بعد تلقيه وعود من دول أوروبية وخليجية ومنظمات بتقديم تمويلات: قيس سعيد يعلن عن انطلاق المرحلة الثانية من إنجاز «مدينة الأغالبة الطبية» بالقيروان

أعلنت رئاسة الجمهورية يوم أمس عن انتهاء مرحلة إعداد الدراسات لانجاز مشروع المدينة الصحية بالقيروان والتي انطلقت منذ شهر جانفي الفارط

والمرور إلى المرحلة الثانية من الانجاز لإرساء «مدينة الأغالبة الطبية» التي ستمتد على 300 هكتار من مجموع مساحة جملية تبلغ حوالي 550 هكتار، لاسيما بعد تلقي عدة وعود من عدد من الدول الأوروبية على غرار فرنسا خلال الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس الجمهورية ومن دول خليجية في إشارة خاصة إلى قطر ومن المنظمة العالمية للصحة بتقديم تمويلات لهذا المشروع الصحي والذي كان قد تعهد به رئيس الجمهورية في أول حوار تلفزيّ له بعد 99 يوما من تسلمه العهدة الرئاسية .

وقد أعلن رئيس الجمهورية أمس وخلال اجتماع لجنة قيادة تجسيد مشروع مدينة الأغالبة الطبية بالقيروان والتي تضمّ ممثّلين عن الإدارة العامة للصحة العسكرية والإدارة العامة للهندسة العسكرية والإدارة العامة للأشغال العسكرية إلى جانب ممثّل عن وزارة أملاك الدولة والشؤون العقارية عن المرور إلى المرحلة الثانية من إنجاز مدينة الأغالبة الطبية بالقيروان التي تحتوي على مستشفى يضمّ 14 قطبا استشفائيا جامعيا على مساحة 30 هك وأيضا على أقطاب طبية وفضاء التوسعة ومراكز طبية خاصة وفضاء المركب الجامعي ومعهد عال لعلوم الطب والمدرسة الوطنية للهندسة البيوتقنية وفضاء سكنيا على مساحة 50 هك مع توسعة بـ31 هك و1000 شقة وفضاء سياحي وترفيهي وثقافي ومسرح هواء طلق وملعب كرة قدم وفضاء صناعي خاص بالقطاع الصحي ومسرح مغطى ومنشأة رياضية ومسبح ومسالك صحية على مساحة 20 هك..

الدراسات انطلقت منذ شهر جانفي
في مقطع فيديو نشرته رئاسة الجمهورية على صفحتها الرسمية «الفايسبوك» أكد رئيس الدولة أن مشروع المدينة الصحية بدأ العمل فيه منذ شهر جانفي وتم انجاز الدراسات الأولية لإنشاء مدينة الاغالبة الطبية بالقيروان وستكون أول مدينة طبية تتوفر على كل المرافق فضلا عن المؤسسات الإستشفائية وكلية الطب وبيوت للإطارات الطبية وشبه الطبية وغيرها من المرافق الأخرى حتى تكون مدينة متكاملة تتوفر فيها المرافق التي يطيب فيها العيش ويشفى المرضى. وأشار إلى أن العمل الذي قامت به المؤسسة العسكرية يدل على أن رئاسة الجمهورية تعمل وتعمل بصمت للاستجابة إلى مطالب المواطنين في كل مكان وتم الاختيار على أن تكون مدينة الأغالبة تتوسط تونس كي تكون قريبة من كل مكان وستتبعها مدن صحية أخرى والمدينة الثانية ستكون في الجنوب التونسي والمدينة الصحية الثالثة في الشمال. وأضاف سعيد أنه حينما تتوفر الإرادة يمكن انجاز هذه الدراسات في أوقات قياسية وقد تمّ انجاز التصور العام وستنطلق قريبا عملية تحقيق هذا الانجاز بعد تلقي وعود بتوفير التمويلات الضرورية من قبل عدد من الدول وأيضا المنظمات الدولية.

توفير أكثر من 50 ألف موطن شغل
«مدينة الأغالبة الطبية» ستكون مدينة جديدة والأولى من نوعها وستمكن من توفير أكثر من 50 ألف موطن شغل من إطارات طبية وشبه طبية وإداريين فضلا عن المرافق العمومية الأخرى من نزل ومراكز ترفيه وكلية الطب ومصنع للأدوية، وقد انطلقت رئاسة الجمهورية في الانجاز حتى تتوفر الصحة للجميع وهي تعد حقا من حقوق الإنسان وقد أثبتت التجربة في المدة الأخيرة أن المؤسسات الإستشفائية العمومية والعسكرية قامت بدور مهم في المجال الصحي وهذا لا يعني استبعاد المؤسسات الإستشفائية الخاصة والتي يمكن أن يكون لها مكان وستعمل الرئاسة على التوفيق بين المصالح وفي كل الحالات ، ووفق تعبير رئيس الجمهورية فإن الصحة ليست بضاعة تتقاذفها الأسواق التجارية. وأضاف أن عديد الاجتماعات المكثفة والمتواصلة قد عقدت من أجل انجاز هذه الدراسات في أوقات وجيزة لولا جائحة كورونا لكان الإعلان عن المرور إلى المرحلة الثانية منذ فترة، حسب تعبير سعيد.

المؤسسة العسكرية.. فوق كل الاعتبارات
وأوضح من جهة أخرى أن المؤسسة العسكرية تبقى فوق كل الاعتبارات الحزبية والسياسية ومن يريد الزج بها في أي حساب سياسي فهو واهم، مشددا على أن المؤسسة العسكرية تعمل من أجل الدولة التونسية وحدها ولن يتم الزج بها في أي صراع سياسي، ورئاسة الجمهورية تعمل في صمت ولكن بثبات وبنفس الإرادة والعزيمة حتى تكون في مستوى الوعود التي قطعتها . وحسب بلاغ نشرته رئاسة الجمهورية فإن مشروع مدينة الأغالبة الطبية بالقيروان يتضمن عديد الاختصاصات الطبية بالإضافة إلى عدد من الفضاءات الجامعية. كما تحتوي المدينة الطبية على فضاء صناعي خاصّ بالقطاع الصحي إلى جانب فضاء لإنتاج الطاقات المتجددة. وسيقع توفير وحدة للإخلاء الصحي الجوي وفقا لبرنامج المنظمة العالمية للصحة. ومن مميزات هذه المدينة التي ستمتد على نحو 300 هكتار من مجموع مساحة جملية تبلغ حوالي 550 هكتار، أنها ستكون ذات طابع معماري عربي إسلامي مستوحى من تاريخ مدينة القيروان التي كانت منارة طبية.

فضاء للخدمات الصحية
ويتضمن المشروع فضاء للخدمات الصحية يحتوي على مركز طبي وقطب للأمراض النفسية ومركز توحد، ومركز للمساعدة الطبية الاستعجالية ومصحة عسكرية متعددة الاختصاصات ووحدتين فندقيتين. ومن المنتظر أن تحتوي المدينة الطبية على مركب جامعي يضمّ أكاديمية عسكرية للطب وسيكون التدريس فيها بثلاث لغات (عربية وفرنسية وانقليزية)، إلى جانب سكن مخصص للمعهد العالي للصحة ومركز محاكاة، ومدرسة للهندسة البيوتقنية علاوة على معهد عال لعلوم الصحة وفضاء سكن للإطارات.

فضاء سكني
وفضلا عن المركب الجامعي وفضاء الخدمات الصحية، تحتوي المدينة الطبية على فضاء سكني يمتد على 53 هكتارا . وستحتوي المدينة كذلك على فضاء سياحي ومركب تجاري وملاعب متعددة الاختصاصات ومركب ثقافي وترفيهي به مسرح مغطى ومسرح هواء طلق ونواد و قاعات سينما. كما سيقع توفير فضاء للخدمات العمومية يتكون من مسلك صحي وحديقة أطفال ومحاضن ورياض أطفال ومدرسة ابتدائية وإعدادية ومعهد ثانوي فضلا عن تخصيص مقرات أمنية ومكتب موحد للخدمات الإدارية وجامع وبنوك وصيدليات وغيرها من الخدمات.

تكريس مبدإ التمييز الايجابي
ومن شأن هذا المشروع أن يساهم في تجسيد حق المواطن في الصحة وفي تكريس مبدإ التمييز الايجابي المنصوص عليه في الدستور، فضلا عن مساهمته في تطوير الاقتصاد الجهوي والوطني وتطوير السياحة الطبية والبحث العلمي في المجال الصحي، إلى جانب خلق أسواق تصدير جديدة للمنتوجات المبتكرة في المجال الصحي واكتساب قدرة تنافسية على الصعيدين الإقليمي والعالمي في مجال الخدمات الصحية والصناعات ذات الصلة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115