خلال الأشهر المنقضية والتي تغذت أساسا من تأثيرات فيروس كورونا حسب ما أعلنت عنه منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة.
وقد قالت منظمة الأغذية والزراعة مؤخرا أن أسعار السلع الغذائية العالمية قد انتعشت للمرة الأولى منذ بداية العام مدفوعة بارتفاع أسعار الزيوت النباتية والسكر ومنتجات الألبان وفي المقابل حافظت معظم الأسعار في أسواق الحبوب واللحوم على وتيرة الهبوط وسط حالة عدم اليقين في السوق بسبب جائحة كوفيد-19.
وقد بلغ متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) لأسعار الغذاء، الذي يرصد الأسعار العالمية لأكثر السلع الغذائية تداولاً، 93.2 نقطة ، أي أعلى بنحو 2.4 % مقارنة مع الشهر الماضي.
وقد ارتفع مؤشر الفاو لأسعار الزيوت النباتية بنسبة 11.3 % في شهر جوان بعد انخفاض إستمر أربعة أشهر متتالية. ويعكس هذا الارتفاع بالأساس الارتفاع الحاد في أسعار زيت النخيل نتيجة لتعافي الطلب العالمي على الواردات، عقب تخفيف قيود الإغلاق التي فرضت بسبب جائحة كوفيد-19 في عدد من الدول، والمخاوف بشأن نكسات الإنتاج المحتملة وسط النقص المطول في العمالة المهاجرة،كما ارتفعت عروض أسعار زيت الصويا وعباد الشمس وزيت بذور اللفت.
وارتفع مؤشر الفاو لأسعار السكر بنسبة 10.6 % عن الشهر السابق، وذلك بسبب الارتفاع الكبير في أسعار النفط الخام الدولية التي دعمت بقوة أسواق السكر، كما ارتفع مؤشر الفاو لأسعار منتجات الألبان بنسبة 4.0 % عن شهر ماي مسجلا بذلك أول ارتفاع له بعد أربعة أشهر متتالية من التراجع والهبوط.
وانخفض مؤشر الفاو لأسعار الحبوب بنسبة 0.6 % مقارنة بشهر ماي ،ويعود سبب تراجع أسعار القمح في جوان جزئياً إلى المحاصيل الجديدة في نصف الكرة الشمالي وتحسن توقعات الإنتاج في عدد من البلدان المصدرة الرئيسية، بما في ذلك منطقة البحر الأسود.
كما هبط مؤشر الفاو لأسعار اللحوم بنسبة 6.0 % مقارنة بجوان 2019 ويرجع سبب تراجع أسعار لحوم الأبقار والدواجن إلى حد كبير إلى زيادة توافر الصادرات في المناطق المنتجة الرئيسية.
وكانت «الفاو» قد رصدت في تقرير الدراسة الاستشرافية للأغذية أول توقعات لاتجاهات الإنتاج والسوق في 2020 - 2021 للسلع الغذائية الأكثر تداولاً في العالم، وهي الحبوب والمحاصيل الزيتية واللحوم ومنتجات الألبان والأسماك والسكر،حيث تذهب التوقعات إلى تسجيل وضع مريح على صعيد العرض والطلب على الحبوب،حيث من المنتظر أن يتخطى الإنتاج العالمي من الحبوب خلال السنة الحالية مستواه القياسي المسجل في العام الفائت بنسبة 2.6 %، كما تصل التوقعات الأولية للمنظمة بالنسبة إلى التجارة العالمية بالحبوب في 2020 /2021 إلى ما مقداره 433 مليون طن، أي بارتفاع نسبته 2.2 % (9.4 مليون طن) عما كانت عليه في 2019 /2020.
وقد رجحت المنظمة في تقريرها الصادر في جوان المنقضي أن يُظهر قطاع الأغذية الزراعية قدرة أكبر على الصمود في مواجهة الأزمة التي تسببت فيها الجائحة مقارنة بغيره من القطاعات ،حيث وجدت في أسواق السلع الزراعية أكثر قدرة على الصمود في مواجهة جائحة الكوفيد 19 مقارنة بالعديد من القطاعات الأخرى في وقت كان الوباء يمثل تهديدا حقيقيا للأمن الغذائي ،كما أوصت المنظمة بضرورة اليقظة والجاهزية تبعا لاستمرار حالة عدم اليقين التي يمكن يخلفها كوفيد 19.