في عديد القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية كالبطالة والأزمة الاقتصادية وأزمة التمثيل السياسي وضعف الموارد الموجهة للثقافة ونقد كبرى الشركات وكبرى البنوك العالمية والمضاربات في البورصات والأسواق المالية على حساب الاستثمار في الميادين الاجتماعية.
وتتبع هذه الاجتماعات نفس الأسلوب والمنهج فهي ترفض تعيين قيادات يمثلونها أو الحديث باسمها بل تجعل من المجموع والاجتماعات والتصويت المباشر هو السبيل الوحيد للتعبير عن أوضاعهم ومواقفهم، وهذا في حد ذاته تعبير عن رفض هذه المكونات الاجتماعية لمبدإ التمثيلية التي تشكل قاعدة العمل الديمقراطي في أغلب البلدان المتقدمة كما تتبع هذه التحركات نمطا معينا في أخذ الكلمة لا تتجاوز التدخلات ثلاث دقائق وهذا تقليد آخر للقطع مع النجومية السياسية وبروز القيادات التقليدية كما عليه الحال في الأحزاب والمنظمات السياسية الأخرى.
إذن تسعى هذه الحركات الاجتماعية في محتوى نقاشاتها كما في طرق عملها إلى الابتعاد عن طرق الديمقراطية الكلاسيكية التي يعتبرونها قد أفلست وأصبحت غير قادرة على التعبير على مطامح الجمهور الواسع والعريض من المواطنين وقد أفضى هذا الافلاس بحسب هؤلاء الناشطين الى انتفاء وانتهاء الديمقراطية التمثيلية وأصبحوا يدعون الى بناء نظام آخر يعتمد التشارك والمساهمة المباشرة في أخذ القرار وتنفيذه.
وقد لعب حدثان هامان في فرنسا في ظهور حركة «Nuit debout»: الأول سياسي والثاني ثقافي - الحدث الأول هو قرار الحكومة الفرنسية في تغيير قوانين العمل .....