تسارع وتيرة انتشار العدوى وتضاعف نسقها والذي سنلاحظه بشكل جلي خلال الايام والاسابيع القادمة، فما قدمته ارقام واحصائيات الاسبوعين الاخيرين تكشف ان منحى العدوى ارتفع بشكل غير مسبوق وخطير.

نسق قد يستمر في الايام القادمة، وهنا يكمن الخطر أي اننا قد نسجل ارقاما ومعطيات اشد وطأة خلال الاسبوعين القادمين في ما تعلق بالاصابات، ولكن الواضح اننا سنشهد خلال الايام القادمة انعكاس هذا النسق المسجل في الاسبوعين الاخيرين على عدد المصابين المحتاجين لتلقى الرعاية الصحي او على عدد الوفيات. اذ من المرجح ان يرتفع الرقم اكثر للاسف الشديد.

مؤشرات خطيرة تستوجب ان تنتبه اليها الحكومة وتتحسب لها، في انتظار ما ستكشفه الارقام القادمة حول ان الاجراءات التي اتخذتها حكومة المشيشي وهل أنها كانت كافية لكسر منحى انتشار العدوى وشدته، ام ان الاجراءات لم تكن ذات جدوى وهو ما سيترتب عنه البحث عن حلول جديدة.
حلول لتجنب ان نبلغ مرحلة تختزل في انهيار المنظومة الصحية كليا والعجز عن التكفل بالمرضى وارتفاع حصيلة الوفيات الى الالاف، مرحلة يبدو اننا للأسف نتجه اليها إذا استمر منحى العدوى على هذه الشاكلة ، يتضاعف كل اسبوعين، وهو ما يعنى ان الكلفة البشرية ستكون ثقيلة جدا لنتحملها.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115