مشاورات تشكيل الحكومة: جولة ثالثة من لقاءات المشيشي مع الأحزاب لتقديم الوثيقة المتعلقة بهيكلة الحكومة

من المشاورات حول هيكلة الحكومة المرتقبة ومقاربة عمل الحكومة وأولوياتها الاقتصادية والاجتماعية، وستكشف لقاءات المشيشي المرتقبة مع الأحزاب والكتل البرلمانية عن الهندسة الجديدة للحكومة والتي مازالت إلى حدّ الآن غير واضحة حتى لدى الأحزاب ذاتها، وقد طرحت العديد من التساؤلات في هذا الاتجاه وبالأساس حول هيكلة الحكومة بين المحافظة على الهيكلة الحالية مع إدخال بعض التعديلات بحذف وزارات ودمج أخرى أو التوجه إلى خيار الأقطاب الوزارية عملا بما اقترحته بعض الأحزاب.
يواصل رئيس الحكومة المكلف لقاءاته مع الأحزاب السياسية وينتظر وفق ما أكده النائب عن التيار الديمقراطي زياد الغناي لـ«المغرب» أن يلتقي اليوم الأحد وفد من الحزب مع المكلف بتشكيل الحكومة لمناقشة هيكلة وبرنامج عمل الحكومة، مشيرا إلى أن المشيشي لم يطلب من الحزب تقديم أية مقترحات وسيتم في لقاء اليوم الاستماع والاطلاع على خيارات المشيشي، وبين أن الحزب لا زال يرفض خيار تشكيل حكومة مستقلة ولكنه تمّ تجاوز هذه النقطة إلى حدّ الآن في انتظار اتضاح الصورة والإعلان عن تركيبة الحكومة المرتقبة.
نقطة إعلامية مرتقبة للمشيشي
وقد انطلق العدّ التنازلي للمهلة الدستورية للمشيشي ولم تبق إلا 9 أيام فقط هي المدة المتبقية له للإعلان عن تركيبة حكومته، ويبدو أن المشيشي قد اختار العمل في صمت بعيدا عن الأعين والضغوطات لتفادي التشويش على المشاورات والخروج للرأي العام في نقطة إعلامية مقتضبة للإعلان عن آخر المستجدات، علما وأنه طيلة 3 أسابيع من المشاورات لم يظهر رئيس الحكومة المكلف إلا مرة فقط في نقطة إعلامية دامت بضع دقائق وينتظر أن يعقد نقطة إعلامية ثانية في الأسبوع المقبل قد يقدم خلالها وفق بعض المصادر هيكلة الحكومة والأولويات الاقتصادية والاجتماعية لحكومة الانجاز، وباقتراب انتهاء الأسبوع الثالث والدخول في الأسبوع الأخير تطرح استفهامات عديدة خاصة بعد عشرات اللقاءات التي قام بها رئيس الحكومة المكلف، ووفق تصريح القيادي بحركة النهضة نور الدين العرباوي لـ«المغرب» فإن هيكلة وتركيبة الحكومة المرتقبة مازال يكتنفها الغموض بالرغم من أنها باتت في المنعرج الأخير في انتظار إزالة كل الغموض بعد لقاء وفد من الحركة اليوم مع رئيس الحكومة المكلف ومعرفة آخر قراراته وتوجهاته في علاقة بطبيعة الحكومة خاصة.
النهضة تتمسك بموقفها
وفق العرباوي ما زالت حركة النهضة ترفض تشكيل حكومة مستقلة وتتمسك بموقفها المتمثل في تشكيل حكومة وحدة وطنية ذات حزام سياسي واسع. فالأحزاب الرافضة لخيار المشيشي باتت اليوم في وضع حرج وهي تدرك جيدا أنها غير قادرة على الذهاب إلى الأقصى وما عليها إلا الرضوخ أو الذهاب إلى انتخابات مبكرة بما يمكن أن تحمله من مفاجآت جديدة، فهذه الأحزاب باتت أمام الأمر الواقع أمام تمسك المشيشي بخيار حكومة الكفاءات، ولعل صعوبة الوضع الاقتصادي وعدم احتمال مزيد التأخير لتجاوز الأزمة سيكون ورقة المشيشي للضغط على الأحزاب في صالح مرور حكومته. فكل المؤشرات تشير الى مرور الحكومة لكنه سيجعلها ضعيفة ودون دعم من الأحزاب خاصة ذات الثقل البرلماني.
هيكلة الحكومة..محور آخر جلسات المشاورات
الكل في ترقب حذر وانتظار ما سيكشفه لهم المشيشي وخاصة الوثيقة المتعلقة بهيكلة الحكومة والتي ستكون وفق حاتم المليكي رئيس الكتلة الوطنية محور آخر جلسات مشاوراته مع الكتل والأحزاب قبل الذهاب للبرلمان. وقبل الإعلان عن التركيبة فإن المشيشي وفق ما أكده في النقطة الإعلامية السابقة سيواصل اللقاءات مع الأحزاب حول المقاربة لأن تحقيقها يستدعي دعم ومساندة الأحزاب والبرلمان وستكون الحكومة على ذمة مجلس نواب الشعب لممارسة دوره الرقابي. ويشار إلى أن المشيشي كان قد التقى الأسبوع الجاري مع 9 كتل برلمانية، النهضة وقلب تونس والكتلة الديمقراطية وتحيا تونس والحزب الدستوري الحر وكتلة الإصلاح وكتلة المستقبل والكتلة الوطنية وائتلاف الكرامة ورؤساء الهياكل القضائية وعدد من الخبراء الاقتصاديين ورؤساء النقابات الإعلامية.