استثنائية في محاولة لتطويق الفيروس والتقليص من حالات العدوى، إجراءات لم تقتصر فقط على حظر التجول وقد انطلقت 6 ولايات إلى حد الآن في تطبيقه وهي كل من سوسة والمنستير وتونس ومنوبة وأريانة وبن عروس إضافة إلى بعض المعتمديات التابعة لولايات سيدي بوزيد والكاف والقائمة مرشحة للارتفاع أكثر في الساعات والأيام القادمة بل شملت أيضا تعليق صلاة الجمعة ومنع الكراسي في المقاهي والمطاعم وغلق الحمامات والفضاءات الرياضية ومنع الحفلات الخاصة والتظاهرات وتعليق الأسواق الأسبوعية وغيرها من الإجراءات..
وفق آخر إحصائيات أعلنتها وزارة الصحة مساء أمس في بلاغ لها، فقد تمّ تسجيل 2357 إصابة جديدة بفيروس كورونا وذلك بتاريخ 6 و7 أكتوبر الجاري وذلك إثر إجراء 6212 تحليلا مخبريا وبلغت نسبة التحاليل الإيجابية 10.2 بالمائة، ليرتفع العدد للإصابات المسجلة منذ شهر فيفري إلى غاية 7 أكتوبر الجاري إلى 26899 إصابة من جملة 262879 تحليلا مخبريا. كما ارتفعت حصيلة الوفيات بالفيروس إلى 409 حالة بعد تسجيل 45 وفاة يومي 6 و7 أكتوبر الجاري، هذا وشهد عدد المرضى الذين يتم التكفل بهم بالمستشفيات يوم 7 أكتوبر ارتفاعا ليصل العدد إلى 554 حالة و129 بأقسام العناية المركزة و53 تحت جهاز التنفس الاصطناعي.
إجراءات استثنائية تنسحب على أغلب الولايات
تستعد ولايات ومناطق أخرى للإعلان رسميا عن حظر التجول مع حزمة من الإجراءات الاستثنائية للحدّ من سرعة انتشار فيروس الكورونا على غرار باجة ونابل وقابس وتوزر وبنزرت ...أسوة بولايات تونس الكبرى وسوسة والمنستير، إجراءات ستسحب على كل المناطق التي تشهد خطورة عالية في انتشار حالات العدوى مثال ذلك بنزرت ووفق مراسلة واردة من وزارة الصحة على اللجنة الجهوية لمجابهة فيروس كورونا في بنزرت فقد تمّ إدراج معتمدتي بنزرت الشمالية ورأس الجبل ضمن المناطق الحمراء، وقد قررت اللجنة في اجتماع استثنائي لها اتخاذ جملة من الإجراءات الاستثنائية منها خاصة تعليق نشاط الأسواق الأسبوعية بداية من يوم اليوم الجمعة في جميع معتمديات الولاية لمدة أسبوعين وتعليق صلاة الجمعة وغلق الميضات في كل الجوامع والمساجد لمدة أسبوعين ومنع الاستهلاك على عين المكان في المقاهي والمطاعم وقاعات الشاي والاقتصار على بيع المأكولات والمشروبات خارج المحلات وإلزامية ارتداء الكمامات بالفضاءات المفتوحة والمغلقة والفضاءات العامة، وهي تقريبا ذات الإجراءات التي تقررت في عدة معتمديات.
مناطق ذات خطورة انتشار مرتفعة للفيروس
من المعتمديات التي صنفت ضمن قائمة المناطق ذات خطورة انتشار مرتفعة للفيروس استنادا إلى المقاييس الوبائية، معتمدية توزر المدينة، وفق ما أعلن عنه وزير الصحة فوزي مهدي الذي أوصى السلطات الجهوية بضرورة ملاءمة الإجراءات الأمنية والصحية مع هذا التصنيف وفق قرارات مجلس الوزراء وتوصيات اللجنة الوطنية لمجابهة الكورونا. هذا ووفق الإدارة الجهة للصحة ببن عروس فقد تمّ أمس اكتشاف بؤرتين جديدتين للفيروس بوحدتين صناعتين فيهما تشغيلية عالية بكل من المنطقة الصناعية بمقرين والمنطقة الصناعية بالمغيرة ويجري حاليا إخضاعهما لعمليات تقصي مكثفة لمعرفة مدى تفشي حالات العدوى.
إجراءات في قابس
في ذات السياق، قررت اللجنة الجهوية لمجابهة فيروس كورونا بقابس في اجتماعها أمس لعمل بذات الإجراءات الوقائية المقررة في ولايات وجهات أخرى وذلك إلى حين إشعار آخر المتمثلة في تعليق صلاة الجمعة بكافة جوامع معتمدية غنوش بداية من اليوم وإيقاف جميع الأنشطة بالقاعات الرياضية العامة والخاصة بكل معتمديات ولاية قابس ومنع لعب الورق وكل الألعاب التي يترتب عنها عدم احترام البروتوكولات الصحية بكل ، كما قررت اللجنة الجهوية لتفادي الكوارث ومجابهتها وتنظيم النجدة بجندوبة منع انتصاب الأسواق الأسبوعية بكافة معتمديات الولاية وغلق الحمامات والفضاءات الرياضية ومنع الحفلات الخاصة والتظاهرات وتعليق صلاة الجمعة ومنع التجمعات لأكثر من 3 أشخاص وحصر نشاط المقاهي والمطاعم في بيع المأكولات والمشروبات المعدة للاستهلاك خارج المحل مع منع الاستهلاك على عين المكان بكافة معتمديات الولاية التسع وذلك لمدة 15 يوما.
مراسلة من وزارة الصحة
وفق تصريح إعلامي لوالي باجة محسن الميلي فقد تلقت الولاية مراسلة من وزارة الصحة تكشف أن معتمديتي باجة الشمالية وباجة الجنوبية مناطق موبوءة بفيروس كورونا، ومن المنتظر أن تقرر اللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث جلسة طارئة فرض حظر التجول ليلا بهاتين المعتمديتين وتعليق صلاة الجمعة ومنع استعمال الطاولات والكراسي بالمقاهي والحرص على فرض استعمال الكمامات والبحث عن سبل وحلول لضمان تواصل الدروس في ظروف ملائمة.
إجراءات تكميلية
حزمة من الإجراءات الاستثنائية دخلت حيز التنفيذ في عدة ولايات ومرتقبة في ولايات أخرى لكن تبقى تكميلية، حيث اعتبر عضو اللجنة العلمية لمجابهة فيروس كورونا الحبيب غديرة، أن أهم إجراءات التوقي من كوفيد 19 تتمثل في ارتداء الكمامات وغسل اليدين بصفة منتظمة وتطبيق التباعد الجسدي، في حين يمثل إعلان حظر الجولان إجراء تكميليا لمكافحة انتشار المرض. وشدد غديرة في تصريح لـ(وات)، على أهمية تطبيق البروتوكولات الصحية في الفضاءات التي يرتادها العموم، مبينا أن كافة الإجراءات التكميلية لتطويق الفيروس التاجي ومن بينها إقرار حظر الجولان، يجب ألا تترافق مع مظاهر وسلوكات تؤدي إلى انتقال العدوى. ودعا في هذا السياق إلى ضرورة أن لا يتحول المكوث في المنازل خلال فترة حظر الجولان ليلا إلى مناسبة يتجمع فيها أفراد الأسرة وتسجل فيها حالات تسرب للعدوى بمرض كورونا. وكشف أن «فرض حظر الجولان سيكون له وقع على حصيلة الإصابات إلا بعد مضي 14 يوما»، مبينا أن هدف تطبيقه يتمثل في تجنب السهرات والتظاهرات الليلية وكذا التجمعات في الملاهي والمقاهي.
حظر التجول يدخل حيز التطبيق في تونس الكبرى
وجدير بالذكر أن حظر التجول بإقليم تونس الكبرى الذي يضم ولايات تونس ومنوبة وأريانة وبن عروس قد دخل حيز التطبيق بداية من ليلة أمس على مدى 15 يوما. وسيمتد الحظر من الساعة التاسعة ليلا إلى الخامسة صباحا بالنسبة لأيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس والجمعة ومن السابعة مساء إلى الخامسة صباحا يومي السبت والأحد. ويأتي قرار حظر الجولان الليلي بإقليم تونس الكبرى وهو القرار ذاته الذي بدأت ولايتا المنستير وسوسة في تطبيقه قبل أسبوع، غداة تسجيل تونس لحصيلة جديدة مرتفعة تجاوزت 2300 إصابة بفيروس كورونا خلال يومي 4 و5 أكتوبر الجاري.