رغم تجاوز عتبة الـ10 ألاف إصابة مؤكدة بفيروس الكورونا: العودة إلى الحجر الصحي الشامل غير مطروحة حاليا و«التعايش» معه بات أمرا واقعا

مع تجاوز العدد الجملي لحالات الإصابة المؤكدة بفيروس الكورونا عتبة 10 آلاف إصابة، تتزايد المخاوف وتتصاعد وتيرة القلق باعتبار أن الوضع الوبائي

يتجه نحو الأسوإ وسترتفع الأرقام القياسية التي ستسجلها البلاد سواء بالنسبة لعدد حالات الإصابة أو عدد الوفيات في صورة تواصل التراخي وعدم الالتزام بالإجراءات الوقائية وقد قابل تطور الوضع الوبائي وارتفاع التخوفات تتالي الدعوات إلى العودة إلى الحجر الصحي الشامل، ليأتي ردّ رئيس الحكومة هشام المشيشي واضحا بأن العودة إلى الحجر الصحّي الشامل مسألة غير مطروحة في الوقت الراهن، قائلا «العودة إلى وضعيّة شهر مارس مسألة غير مطروحة».

ووفق تصريح اعلامي لرئيس الحكومة على هامش الندوة السنوية لرؤساء البعثات الدبلوماسيّة والدائمة والقنصليّة بوزارة الشؤون الخارجيّة فقد طلب من مصالح وزارة الداخليّة تكثيف الحملات الهادفة إلى فرض ارتداء الكمامات في وسائل النقل وفي المقاهي والتجمعات التي تعرف احتمالا خطيرا للعدوى، مشيرا إلى أنه تمّ اتخاذ مجموعة من الإجراءات لمجابهة وباء كورونا، ليشدد في هذا الصدد على ضرورة التركيز على التدابير الوقائيّة وبروتوكول وزارة الصحة المتعلّق بالحماية على غرار لبس الكمّامة واستعمال المعقّم واحترام التباعد الجسدي.

فرض استعمال وسائل الوقاية
سجلت البلاد أرقاما قياسية في عدد حالات الإصابة والتي يتجاوز معدلها يوميا 500 حالة وكذلك في عدد الوفيات ولم نعد نتحدث عن معدل وفيات بـ4 و5 في اليوم بل انتقل العدد إلى 17 حالة، عدد تصاعدت فيه المخاوف في أن تكون الأسابيع القادمة صعبة على البلاد وعلى الحكومة وقد انطلق رئيسها هشام المشيشي خلال اجتماعه مع وزير الداخلية توفيق شرف الدين والقيادات الأمنية العليا في إعطاء تعليماته بتكثيف الحملات الأمنية الرامية إلى فرض استعمال وسائل الوقاية وحمل الكمامات في الفضاءات العامة وأماكن التجمعات وفي وسائل ومحطات النقل وفي محيط المؤسسات التربوية ومؤسسات التعليم العالي وكل الفضاءات المعنية باستقبال المواطنين وتقديم خدمات لهم. كما أسدى تعليماته إلى كل الإدارات العمومية بمنع دخول أي مواطن غير حامل للكمامة. وفي ذات السياق أكد المشيشي على مزيد توفير وسائل الحماية والوقاية من فيروس كورونا، وإعطاء الأولوية القصوى لأبناء وزارة الصحة والمؤسسة الأمنية جنود الصف الأول في مواجهة هذه الجائحة.

تركيز قاعة عمليات خصوصية
كما قرر رئيس الحكومة تركيز قاعة عمليات خصوصية بالإدارة العامة للحرس الوطني بالعوينة تكون تحت إشراف رئاسة الحكومة، وتعنى بالتدخل الفوري والتعاطي مع الطوارئ ورفع كل الإشكاليات في علاقة بانتشار الفيروس والتصدي له، وتضم هذه القاعة ممثلين عن وزارة الدفاع وزارة الداخلية ووزارة الصحة ووزارة البيئة والشؤون المحلية ووزارة التربية ووزارة التعليم العالي ووزارة النقل.

لا بدّ من التعايش مع الفيروس
كل المؤشرات والأرقام تشير إلى خطورة الوضع الوبائي في البلاد مع الانتشار السريع للفيروس وبداية التفشي المجتمعي لحلقات العدوى، ولكن لا بد للبلاد في الوقت الحاضر أن تتعايش مع الفيروس مع الحرص على تطبيق إجراءات التوقي من المرض، فالتعايش معه بات أمرا واقعا ومحتوما، فالوضع يزداد سوءا وقد يصبح خطيرا جدا في غضون شهر من الآن إذا لم يلتزم المواطنون بالإجراءات الوقائية، حيث أكد عضو اللجنة العلمية لمجابهة فيروس كورونا المستجد الحبيب غديرة في تصريح سابق له لوكالة تونس إفريقيا للأنباء على أن الوضع الوبائي سيتجه نحو الأسوإ في غضون شهر من الآن وسيصبح خطيرا إذا لم يلتزم التونسيون بإجراءات الوقاية الصحية وإتباع الاحتياطات اللازمة المضمنة بالبروتوكول الصحي العام على غرار التباعد الجسدي وارتداء الكمامات وغسل اليدين، واستنكر تراخي عديد المواطنين في تطبيق إجراءات الوقاية والالتزام بالبروتوكول الصحي العام في الأماكن المغلقة والمفتوحة، على غرار المقاهي والمطاعم وبعض الإدارات العمومية وحتى حفلات الأعراس وبعض التظاهرات الأخرى، مشددا على ضرورة أن يتحلى كل فرد بالوعي وباليقظة توقيا من العدوى وحماية لصحته ولسلامة عائلته.

قد تشهد المستشفيات اكتظاظا غير مسبوق
وأضاف أن الوضع أصبح يبعث على القلق لا سيما في ظل تسجيل تونس في الأيام الأخيرة لأرقام يومية قياسية في عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد، يوازيها ارتفاع في عدد الوفايات، متوقعا أن تشهد المستشفيات العمومية خلال الفترة القادمة اكتظاظا غير مسبوق بسبب تزايد عدد مرضى كوفيد 19. وكشف عن أن العودة إلى مرحلة الحجر الصحي الشامل في تونس أمر غير وارد تماما، مفندا ما راج على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن إمكانية فرض الحجر الصحي الشامل لأسبوعين أو ثلاثة لتطويق الانتشار المتسارع لفيروس كورونا. وأوضح في ذات السياق انه على مستوى الولايات أو المناطق التي تشهد تزايدا ملحوظا في عدد الإصابات بمرض كوفيد 19، فان اللجان الجهوية لمجابهة الكوارث هي الطرف المخول له اتخاذ القرارات اللازمة لتطويق العدوى على المستوى الجهوي، وذلك بالتنسيق مع السلط المحلية والجهوية، على غرار فرض تطبيق حظر الجولان أو إخضاع عائلة أو حي سكني للحجر الصحي وغيرها من الإجراءات الوقائية.

أكثر من 8 آلاف حالة نشيطة
ويشار إلى أنه وفق آخر المعطيات المحينة لوزارة الصحة فقد تمّ تسجيل يومي 18 و19 سبتمبر الجاري 996 حالة ايجابية جديدة ليصبح العدد الجملي للحالات الايجابية إلى حدّ هذا التاريخ 10732 حالة. هذا وارتفع عدد الحالات النشيطة إلى 8191 حالة، فيما ارتفع عدد الوفيات إلى 159 وفاة في حين بلغ عدد المرضى الذين يتم التكفل بهم حاليا بالمستشفيات 198 شخصا و60 شخصا يقيمون في أقسام العناية المركزة و28 شخصا تحت جهاز التنفس الاصطناعي، الأرقام مرشحة للارتفاع أكثر في انتظار البلاغ المحين لوزارة الصحة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115