على خطّ الشتائم وتبادل التهم والتشابك بالأيدي وقد حصل ذلك يوم أمس، فوضى تعكس المشهد السياسي في البلاد وتُنبئ بأن كل الاحتمالات ممكنة بعد استقالة رئيس الحكومة الياس الفخفاخ وتوجيه عريضة سحب ثقة من الغنوشي.
لم يمكن تغيير مكان انعقاد الجلسة العامة امس الخميس الى مجلس المستشارين بغرض تفادي تعطيلها من طرف نواب كتلة الحزب الدستوري الحرّ من انعقادها فقبيل انطلاقها دخلت عبير موسي وعدد من نواب كتلتها الى قاعة الجلسات العامة بمجلس المستشارين لتنقل اعتصامها من مكان رئاسة الجلسة بقاعة الجلسات العامة بالمبنى الاصلي لمجلس النواب الى مكان رئاسة الجلسة بقاعة الجلسات العامة بمجلس المستشارين (سابقا) ومنذ تلك اللحظة لم يتوقّف الصراخ والعراك في كل الاتجاهات، ليستمرّ الى حدود دخول رئيس البرلمان راشد الغنوشي الذي لم يتمكّن من مجرد الجلوس على المقعد المُخصّص له ليعلن وهو واقف عن استحالة عقد الجلسة العامة المُخصّصة لاستكمال انتخاب الأعضاء الثلاثة للمحكمة الدستورية المتبقين في عُهدة البرلمان، وقد قابل ذلك تصعيد نواب كتلة الدستوري الحرّ لصياحهم وهتافاتهم بشعارات مناهضة له من قبيل «لا لا للارهاب بمجلس النواب».
نزول الغنوشي من المكان المخصص له ولنائبيه لم يُنه الفوضى في قاعة الجلسات العامة بمجلس المستشارين، حيث صعد نواب من كتل النهضة وائتلاف الكرامة الى منصة الرئاسة مما حوّل الصياح والفوضى الى اشتباكات بالايدي في ظل محاولة الكلّ توجيه خطابات في وقت واحد وقد بلغ الأمر برئيس كتلة ائتلاف الكرامة سيف الدين مخلوف إلى الصعود على الصندوق الذي كان مخصّصا لانتخاب اعضاء المحكمة الدستورية.
تلك الفوضى لم يُوقفها إلا اطفاء الانوار بقاعة الجلسات العامة بمجلس المستشارين حيث غادر كافة النوابّ المتواجدين في القاعة من الكتل غير المعنية مباشرة بالعراك او من كتلتي حركة النهضة وائتلاف الكرامة، لكن نواب الدستوري الحر واصلوا اعتصامهم بالمكان المخصص لرئاسة الجلسة ولم تمنعهم من ذلك الظلمة في القاعة حيث لجؤوا الى استعمال هواتفهم الجوالة للإضاءة كما تعوّدوا على ذلك خلال الاعتصام ليلا.
بين خضر وموسي
تلك الفوضى التي حدثت أمس لم تنته عند المبنى الفرعي للبرلمان، حيث تحولت رئيسة كتلة الحزب الدستوري الحرّ عبير موسي الى المبنى الاصلى رفقة بعض نواب كتلتها للاعتصام بمكتب رئيس ديوان راشد الغنوشي الحبيب خذر لمطالبته بمدّهم بالملفات المتعلّقة بمرافقي ائتلاف الكرامة وقد لجأ خضر الى استدعاء عدل تنفيذ لكن استدعاء عدل تنفيذ لم يؤدي إلى خروج عبير موسي أو نواب كتلتها البرلمان ليلتحق بهم عدد من نواب ائتلاف الكرامة ويعود الصياح وتبادل التهم الى حين خروج الحبيب خضر من مكتبه في حدود الساعة الخامسة والنصف بعد الظهر ومحاولته اغلاق الباب بهدوئه المُعتاد بعد ان اعتبر ان توقيت عمله قد انتهى لكن منعته عبير موسي ونواب كتلة الدستوري الحرّ المعتصمين معها واتهموه بمحاولة احتجازهم في مكبته، ليتواصل ذلك الاخذ والردّ الذي واجهه الحبيب خضر ببرود أعصاب فاسحا المجال أمام نواب ائتلاف الكرمة لمواجهة اتهامات وشتائم نواب الدستوري بمثلها.