اليوم جلسة سحب الثقة من رئيس المجلس: نهاية الشيخ ؟

اليوم وأيا كانت نتائج التصويت على سحب الثقة من رئيس المجلس راشد الغنوشي، سواء بنعم أو لا، يبدو جليا ان «الشيخ» قد جر

نفسه الى نهايته السياسية وما تبقى ليس الا تفاصيل تسرع او تهدئ من نسق النهاية.
لا شيء هيمن منذ بداية الاسبوع الجاري على المشهد السياسي إلا جلسة اليوم والاستعدادات لها ومخطط كل طرف لتحقيق مرامه ومبتغاه والمتعلق بمصير رئيس مجلس النواب راشد الغنوشي على سدة تسير المجلس والإمساك بزمامه الذي فقده منذ فترة وما جلسة اليوم الا فصل جديد في النهاية.
نهاية لا يمكن الجزم قبل انطلاق اشغال الجلسة بكل تفاصيلها، لكن أيا كان مسار الجلسة ومضمونها فان الرجل حتى وان ظل في منصبه سيكون «مهزوما» غير قادر على فعل الكثير، خاصة وان التحركات الاخيرة في البرلمان وخارجه طوال الايام الفارطة كشفت عن استبطان حركة النهضة وكتلة ائتلاف الكرامة لاستحالة الصمود في جلسة اليوم.
استحالة مردها التطورات التي شهدها البرلمان والتحركات بين كتله وصلبها، والحسابات التي لا تصب في صالح النهضة ورئيسها، خاصة بعد تخبط كتلة قلب تونس، الحليف الموثوق للنهضة وعدم وضوح موقفها الكلي من سحب الثقة من راشد الغنوشي.
تخبط فاقم من حيرة النهضة التي باتت كل تحركاتها داخل البرلمان وخارجه والتي اكتشفت انها باتت محاصرة، وان املها في فك حصارها بات بيد خصميها السياسيين التيار الديمقراطي وحركة الشعب اللتنين ناشدهما عبد اللطيف المكي بان لا يسحبا الثقة من الشيخ استثمارا في المستقبل.
مستقبل تدرك النهضة انه مهما كان مآل جلسة اليوم قد اذن بنهاية حقبة الشيخ- مصير بات مرتبط باصوات قد لا تتجاوز عدد أصابع اليد هي من سترجح البقاء او الذهاب من رئاسة المجلس، ولكنها لن تحول دون النهاية السياسية للشيخ وتاكيد ان الخطيئة السياسية الكبرى للنهضة كانت القذف بشيخها الى المجلس رغم ادراكها ان الشيخ لن يكون شخصية توافقية وقادرة على تجميع المجلس خلفها.
خطيئة ثمنها سيكون باهظا على النهضة التي سيكون لها رد فعل عنيف على محاولة عزلها واستهداف مؤسسها بإبعاده عن رئاسة مجلس النواب وابعاده الكلى من المشهد السياسي والقدرة على التاثير في مجرياته بشكل مباشر او غير مباشر.
إذن مهما كانت نتائج التصويت اليوم على سحب الثقة، فان خرطة المجلس ستشهد تغيرا كليا سواء في تركيبة الكتل او في التحالفات بينها وهذا في النهاية سينعكس على المجلس برمته الذي لن يكون حاله غدا كما كان في السابق بفعل ارتدادات جلسة اليوم.
ارتدادات قد تطال تحالفات حركة النهضة، خاصة مع قلب تونس الذي سيكون تصويت نوابه محددا في جلسة اليوم، في ظل انفضاض الجميع من حول النهضة وبقاء ائتلاف الكرامة فقط داعما لها، وهو دعم لا يكاد يوفر للحركة ثلث اصوات المجلس، باحتساب نواب كتلتها.
تحالف قد يعزز اليوم بتصويت كتلة قلب تونس على بقاء الشيخ في منصبه، ولكن هذا سيكون ثمنه تماسك الكتلة نسفها والحزب برمته مما يعنى ان قلب تونس اي كان قرار رئيسه نبيل القروي لن يأمن من انفلات الامور من عقاله وذلك ما سيرتد عليه سواء في علاقة بالنهضة او في علاقة بباقي الكتل وفي المشهد العام. مشهد برمته ارتهن بجلسة اليوم التي سترتد نتائجها على مشاورات تشكيل حكومة هشام المشيشي الذي سيرتب أولوياتها ويحدد خياراته بالاعتماد على نتائج اليوم.
يوم اي كانت نتائجه سيكون مفصليا وبداية مرحلة جديدة، ابرز عنوانها ان «الشيخ» قد انتهى سواء اليوم أو في القريب.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115