وزير الصحة فوزي المهدي لـ«المغرب»: «مازلنا في المرحلة الثالثة من تفشي فيروس الكورونا ولـم نصل بعد إلى مرحلة الذروة»

يبدو أننا لم نبلغ بعد مرحلة الخطر وتشير كل المؤشرات إلى أن الفترة القادمة ستكون أصعب في ظل صعوبة

التكهن بتحديد فترة الذروة لانتشار عدوى فيروس الكورونا، بما أن البلاد لم تصل إلى فترة الذروة فإن عدد حالات الإصابة بفيروس الكورونا في ارتفاع متواصل مع توقع تسجيل أرقام قياسية أخرى، وضع يستدعي الرفع من درجات اليقظة مع التشديد في تطبيق الإجراءات الوقائية المتمثلة خاصة في التباعد الجسدي وارتداء الكمامات وتعقيم الأيدي والتي تعتبر السلاح الناجع لمواجهة مزيد تفشي الوباء.
أضحى ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا أمرا مؤكدا، والمؤشرات الحالية تنطوي على مخاطر من احتمال انزلاق الوضع الوبائي نحو الأسوإ، هذا ووفق آخر الإحصائيات المسجلة يوم 20 سبتمبر الجاري والتي نشرتها وزارة الصحة أمس فقد تمّ تسجيل 528 إصابة في حين بلغ عدد المصابين بفيروس كورونا المستجد المقيمين بالمستشفيات 221 مريضا من مجموع أكثر من 8700 حالة إصابة نشطة حاليا، وقدرت حصيلة الوفيات بـ 164 حالة وفاة، في حين تعافى أكثر من ألفي شخص أصيبوا بالمرض من مجموع أكثر من 11 ألف حالة إصابة. وتستأثر ولاية تونس بأعلى حصيلة للإصابات التي ناهزت 1200 حالة مكتشفة تلتها بن عروس ب1033 إصابة ثم قابس بـ 782 حالة وسوسة ب 748 إصابة والمنستير بـ702 حالة حاملة للفيروس .في المقابل سجلت باقي الولايات حصيلة إصابات أقل (تراوحت من 370 بأريانة إلى 20 حالة بولاية قفصة).
حوكمة التحاليل للحالات الحاملة للعوارض المرضية
أكد وزير الصحة فوزي المهدي في تصريح لـ«المغرب» أن البلاد مازالت في المرحلة الثالثة من تفشي فيروس الكورونا ولم تدخل في المرحلة الرابعة، حيث الارتفاع السريع لعدد حالات الإصابة مما يتطلب تطوير القدرات وتعزيز الإمكانيات وخاصة تعزيز أقسام الإنعاش مع الإسراع في انتداب إطارات طبية وشبة طبية فضلا عن تطوير المستشفيات الميدانية لإيواء الحالات التي تستحق العلاج بالأكسيجين إلى جانب تطوير المخابر وبالتحديد الرفع في عددها في القطاعين العام والخاص، ومن المنتظر أن يرتفع العدد إلى أكثر من 30 مخبرا بفتح مخابر في كل من قبلي وسيدي بوزيد ومنوبة وجندوبة علاوة على تركيز المستشفيات الميدانية من خلال فتح مستشفى ميداني في بني خيار من ولاية نابل وفي كل من تطاوين والقيروان. هذا وأشار الوزير إلى أنه تمّ أيضا مراجعة استراتيجية التحاليل الطبية عبر حوكمة التحاليل الحاملة للعوارض المرضية عن طريق تحليل «بي سي أر» والبقية عن طريق التحاليل السريعة لاكتشاف أكثر عدد ممكن من الحاملين لفيروس كوفيد 19.
مرحلة المنحى التصاعدي اليومي للفيروس
هذا وبين وزير الصحة أن البلاد لم تصل إلى مرحلة ذروة انتشار الفيروس وهي في مرحلة المنحى التصاعدي اليومي لعدد الحالات، قائلا «لم نصل بعد إلى مرحلة الذروة وفي صورة بلوغ هذه المرحلة فإن عدد الحالات سيشهد انخفاضا، فالذروة هي تسجيل أقصى حالات الإصابة»، مشددا على أنه في صورة تمّ تطبيق الإجراءات الوقائية بصفة آلية وصارمة فإن إمكانية العدوى قد تنخفض. كما أكد الوزير أننا مازلنا في المرحلة التصاعدية لانتشار الفيروس ومعدل التسجيل اليومي للإصابات لا يقل عن 500 إصابة، مبرزا أنه تمّ في الفترات السابقة تسجيل نوع من التراخي في الالتزام بالإجراءات الوقائية خلال حفلات الأعراس ووقع تنظيم عدة مناسبات ومهرجانات وهذا يعود إلى الاطمئنان المتزايد لعدم انتشار الفيروس مرة أخرى وهذا الاطمئنان كان في غير محله وتداعياته يتم اليوم جني تبعاتها بالتفشي السريع لحلقات العدوى وعلى الجميع العودة إلى التطبيق الصارم لكل الإجراءات الوقائية المعروفة عند الجميع بارتداء الكمامة وغسل الأيدي والتباعد الجسدي.
تفعيل اللجنة المركزية
من الإجراءات الجديدة التي تمّ اتخاذها للحد من انتشار الوباء، الإجراء الذي أعلن عنه رئيس الحكومة هشام المشيشي خلال ندوة الولاة بتفعيل اللجنة المركزية التي يترأسها إلى جانب تعهد الولاة بالسهر على متابعة مدى تطبيق الإجراءات الوقائية في جهته ووفق وزير الصحة. وفي ما يتعلق بارتفاع عدد الوفيات، قال الوزير إن المعدل الذي يتم تسجيله الآن بين 5 و6 حالات بعد العدد القياسي الذي تمّ تسجيله والبالغ 17 حالة، وعدد الوفيات يبقى مرتبطا بالمرض. وبالنسبة للوزير فقد وضعت الوزارة كل الإمكانيات الضرورية للحدّ من انتشار الوباء وعملت على تطوير القدرات الإستشفائية وتوفير أسرة الأكسجين والإنعاش بهدف التقليص من الضغط على المستشفيات وتوفير العلاج الضروري لمرضى الكورونا.
إضراب بيومين للممرّضين
بالتوازي مع الارتفاع غير المسبوق لعدد حالات الإصابة وحالات الوفاة، أعلنت النقابة الوطنية للممرضين التونسيين عن الدخول في إضراب يومي 30 سبتمبر الجاري وغرة أكتوبر القادم للمطالبة بإحداث لجنة علمية تضمّ كافة الإطارات الصحية وتفعيل بروتوكول صحي واضح للتعامل مع جائحة كورونا. كما طالبت النقابة في بيان لها أمس بإقرار حجر صحي شامل لمدة أسبوع قابل للتمديد وتوفير الظروف المناسبة لعمل الإطارات الصحية من تجهيزات تليق بقيمة المجهود المبذول». وأكّدت «على ضرورة إحداث وتفعيل قوانين ترتقي بالواقع المهني والصحي للممرضين من خلال إحداث إدارة عامة للتمريض وإلغاء التعاقد وسد الشغورات بالانتداب المباشر فضلا عن إعادة النظر في المنح ومراجعة كافة الأوضاع الاجتماعية وسن قانون أساسي». كما دعت نقابة الممرضين «منظوريها إلى اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية وخدمة المريض حسب قواعد المهنة وأخلاقياتها»، مشيرة إلى أنّها «نبهت في عديد المرات من خطورة الوضع بالنظر إلى طريقة التعامل مع الأزمات وغياب إستراتيجية وطنية فاعلة لمجابهة جائحة كورونا».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115