الكورونا.. الدخول في المرحلة الثالثة وبداية «التفشي المجتمعي» للحالات: بين معادلة فرض سياسة «التعايش» والانتشار السريع للفيروس

دخلت البلاد في المرحلة الثالثة من انتشار وباء كورونا الذي يشهد نسقا تصاعديا للعدوى في كافة الولايات كبقية

بلدان العالم وقد اتخذت وزارة الصحة الإجراءات الضرورية بناء على معطيات علمية دقيقة إلى جانب إحكام تنفيذ الخطة الوطنية لمجابهة الفيروس والتي باتت واضحة وتكمن بالأساس في «التعايش» معه ولضمان نجاحها جندت الوزارة كل طاقاتها واتخذت عدة إجراءات تتمثل في تفعيل المستشفى الميداني بالمنزه الذي سيضم 80 سرير أكسجين و4 أسرة إنعاش والذي سيمكن من توجيه المرضى الذين هم بحاجة إلى الأكسيجين مباشرة إلى هذا المستشفى وتخفيف الضغط على المستشفيات وسيتمّ العمل مع المجتمع المدني لتركيز فضاءات مماثلة وفق ما كشف عنه وزير الصحة فوزي المهدي خلال الندوة الصحفية الدورية للوزارة المخصصة لتقديم آخر مستجدات الوضع الوبائي لجائحة الكورونا.
من الإجراءات الجديدة التي تمّ اتخاذها والتي كشف عنها الوزير في الندوة تركيز مسالك خاصة بمرضى الكوفيد 19 بكامل تراب الجمهورية وستتولى الوزارة متابعتها بصفة يومية كما أنها تعمل على توفير وسائل حماية للإطارات العاملة بالخطوط الأمامية وستواصل توفير هذه الوسائل بالكميات الكافية، حسب تعبير الوزير الذي جدد الدعوة إلى ضرورة تكاتف كلّ الجهود من أجل توعية المواطنين بأهمّية الإجراءات الوقائيّة الفرديّة وتطبيق البروتوكولات الصحّية في كلّ القطاعات لمنع انتشار العدوى مع تفهم الإجراء الذي تمّ اتخاذه بمنع الزيارات في المستشفيات حماية لهم وللمرضى وللإطارات الطبية وشبه الطبية والتقنية والإداريين وكل العاملين في المنشآت الصحية.
3 مخابر في كل من قبلي وسيدي بوزيد وجندوبة
أكد وزير الصحة أن الوزارة تعمل مع وزارة تكنولوجيات الاتّصال والتّحول الرّقمي لتعزيز قدرات أقسام المساعدة الطبّية الاستعجاليّة (SAMU) ومركز العمليّات الإستراتيجية بوزارة الصحّة، إلى جانب تعزيز مخابر التّحاليل ودعمها بالإطارات وبمعدات متطورة وقد تمّ في مرحلة أولى تركيز 3 مخابر في كل من قبلي وسيدي بوزيد وجندوبة وسيتم تجهيزها بالمعدات الضرورية وتكوين الإطارات وتوفير الكواشف، هذه الإجراءات ستكمن الوزارة من تقوية نسق التحاليل وتسريع الحصول على النتائج في أفضل الآجال. وشدد الوزير على أنه لا يمكن الانتصار على هذا الوباء إلا عبر انخراط الجميع في تطبيق كل الإجراءات الوقائية، وبخصوص العودة المدرسيّة والجامعيّة، أكّد الوزير أنّه تمّ العمل مع كافّة المتدخلّين لتأمين هذه العودة الاستثنائيّة مع مختلف الوزارات المعنية. ومن بين الإجراءات الأخرى التي تم اتخاذها حسب وزير الصحة، تخصيص أسرة وفضاءات في كل المستشفيات للتكفل بالمصابين بالفيروس، مع تكليف رؤساء الأقسام باتخاذ التدابير اللازمة، وإحداث مراكز أخرى لعزل المصابين وآخرها مركز بأحد النزل بولاية المنستير الذي انطلق بداية من أمس في استقبال المصابين ويوفر 200 سريرا. كما تمت برمجة اقتناءات لمعدات المخابر مع منظمة الصحة العالمية بقيمة 2.7 مليون دينار.
بداية عدوى خارج الحلقات المعروفة
من جهتها أكدت الناطقة الرسمية باسم الوزارة نصاف بن علية أن إستراتيجية «التعايش» تفرض تكثيف عملية التوقي واليقظة الصحية للحد من انتشار الفيروس والتقليص من مخاطره المتمثلة خاصة في الحالات الخطرة وفي عدد الوفيات، مشيرة إلى أن البلاد حاليا في المرحلة الثالثة والتي تتميز بوجود عدة حلقات عدوى نشيطة وبداية عدوى خارج الحلقات المعروفة في مراكز العمل والتي تسمى «بداية تفشي مجتمعي للحالات» وقد تمّ على اثر ذلك مراجعة حالات التقصي وحصر الحالات المشتبه فيها لتوجيه التحاليل المخبرية والحالات التي لديها أعراض وأيضا للحالات الخطرة والأشخاص الذين لهم عوامل الاختطار من بين المخالطين للحالات المؤكدة. وأضافت بن علية أنه تمّ التركيز على العودة المدرسية والجامعية بتكثيف المراقبة الصحية ووضع بروتوكولات صحية خاصة، مشددة على أن الدخول في المرحلة الثالثة لا يعني أن البلاد دخلت في مرحلة الخطر والمطلوب هو الالتزام بالإجراءات الوقائية فحسب فالبلاد حاليا بين معادلة انتشار الفيروس وإتباع الإجراءات الوقائية التي ثبتت حسب البحوث العلمية نجاعتها مثل ارتداء الكمامات في جميع الأماكن التي بها تجمعات وأماكن العمل والتباعد الجسدي وتعقيم الأيدي.
450 إصابة للعاملين في قطاع الصحة
كما أشارت بن علية إلى أن البلاد ستدخل في نمط عيش جديد إلى حين حصول تطورات جديدة حول الجائحة، وبالنسبة إلى عدد الإصابات للعاملين في القطاع، أكدت انه بعد تحيين المعطيات تم تسجيل حوالي 450 إصابة في صفوف أعوان الصحة والعدد مرشح للارتفاع مع حالة وفاة وحيدة، مشيرة إلى أن عملية التقصي أظهرت أن الأعوان أصيبوا خارج المستشفى ثم نقلوا العدوى للمخالطين لهم داخل المؤسسات الصحية وقد تم حصر حالات العدوى داخل المستشفيات ولدى الأعوان الذين كانت نتائجهم إيجابية وقد تم عزلهم والبقية يواصلون عملهم بصفة عادية وهذا ما حصل في عدة حلقات عدوى، مشددة على أن الوباء ينتشر وقد تمّ تعزيز الإستراتيجية الوطنية لمجابهة الفيروس، فهذا الفيروس سيبقى معنا لأشهر وسنوات والعودة إلى إجراءات الحجر الشامل المتواصل غير واردة، ولا بد من التعايش معه يعني أن فرضية إقرار الحجر الصحّي الشامل غير مطروحة حاليا.
حملة تحسيسية وزيارات ميدانية
وفي سياق متصل أفادت أحلام قزارة مديرة الطب المدرسي والجامعي أنه تمّ مساء أول أمس الإعلان رسميا عن انطلاق حملة تحسيسية تقودها إدارة الطب المدرسي والجامعي وإدارة حفظ صحة المحيط والوسط مع 100 فريق ميداني والقيام بزيارات إلى عدة مؤسسات تربوية، وقد تم تنفيذ 51 زيارة لمؤسسات تربوية بالقيروان و165 زيارة في صفاقس و22 زيارة في سليانة للاطلاع على تطبيق البروتوكول الصحي وهذه الزيارات ستتواصل على مدى أسبوعين، مضيفة أن 2200 ممرضا مدرسيا و1600 طبيب مدرسي منتشرون على كامل تراب الجمهورية، كما عملت الوزارة على المرافقة النفسية للتلاميذ بعد انقطاع دام أكثر من 6 أشهر، مشددة على ضرورة تضافر الجهود لإنجاح العودة المدرسية. كما عبرت عن استغرابها من تصرفات بعض الأولياء وعدم التزامهم بالإجراءات الوقائية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115