رئيس الحكومة يلتقي مع نبيل القروي: بوادر صدام مع الرئاسة

رغم تشديده في خطاب تسلم المهام على شكره للرئيس وعزمه على التعاون معه والتعاون مع المجلس ومع الأحزاب ، يبدو ان رئيس الحكومة هشام المشيشي

يسرع في القطيعة بينه وبين الرئيس باستقباله لرئيس حزب قلب تونس نبيل القروي للمرة الثانية في اقل من 24 ساعة كانت آخرها امس في القصبة.
نشرت رئاسة الحكومة امس بلاغا قالت فيه ان رئيس الحكومة وفي ظل حرصه على تنظيم سير العمل وإرساء آليات جديدة للتنسيق مع المنظمات الوطنية اجرى سلسة من اللقاءات استهلت بلقائه مع فريقه الحكومي لتحديد الاولويات.

كما ورد وفق البلاغ ان رئيس الحكومة «تحادث» مع كل من الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي مع وفد عن الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية يرأسه سمير ماجول. وهنا وقعت الاشارة الى ان المشيشي استقبل بقصر الحكومة بالقصبة رئيس حزب قلب تونس نبيل القروي.

لقاء لم يكشف بلاغ رئاسة الحكومة عن مضمونه ولكن قناة نسمة الاخبارية، نشرت تصريحا لنبيل القروي جاء فيه ان اللقاء «تطرق إلى الأزمات التي تواجهها تونس خاصة على المستوى الاقتصادي وتحديدا المتعلقة بالمالية العمومية» و«التنسيق بين الحكومة والحزام البرلماني الداعم لها لتسهيل عمل الوزارات والنظر في القوانين المستعجلة حتى تنكب الحكومة على حلحلة الإشكاليات الهامة مثل مقاومة الفقر والبطالة ودفع التنمية» وفق تصريح القروي.

هذا التصريح سيكون عنصر ارباك اضافي للعلاقة بين رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية، خاصة وان اللقاء الذي عقد عقب يوم التسليم له اكثر من معنى وقابل لعدة تأويلات وفق الجهة التي ستتلقفه فرئيس قلب تونس نبيل القروي قدم اللقاء بشكل غير مباشر على انه اقرار بشكل صريح بان حزبه «حزب حاكم».
هذا القرار وان لم يصدر بشكل مباشر وصريح من قبل رئاسة الحكومة التي التقى رئيسها من قبل مع نبيل القروي ضمن وفد لأحزاب الحزام البرلماني الداعم لها، إلا أنه يقر بذلك اصطفافا ويعلن عن قطيعة مع رئاسة الجمهورية.

اقرار ستعتبره رئاسة الجمهورية اصطفافا من قبل رئيس الحكومة خلف «اعدائها» خاصة وان الرئيس وفي خطابه على هامش اداء اعضاء الحكومة الجديدة لليمين الدستورية قالها بشكل صريح انه يرغب من المشيشي وحكومته ان يقفا معه صفا واحدا ضد «الخونة».خونة صرح ضمنيا بهويتهم، وهما حزبا الائتلاف الحاكم الجديد وبالاساس حركة النهضة وقلب تونس، الذي استقبل المشيشي امس رئيسه نبيل القروي.

اختيار جاء مباشرا وسريعا أعلن من خلاله ان القطيعة بين رأسي السلطة التنفيذية انطلقت وستتعمق وتنتقل الى صراع على الصلاحيات خاصة وان الرئيس استنجد بمجلس الامن القومي ليتمكن من المسك بملف الكامور، وما قد يعنيه ذلك من امكانية ان تعمم التجربة على ملفات اخرى.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115