بعد الانتقادات للصمت الرئاسي..قيس سعيد بعد لقائه مع سفير فلسطين: التمسك بمبادرة السلام العربية وعدم التدخل في اختيارات بعض الدول

بعد 6 أيام من إعلان الإمارات العربية المتحدة عن تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني وتتالي مواقف التنديد من قبل الأحزاب السياسية والمنظمات والجمعيات..،

اختارت رئاسة الجمهورية يوم أمس أن تكشف عن موقفها من التطبيع بـ«التلميح» لا «التصريح» وتشديد رئيس الدولة قيس سعيد على تمسك تونس بمبادرة السلام العربية وذلك بعد لقائه أمس بسفير دولة فلسطين بتونس هايل الفاهوم، موقف يفهم منه رفض التطبيع بالرغم من أن بلاغ رئاسة الجمهورية لم يشر إلى ذلك صراحة ولا حتى البلاغ الصادر عن سفارة فلسطين بتونس.

أكد رئيس الجمهورية قيس سعيّد أمس على موقف تونس الثابت من الحق الفلسطيني، وثقته في أنّ الشعب الفلسطيني سيستردّ حقوقه المشروعة، مجددا التأكيد على أنّ هذا الحق ليس صفقة ولا بضاعة أو مجرد سهم في سوق تتقاذفها الأهواء والمصالح. وأضاف لدى استقباله بقصر قرطاج لسفير دولة فلسطين بتونس هايل الفاهوم أن الحق الفلسطيني لن يضيع مادام هنالك أحرار. وأوضح قائلا «إننا لا نتدخل في اختيارات بعض الدول ولا نتعرض لها، ونحن نحترم إرادة الدول، فهي حرة في اختياراتها وأمام شعوبها، ولكن لنا أيضا مواقفنا التي نعبر عنها بكل حرية، بعيدا عن إصدار بيانات للتنديد بهذا الموقف أو ذاك». وأشار إلى أنه من المفارقات اليوم هو أن يندد البعض بالشيء ونقيضه، وفق بلاغ صادر عن رئاسة الجمهورية.

توحيد المواقف
جدد رئيس الدولة في لقائه أمس مع سفير فلسطين بتونس دعم تونس المتواصل للفلسطينيين من أجل رفع المظلمة عنهم واسترجاع حقهم المسلوب منبّها من أن استبطان ثقافة الهزيمة أشد خطرا من الهزيمة ذاتها. وأكد على أن فلسطين رسالة سلام في العالم حين تسترجع حقها وتقيم دولتها وفق المرجعيات الدولية. كما عبر عن ارتياحه لتوحيد المواقف بين القيادة الفلسطينية وبقية القيادات، معربا عن أمله في أن يتجاوز كلّ الفلسطينيين خلافاتهم وانقساماتهم من أجل تعزيز تماسكهم بما يخدم القضية الأمّ التي ستبقى القضية المركزية لكل الأحرار في العالم. هذا ووفق ذات البلاغ فقد نقل هايل الفاهوم تحيات الرئيس الفلسطيني محمود عباس وكل القيادات الفلسطينية للرئيس قيس سعيد، مؤكدا على تقدير فلسطين للموقف التونسي الثابت والواعي قيادة وشعبا ولدعم بلادنا المطلق للحق الفلسطيني. وأضاف أن تونس أثبتت موقفها الراسخ تجاه الحق الفلسطيني بالفعل لا بالكلام وأنها ليست داعمة فقط بل هي مشاركة للشعب الفلسطيني في نضاله من أجل استرجاع حقه.

إيجاد آليات عمل إقليمية ودولية لدعم الموقف الفلسطيني
بلاغ سفارة فلسطين بتونس لم يختلف كثيرا عن بلاغ رئاسة الجمهورية ولم يشر صراحة إلى التطبيع الإماراتي الإسرائيلي، حيث جاء في البلاغ أن قيس سعيد شدد على الموقف المبدئي الثابت للدولة التونسية في الدعم الكامل والمطلق للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين إلى ديارهم وفق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة .كما أكد سعيد على تمسك تونس بمبادرة السلام العربية ووقوف تونس الدائم إلى جانب الحق الفلسطيني ومشاركته بكافة الإمكانيات والسبل المتوفرة لإيجاد آليات عمل إقليمية ودولية لدعم الموقف الفلسطيني من اجل استعادة حقوقه المشروعة. كما توجه بتحياته الخالصة للشعب الفلسطيني الصامد على أرضه في وجه مخططات التصفية للنيل من حقوقه وللقيادة الفلسطينية ممثلة في الرئيس محمود عباس.

موجة انتقادات
لقاء رئيس الجمهورية بسفير فلسطين بتونس والكشف عن الموقف الرسمي للبلاد من القضية الفلسطينية والاتفاق الحاصل يوم 13 أوت آثار جدلا كبيرا وانتقادات كثيرة وتتالت الدعوات من قبل الأحزاب والمنظمات والجمعيات إلى رئيس الجمهورية بإصدار موقف رسمي بالاستناد إلى تصريحه التلفزي كون «التطبيع خيانة عظمى»، وبعد موجة الانتقادات والدعوات اختار رئيس الجمهورية في ذات الوقت الحياد وعدم الإشارة بتاتا إلى التطبيع الإماراتي الإسرائيلي مع التشديد على تمسك البلاد بمبادرة السلام العربية على عكس بلاغ رئاسة مجلس نواب الشعب التي اعتبرت الموقف الذي أعلنته دولة الإمارات العربية المتحدة في التطبيع مع الكيان الصهيوني تعدّيا على حقوق الشعب الفلسطيني وتهديدا صارخا لحالة الإجماع العربي والإسلامي، كما نددت في ذات البيان بالمآلات السيّئة لهذه الخطوة خاصة في هذا الظرف الذي تتتالى فيه مظاهر الاعتداء على الشعب الفلسطيني ومضي الكيان الصهيوني في سياسة التوسّع وضمّ المزيد من الأراضي، بما يُكرّس واقعا جغرافيا وديموغرافيا جديدا يُهدّد الوجود الفلسطيني مرّة واحدة.

اعتبار التطبيع «خيانة»
وذكر في ذات البيان بمواقف المساندة الدائمة لكافة الشعب التونسي بمنظماته الوطنية ونسيجه المجتمعي وممثليه في مجلس نواب الشعب المندّدة بالسياسات الاستيطانية والاستعمارية والداعمة للحقوق الفلسطينيّة، والاعلان عن تضامنه المطلق مع الشعب الفلسطيني الشقيق في تحرير أرضه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتُها القدس الشريف. هذا ودعا البرلمان العربي واتحاد البرلمانات العربية والبرلمانات الإقليميّة والدوليّة وأنصار الحريّة وحقوق الشعوب في تقرير مصيرها في كل دول العالم إلى إدانة ما حصل وإصدار مواقف واضحة داعمة للحقوق الفلسطينية. ويشار أيضا إلى أن النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين كانت قد نظمت وقفة احتجاجية يوم الثلاثاء الفارط للتعبير عن رفض إعلان دولة الإمارات العربية المتحدة اتفاقها مع الكيان الصهيوني على إقامة علاقات رسمية بينهما، هذا وطالبت في بيان لها الرئاسات الثلاث في تونس بالرفض العلني والواضح لهذه الخطوة التطبيعية مع كيان واعتباره عدوا لتونس ولكل الشعوب العربية، واعتبار التطبيع معه خيانة. كما دعت مجلس نواب الشعب إلى الإسراع بالمصادقة على قانون يجرم كل أشكال التطبيع والتواصل مع الكيان الصهيوني.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115