المشيشي خلال لقائه مع الأحزاب والكتل البرلمانية: الاتجاه نحو الأقطاب الوزارية والعودة إلى فلسفة «التخطيط»

يفصلنا أسبوع فقط عن انتهاء الآجال الدستورية لرئيس الحكومة المكلف هشام والإعلان عن تركيبة حكومة الرئيس 2، وكل العيون

مشدودة نحو دار الضيافة وسلسلة اللقاءات التي يقوم بها المشيشي والتي دخلت في جولتها الثالثة وشملت خلال الـ48 ساعة الأخيرة الأحزاب والكتل البرلمانية ليلتقي مع كل من حركة النهضة وحركة الشعب والتيار الديمقراطي وقلب تونس وتحيا تونس والكتلة الوطنية والدستوري الحر وائتلاف الكرامة وكتلة المستقبل...لقاءات قدم خلالها المشيشي الخطوات المرتقبة لمسار تشكيل الحكومة مع استمرار التمسك بخياره أي تشكيل حكومة كفاءات مستقلة رغم رفض الأحزاب ذات الثقل البرلماني.
ووفق تصريحات الأحزاب والكتل البرلمانية التي التقى بها المشيشي يومي الأحد والاثنين، فإنه يستعد للإعلان عن التركيبة في نهاية الأسبوع الجاري بعد تقديمها لرئيس الجمهورية وللأحزاب للاطلاع عليها والتثبت من الأسماء المقترحة بناء على طلبها لتجاوز أي إشكال وخاصة تفادي تكرار ذات الخطإ السابق في إشارة إلى شبهة تضارب المصالح لرئيس الحكومة الياس الفخفاخ، ولكن مازالت هيكلة الحكومة المرتقبة يكتنفها الغموض بالرغم من أن المشيشي كان قد تحدث عن فكرة الأقطاب الوزارية مع التركيز على فلسفة التخطيط أي التركيز خاصة على الاقتصاد عبر إحداث وزارة المالية والاقتصاد لكن كل الأفكار يمكن أن تتغير بين الحين والآخر وحسب ما تقتضيه الضرورة.
الهيكلة مازالت غير نهائية
دخلت مشاورات تشكيل الحكومة في الأسبوع الرابع والأخير ولازالت بعض الأحزاب ترفض خيار تشكيل حكومة كفاءات مستقلة كما ترفض مشاركتها «الصورية» في المشاورات، ووفق تصريح القيادي بحركة الشعب هيكل المكي لـ«المغرب» فإن وفدا من الحركة كان قد التقى أول أمس مع رئيس الحكومة المكلف وقد كان ايجابيا جدا تمّ خلاله طرح كل الإشكاليات والمخاوف وقد شدد وفد الحركة على أنه حضر اللقاء بجبته الوطنية لا الحزبية، فالحركة تبحث عن حلول للبلاد وللشعب وتريد تحصين الحكومة حتى وإن كانت حكومة كفاءات من الهزات القادمة وخاصة غياب حزام سياسي واسع ولذلك لا بدّ من التفكير أولا في هذا الحزام لضمان استقرار الحكومة. هذا وقد تمّ أيضا خلال اللقاء الحديث عن هيكلة الحكومة ومازالت الهيكلة غير نهائية لكنه يتجه نحو فكرة الأقطاب الوزارية وسيكون عدد الوزارات أقل من الحكومات السابقة بين 20 و23 وزارة.
قطب للمالية والاقتصاد
وبين المكي أن للأقطاب الوزارية الكثير من الايجابيات لكن يمكن أن تكون معطلة للعمل الإداري، مشيرا إلى أن المشيشي تحدث عن قطب للمالية والاقتصاد والعودة إلى فلسفة التخطيط وهذه المسألة مهمة جدا في المرحلة القادمة. وشدد على أن وفد الحركة نبه من هشاشة وضع الحكومة دون حزام سياسي وبالتالي لا بدّ من التفكير في خلق تنسيقية بين الأحزاب والحكومة بالرغم من تمسك المشيشي بأن تكون الحكومة حكومة كفاءات مستقلة، وفد الحركة طلب أيضا من رئيس الحكومة المكلف الاطلاع على الأسماء وهذه مسألة اعتبرها المكي مهمة لتفادي السقوط في أخطاء الماضي بتمرير أسماء تتعلق بها شبهات مثل تضارب المصالح أو الولاء المزدوج.
فرصة للتثبت من الأسماء
من المنتظر وفق تأكيدات المشيشي أن تكون الحكومة جاهزة في نهاية الأسبوع الجاري وأن تطلع عليها الأحزاب قبل الإعلان عنها، وفق المكي الذي أفاد أن مسألة منحها الثقة من عدمه يعود إلى قرار هياكل ومؤسسات الحركة، ليشدد على أن الايجابي في حكومة الكفاءات أنها ستكون خالية من الأسماء الحزبية التي فشلت في الحكومات المتعاقبة ولكن ما يمكن قوله إن الحركة لن تصادق على أي اسم فيه شبهات وهذه المسألة لن يتم تجاوزها أبدا ويمكن التثبت من الأسماء من خلال التقارير الأمنية ومن خلال هيئة مكافحة الفساد ولن يوجد أي خطإ في هذا المجال. وأشار إلى أنه من المنتظر أن تعقد لقاءات أخرى في الأسبوع الجاري لمواصلة المشاورات، علما وأن الوفد الذي التقى المشيشي يضمّ كل من زهير المغزاوي الأمين العام للحركة وعضو المكتب السياسي علي الأبيض والنائب هيكل المكي.
المشيشي يتمسك بخياره
التيار الديمقراطي وصف لقاءه مع المشيشي بالعادي ولم يحمل أي جديد، وفق تصريح النائب عن الحزب زياد الغناي لـ«المغرب» الذي شدد على أن رئيس الحكومة المكلف يتمسك بخياره وتحدث فقط عن توجهه لفكرة الأقطاب الوزارية ولكن مازالت الفكرة غير واضحة بل وغير نهائية. ويشار إلى أن وفد الحزب المشارك في اللقاء ضمّ كلا من محمد الحامدي وهشام العجبوني. من جهته أكد رئيس كتلة ائتلاف الكرامة سيف الدين مخلوف في تصريح إعلامي له عقب اللقاء مع المشيشي أن رئيس الحكومة المكلف مصر على المضي في خياره، في تكوين حكومة كفاءات، وهو خيار يتماهى مع تصور رئيس الجمهورية غير مفهوم ودون أفق واضح». وأضاف أن المشيشي متمسك بتكوين حكومة كفاءات وطنية، ولم يقدم الأسماء التي يقترحها لتشكيلة فريقه، مشيرا إلى أن ائتلاف الكرامة يرفض التصويت لصالح تركيبة لا يعرف أعضاءها، مشددا على أن ائتلاف الكرامة متمسك بتكوين حكومة سياسية، تعكس نتائج الانتخابات الأخيرة، واعتبر أن إرضاء الجميع غاية لا تدرك، وأن المشيشي لم يقدم جديدا في هذا الاجتماع، ومتشبث بتجاوز الأحزاب ونتائج الانتخابات.
المشاورات مازالت متواصلة
المشاورات مازالت متواصلة والعديد من اللقاءات يقوم بها المشيشي بين معلنة وغير معلنة في انتظار النقطة الإعلامية لرئيس الحكومة المكلف المرتقبة لتقديم آخر تطورات مشاورات تشكيل الحكومة والتي لم يتبق في عمرها إلا أسبوع وحيد ولعل الساعات القادمة كفيلة بتوضيح الخطوط العريضة لهيكلة الحكومة وبرنامج عملها.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115