قبل يوم من جلسة منح الثقة.. مجلس شورى النهضة ومجلس وطني لقلب تونس واجتماعات للكتل.. : مصير حكومة المشيشي يتقرر غدا

يبدو أن يوم غد الاثنين قبل يوم من جلسة منح الثقة لحكومة هشام المشيشي سيكون حافلا بالاجتماعات، حيث اختارت أغلب الكتل البرلمانية التريث

والانتظار إلى حدّ الساعات الأخيرة للحسم في مسألة منح الثقة من عدمه لحكومة المشيشي وستعقد العديد من الاجتماعات يوم غد بين مجلس الشورى لحركة النهضة ومجلس وطني لقلب تونس واجتماعات الكتل على غرار كتلة الإصلاح والكتلة الوطنية وأبدت أغلب الكتل البرلمانية تحفظاتها حول هيكلة الحكومة وبعض الأسماء المقترحة ولكن هذه التحفظات قد لا تحول دون منح الثقة لحكومة المشيشي التي يشترط نيلها لثقة البرلمان الحصول على موافقة الأغلبية المطلقة من الأعضاء أي 109 أصوات.

كتلة حركة النهضة وكتلة قلب تونس وكتلة الإصلاح والكتلة الوطنية وكتلة المستقبل مازالت لم تعلن رسميا عن مواقفها في انتظار الحسم في اجتماع هياكلها الرسمية، حيث ينتظر وفق تصريح إعلامي لخليل البرهومي المكلّف بالإعلام بحركة النهضة وعضو المكتب التنفيذي أن تعقد الحركة اجتماع مجلسها للشورى يوم غد الاثنين للنقاش بخصوص تركيبة الحكومة المقترحة والتداول في مسألة منحها الثقة من عدمه، علما وأن اجتماع الشورى سيتم عن بعد احتراما لإجراءات التوقي والسلامة بسبب وباء كورونا. وسيكون الحسم داخل مجلس الشورى بالتصويت بسبب اختلاف المواقف فهناك من يدافع عن خيار منح الثقة للحكومة وشق آخر يدفع نحو عدم دعمها، علما وأن الحركة كانت قد أكدت في مناسبات عديدة رفضها لخيار المشيشي بتشكيل حكومة كفاءات مستقلة.

تحفظات لا ترتقي إلى عدم منح الثقة للحكومة
مازال مصير حكومة المشيشي في جلسة منح الثقة غامضا، من منطلق أن أغلب الكتل باستثناء حركة تحيا تونس التي أعلنت صراحة عن دعمها لحكومة المشيشي كذلك بعض مكونات الكتلة الديمقراطية التابعة لحركة الشعب والباقي ينتظرون اللحظات الأخيرة للحسم بالرغم من أن الأغلبية تتجه نحو منح الثقة لحكومة المشيشي، على غرار الكتلة الوطنية، حيث أكد رئيس الكتلة حاتم المليكي في تصريح لـ«المغرب» أن الكتلة ستجتمع يوم الاثنين للإعلان عن موقفها الرسمي من الحكومة، مضيفا أن المشاورات متواصلة مع رئيس الحكومة المكلف، وبين أن الكتلة سبق لها أن أعلنت عن موقفها المبدئي من خيار حكومة الكفاءات بدعم هذا الخيار إلا أن لديها بعض الملاحظات حول التركيبة والتي لا ترتقي إلى حدّ تغيير الموقف، وستعبر الكتلة عن ملاحظاتها حول بعض الوزراء في جلسة منح الثقة، وأشار إلى أن باب تصحيح الأخطاء في الحكومة المقترحة قد فتح ويمكن أن تكون هناك تغييرات أخرى في التركيبة. وشدد على أنه ليس للكتلة أي اعتراض على حكومة كفاءات مستقلة وستنتظر التركيبة النهائية التي ستعرض على مجلس النواب.

تفاعل ايجابي
بدورها ستجتمع كتلة الإصلاح يوم غد للحسم النهائي، وفق ما أكده رئيس الكتلة حسونة الناصفي لـ«المغرب» الذي أشار إلى أن الكتلة قد رحبت بخيار تشكيل حكومة كفاءات مستقلة ولديها بعض التحفظات حول بعض الأسماء وقد تركت الكتلة فرصة للتشاور والنقاش مع رئيس الحكومة المكلف على أساس كيفية الاختيار والمنتظر من الحكومة وبناء على ذلك ستبني الكتلة موقفها النهائي يوم الاثنين المقبل والى حدّ الآن تتفاعل الكتلة ايجابيا مع الخيار الذي ذهب إليه المشيشي وحسب اعتقاده توجد أولويات أخرى قبل جلسة منح الثقة وما يمكن التأكيد عليه هو أن قرارات كتلة الإصلاح يتم خلالها تغليب المصلحة العامة رغم بعض التحفظات في علاقة بالاستقلالية والكفاءة حول بعض الأسماء التي تطرح أكثر من نقطة استفهام.

دعم الحكومة بشروط
كتلة المستقبل اختارت أن تجتمع اليوم الأحد لتحديد موقفها، ووفق تصريح رئيس الكتلة عصام البرقوقي لـ«المغرب» فإن المشاورات التي تقوم بها الكتلة على أشدها مع أغلب مكونات المجلس للخروج بموقف موحد والإعلان عنه في الساعات القليلة القادمة. وبالنسبة إلى بقية الكتل، فقد قررت حركة تحيا تونس في اجتماع مجلسها الوطني دعم الحكومة بشروط التزامها ببرنامج عاجل للحد من التداعيات الاقتصادية والاجتماعية لفيروس كورونا، وخاصة المحافظة على مواطن الشغل والشروع في الإصلاحات الكبرى مع البقاء منفتحة للتشاور مع بقية القوى السياسية والمنظمات الوطنية، أما الحزب الدستوري الحر فقد أعلن عن تحفظه على تركيبة حكومة المشيشي، أما بالنسبة للتيار الديمقراطي فقد أعلن عن رفضه منح الثقة للحكومة ونفس الموقف لائتلاف الكرامة، المواقف قابلة للتغيير بين الحين والآخر وتبقى كل الاحتمالات واردة لحكومة المشيشي بين المرور بأغلبية ضعيفة وهذا يبدو أنه التوجه الأغلبي من منطلق أن الضرورة ستحتم على أغلب الكتل التصويت لصالحها أو إسقاطها وبالتالي إعادة الكرة من جديد إلى رئيس الجمهورية بين تكليف شخصية ثالثة أو حلّ البرلمان وإعادة الانتخابات والتي ليست في صالح الكثير من الأحزاب.

ترتيبات الجلسة العامة
ويذكر أن مكتب مجلس نواب الشعب قرر في اجتماعه عقد جلسة عامّة مخصّصة لمنح الثقة لحكومة هشام المشيشي التي كان قد أعلن عنها في بداية الأسبوع الجاري يوم غرة سبتمبر المقبل، وستنطلق الجلسة بعرض برنامج الحكومة ثم يتم فتح باب النقاش للنواب بمعدل 3 دقائق لكل نائب. أمّا ترتيبات هذه الجلسة فتتمثّل أساسا في توزيع ملفّ على أعضاء المجلس قبل افتتاح الجلسة العامة يتضمن مختصرا لبرنامج عمل الحكومة وتعريفا موجزا بأعضائها ليتولى فيما بعد رئيس البرلمان التقديم الموجز لموضوع الجلسة ومن ثمّة إحالة الكلمة إلى رئيس الحكومة المكلّف الذي يتولى تقديم عرض موجز لبرنامج عمل حكومته ولأعضاء حكومته المقترحة. وتحال إثر ذلك الكلمة لأعضاء المجلس في حدود الوقت المخصص للنقاش العام، ثم يتولى رئيس الحكومة المكلف مجدّدا التفاعل مع تدخلات أعضاء المجلس لترفع فيما بعد الجلسة العامّة و تستأنف في نفس اليوم للتصويت على الثّقة.ويتم التصويت على الثّقة بتصويت وحيد على كامل أعضاء الحكومة والمهمة المسندة لكلّ عضو.

إجراءات استثنائية
هذا وأقرّ البرلمان إجراءات استثنائية بمناسبة انعقاد جلسة منح الثقة نظرا للوضع الصحي في البلاد وبناء على مراسلات من الجهات الرسمية المعنية بتنفيذ الخطة الإستراتيجية لمجابهة وباء الكورونا وتتمثل قرارات مكتب مجلس نواب الشعب أساسا في إجبارية حمل الكمّامات وإلزاميّة الخضوع إلى آلات قيس الحرارة عند الدخول والتأكيد على التباعد الاجتماعي وتفادي كلّ مظاهر التجمّعات والاكتظاظ إضافة إلى محاولة التخفيض من عدد الوافدين على المجلس قدر المستطاع عبر الاكتفاء بممثل أو اثنين فقط عن كلّ وسيلة إعلاميّة، واعتماد التداول. كما تمّ التأكيد على توفير البث المباشر للجلسة العامة عبر القناة الرسمية للمجلس على اليوتيوب والبقاء على ذمّة الصحافيّين للتواصل معهم عبر وسائل الاتصال المختلفة لمدّهم بكلّ المعطيات وبما يحتاجُونه للقيام بعملهم في هذا الظرف الاستثنائي إضافة إلى توفير قاعات مجهزة لمتابعة البث المباشر للجلسة العامة بهدف التقليص من عدد الحاضرين في الشُرفة المخصصة للصحافيين وممثلي المجتمع المدني.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115