في ندوة صحفية لوزارة الصحة حول الوضع الوبائي لجائحة الكورونا: غلق الحدود ليس حلاّ.. والحل يكمن في تطبيق الإجراءات بصرامة وردع المخالفين

تطبيق الإجراءات الوقائية بصرامة لتفادي حصول سيناريوهات أسوأ تلك أهم ما تمّ التشديد عليه في الندوة الصحفية الدورية

التي عقدتها وزارة الصحة أمس لمتابعة الوضع الوبائي، فالفيروس وفق ما أكدته المديرة العامة للمرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدّة نصاف بن علية بات أمرا واقعا وفرض على البلاد نمط عيش جديد لا بدّ من التأقلم والتعايش معه، لتشدد على أن غلق الحدود من جديد ليس حلا بالنظر إلى الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد وباتت العدوى حاليا محلية وسيتم اتخاذ بعض الإجراءات الخصوصية في بعض المناطق التي تمثل بؤرا لتفشي حلقات العدوى فقط على غرار منع التجمعات.
واعتبرت بن علية أن عملية الغلق أو التطويق أو فرض بعض الإجراءات الصارمة ستكون حسب التقييم والتقصي الميداني الذي تجريه مصالح الوزارة ولكن هذا لا يمنع في صورة تفاقم للعدوى في بعض المناطق كما وقع في الحامة من ولاية قابس اتخاذ قرار بمنع التجوال، لتشدد مرة أخرى على أن الحل ليس في غلق الحدود بل في تطبيق البرتوكولات الصحية والإجراءات الوقائية بصرامة وردع المخالفين، وأكدت أن تشخيص أسباب التفشي السريع للفيروس معروف ويتلخص في تواصل استهتار وتراخي المواطنين وعدم الالتزام بإجراءات التباعد الجسدي وارتداء الكمامات وتعقيم الأيدي، مشيرة إلى أن الحالة الوبائية لا تخص فردا أو شخصا أو قطاعا بل تخصّ الجميع، فالمسؤولية جماعية للحدّ من مخاطر انتشار الفيروس.
1219 حالة إصابة جديدة في يومين
أعلنت بن علية خلال الندوة الصحفية الدوريّة عن تسجيل يومي 21 و22 سبتمبر 1219 حالة إصابة جديدة بفيروس كوفيد-19 من إجمالي 5581 تحليلا وأنّ العدد الجملي للوفيات بلغ 174 حالة منذ ظهور هذه الجائحة ليرتفع العدد الجملي للمصابين إلى 12479 حالة، مضيفة أنّ نسبة وقوع الإصابات تفوق 50 على 100 ألف ساكن في عدّة ولايات من الجمهوريّة مع ارتفاع في عدد الحالات التّي تستوجب الإيواء بالمستشفيات. هذا ويبلغ عدد المرضى الذين يتم التكفل بهم حاليا بالمستشفيات 256 مريضا فيما يبلغ عدد المرضى حاليا بأقسام العناية المركّزة 72 مريضا وعدد المرضى تحت جهاز التنفّس الصناعي 26 مريضا، علما وأن الحالات النشيطة قد ارتفع عددها إلى 9938 حالة.
تطبيق الإجراءات الوقائية
وأضافت أن الحالة الوبائية تشهد تطورا في عدد المصابين وفي سرعة انتشار الفيروس فضلا عن تسجيل ارتفاع في عدد الحالات التي تستوجب الإقامة بالمستشفيات أو التي تتطلب العناية المركزة، مشددة على أن التقليص من سرعة انتشار هذا الفيروس لا يمكن تحقيقها إلا عبر تطبيق الإجراءات الوقائية بصفة صارمة عبر ارتداء الكمامة من طرف جميع المواطنين في الأماكن المغلقة وفي مقرات العمل والالتزام بالتباعد الجسدي وتفادي التواجد في الأماكن المكتظة والحرص على تعقيم اليدين والأسطح بصفة مستمرة.
عدوى معروفة المصدر أو عدوى مجتمعية
وبخصوص الإصابات بفيروس كورونا المستجدّ لدى أعوان الصحّة بيّنت بن علية أنّ معدّلها لا يفوق المعدّل الوطنيّ وأنّه على جميع المؤسسات الصحّية الالتزام بالإجراءات الوقائيّة وتفعيل مسالك كوفيد، وعلى سائر القطاعات والمؤّسّسات عليها تطبيق البروتوكولات الصحّية المعدّة للغرض إضافة إلى دعوة كلّ المواطنين للالتزام بإجراءات التّوقّي وخاصّة منها التّباعد الجسدي وارتداء الكمامة وغسل الأيدي بالماء والصابون للحدّ من انتشار هذا الفيروس. وبينت أن عزل المناطق يتم بعد التقييم والتقصي الميداني لحلقات العدوى وعدد الحالات المسجلة وطريقة العدوى إما أن تكون عدوى معروفة المصدر أو عدوى مجتمعية، جميع هذه المعطيات يتم تقييمها قبل اتخاذ قرار العزل أو التطويق أو تكثيف الإجراءات الوقائية كما حصل في مطار تونس قرطاج والحامة والقيروان وسوسة، مشددة على أن عملية أقلمة الإجراءات تقع على اثر التقصي الميداني تجريه مصالح الوزارة، علما وأن أي شخص يشتبه في إصابته بالفيروس أن يعزل نفسه في الحجر الصحي الذاتي ثمّ الاتصال بالقسم الاستعجالي لتقييم حالته الصحية والقيام بالتحليل في صورة التأكد من إصابته.
ترشيد استعمال الكواشف
كما أكدت بن علية أن لدى الوزارة مخزون من الكواشف المستعلمة في تحليل كوفيد 19 وهي بصدد التزود بها يوميا رغم أنها غير متوفرة بالقدر الكافي على مستوى السوق العالمية، مشيرة إلى وجود عملية ترشيد لاستعمال الكواشف، ذلك أن أي شخص لا تنطبق عليه تعريفة الحالة المشتبهة أو المحتملة لا يوجد داع لإجراء تحليل له وبالتالي فإن إجراء التحاليل لا يتم إلا على الحالات المشتبه بإصابتها والتي تكون حاملة للأعراض أو خالطت إحدى الحالات المؤكدة لمدة لا تقل عن ربع ساعة ودون احترام التباعد الجسدي المحدد بمتر واحد، وجددت تأكيدها على أهمية الالتزام بالإجراءات الوقائية للحد من انتشار الفيروس. وبينت أن الوزارة تقوم يوميا بتحيين عدد الأسرة حسب الأقسام بالمستشفيات العمومية وبالمصحات الخاصة والتي هي موضوعة على ذمة هذه الفئة من المصابين. وأشارت في إلى أن أغلب حالات العدوى وقعت خارج المستشفيات.
إجراء التلقيح ضد النزلة الموسمية
من جهته، دعا وزير الصحة فوزي المهدي المسنّين والمصابين بأمراض مزمنة والطاقم الصحي، بالخصوص، إلى إجراء التلقيح ضد النزلة الموسمية، مؤكدا على أن كل ما يروّج حول ما يخلّفه هذا التلقيح من مضاعفات صحية خطيرة، لا أساس له من الصحة بل أن فوائده كبيرة ومن الممكن أن ينقذ حياة الأشخاص خاصة في ظل تفشي جائحة «كورونا» بالبلاد، مشيرا إلى أن إدارة الصحّة الأساسية بوزارة الصحة وفرت 310 آلاف جرعة من التلاقيح التي سيتم الشروع في استعمالها انطلاقا من بداية شهر أكتوبر المقبل، ومن الممكن التزوّد بكميات إضافية منها إذا ما اقتضت الحاجة وستكون موجودة في الصيدليات الخاصة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115