تحالف حركة النهضة و قلب تونس وائتلاف الكرامة : الاتفاق على المضمون والاختلاف في التسمية

باعلان كتلة ائتلاف الكرامة عن تحالفها مع قلب تونس بشكل رسمي ينتقل اللقاء الرخو بين الثلاثي «النهضة وقلب تونس والكرامة»

الى مرحلة جديدة يختلف الثلاثي في تسميتها ، فهي تقارب وتنسيق للنهضة وتحالف بالنسبة للبقية لكن وفي كل الحالات انتقل الثلاثي الى مرحلة جديدة لم يعد من الممكن معها التنصل منها.
في نهاية الاسبوع الفارط أعلن رئيس كتلة ائتلاف الكرامة سيف الدين مخلوف، عن قيام تحالف بين كتلته وكتلة قلب تونس وبرر ذلك بان قلب تونس، المنتخب من مواطنين تونسيين مد يده منذ اليوم الأول، للعمل المشترك معهم كما انه أعلن بكل وضوح أنه مستعد لتبني كل استحقاقات الانتقال الديمقراطي، وبتمكيننا من الأغلبية اللازمة لتحقيق ذلك».
تحالف يقول مخلوف ان هدفه توفير اغلبية تسمح بمواصلة «مهام التاسيس» ومنها وضع المحكمة الدستورية وإصلاح النظام الانتخابي والإعلام ...» ويفسر مخلوف انتقال موقف كتلته من الرفض المطلق لاي تقارب مع قلب تونس الى التحالف بأنه وفي أي تحالف سياسي لا يكون المتحالفان متطابقين او متشابهين بدرجة كبرى فقط يتحالفان من اجل قضايا محددة.
الاعلان عن التحالف ليس الا خطوة اولى للوصول الى التحالف الرئيسي وهو اللقاء بين الثلاثي، النهضة وقلب تونس وائتلاف الكرامة، لقاء وتقاطع انطلق منذ بداية العهدة البرلمانية في 2019، واحتاج الى زمن لينتقل من حالته « الرخوة» التي انتقل فيها قلب تونس الى الضفة الاخرى قبل ان يهيّئ المناخات لينضج التقارب وينتقل الى تحالف او تنسيق «صلب».
وترفض النهضة الى حد الان الاقرار بأنها تتجه الى تحالف مع الثنائي ، قلب تونس وائتلاف الكرامة إلا أنها تعتبر لقاءها معهما «تنسيقا وتقاربا» لا تريد ان تضعه في خانة التحالف المعلن، الذي يعنى بالنسبة لها تشكيل جبهة ضد جبهة اخرى.
هذا ما لا ترغب فيه الحركة ، فهي ترغب في ان تتسع تنسيقيتها لتضم اطرافا اخرى، لهذا فهي لا تريد ان تعتبره «تحالفا» وفق ما اكده يسرى الطريقي، القيادي وعضو مجلس شورى النهضة، الذي اكد ان التنسيق بين حركته وحلفيها تنسيق بالاساس برلماني له «خارطة أهداف» تتضمن تنسيق المواقف من مشاريع القوانين المنتظر عرضها على البرلمان وكذلك ملف المحكمة الدستورية اذ تبحث النهضة عبر ما تطلق عليه «تقاربا» وتنسيقا في العمل مع كتلة ائتلاف الكرامة وقلب تونس الى ان تحقق مستوى عاليا من التنسيق في ما يتعلق بالعمل البرلماني والحكومي، وان كان اهتمام النهضة وتركيزها ينصب على العمل البرلماني .
فالنهضة تريد للتقارب ان يشكل جبهة برلمانية، جبهة قال الطريقي انها تتعرض لمحاولة فكها عبر استدعاء « التناقض بين مكوناتها واحراج البعض الاخر بمواقف البعض الثاني» ويشير الى ان البعض فشل في مس العلاقة بين النهضة وقلب تونس فاتجه الى التشويش على التحالف بين قلب تونس وائتلاف الكرامة.
تشويش يراه الطريقي عنصرا من عناصر تعقيدات المرحلة وسنسعى الى عقلنة الفعل السياسي صلب الثلاثي قدر الامكان.اذ تبحث النهضة عبر تقاربها مع الثنائي، قلب تونس والكرامة عن الوصول لما تعتبره «عقلنة» المشهد البرلماني وتخفيف الاحتقان في الساحة السياسية، وتقاربها مع الثنائي وخاصة ائتلاف الكرامة لا يعنى التشارك في كل شيء، وخاصة موقف الكرامة تجاه الاتحاد العام التونسي للشغل.
تنسيق ثلاثي تريد حركة النهضة ان تحقق به استقرارا في البرلمان وتشكيل اغلبية تأمن بها من تقلب الكتل الاخرى مع الالتقاء في المشترك فيها وفق تصور حركة النهضة و«استهدافها : واستهداف رئيسها، لذلك فانها حريصة على ان تحقق جبهة متضامنة في البرلمان.
هذه الجبهة انطلقت فيها الحركة منذ بداية العهدة ولكنها خيرت ان تاخذ حيزها في الزمن لتهيئ سياقات اخراجها للعلن، خاصة وان الثلاثي المتقارب اقام خطابه الانتخابي على معاداة الاخر ونفي التقارب معه، نفي استمر الى جويلية الفارط، ولكنه واثر تطورات المشهد بات الافضل الاقرار به وتحقيق منافع منه عوضا عن انكاره او اخفائه.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115