عليها من قبل كتلة برلمانية ، وأولى الخطوات التي اختارتها المنظمة ان تخرج بصراعها الى العلن وأن تعلن ان « أعداءها » يعملون على جر القضاء في صراعهم معه.
لم ينتظر الامين العام لاتجاد الشغل نور الدين البوبي طويلا ليشرح سبب اخيتار جهة صفاقس لعقد الهيئة الادارية الوطنية للاتحاد، بعد ان سبق وأن عقد اجتماع المكتب التنفيذي بها، ففي كلمته الافتتاحية التي ذكر فيها بـ»التاريخ النضالي النقابي للجهة» أكد الطبوبي على ان أن تنعقاد الهيئة الإدارية الوطنية امس والتجمع العمالي المزمع تنظيمه اليوم هما من اركان خطة الدفاع عن النقابيين الموقوفين في قضية الاعتداء على النائب محمد العفاس وعن المنظمة ضد الهجمة التي تواجهها من قبل «ائتلاف الشر».
«ائتلاف الشر» هو الاسم الذي يستخدمه الطبوبي حينما يتحدث عن ائتلاف الكرامة الذي اتهمه الطبوبي بالضغط على القضاء لمحاكمة النقابيين، بعد ان سبق له أن شن هجوما على المنظمة عبر مجلس النواب ومارس ضغطا بتعطيل اشغال المجلس بالاعتصام اضافة الى استغلال نفوذه والحصانة البرلمانية التي يتمتع بها لقيادة الهجوم على المنظمة.
منظمة حشاد التي قال الطبوبي انها تتعرض لهجوم واستهداف من قبل « الفقاقيع الجديدة» والمراهقين السياسيين الذين بنوا مشروعهم السياسي على استهداف المنظمة في استمرار لنهج انطلق في 2012 عبر روابط حماية الثورة التي هاجمت مقرات الاتحاد سواء المركزية او الجهوية، والتي اطلق عليها اسم» روابط سفك الديماء».
هجوم ذكر به الطبوبي ليذكر بان القضاء لم يحسم في الملفات المتعلقة بهذه الاعتداءات كما باعتداءات اخرى من بينها اعتداء روابط حماية الثورة على المتظاهرين في 9 افريل 2012 و على الاغتيالات السياسية اضافة الى بطء معالجة 66 ملف فساد معروض على القضاء.
هذا الربط استغله الطبوبي لينتقد اعتماد القضاء على سياسة المكيالين ، إذ أنه سرّع في اجراءات التقاضي ضد النقابيين، وهو ما يعتبره الطبوبي مؤشرا على ان «ان القضاء في تونس أصبح مسيسا يرتهن الى سيطرة أطياف سياسية معينة « ونقده لا يعنى البحث عن الضغط عليه بل هو سعى الى ارساء «قضاء عادل ومصنف بعيدا عن المساومات السياسية الخسيسة» على حد قوله.
هذا الوضوح في تحديد الخصوم واختيار مكان الرد عليهم وفق ما تذهب اليه تلميحات الامين الام للاتحاد تبين ان المنظمة النقابية اختارت ان تصب تركيزها خلال هذه الفترة على اولوية الدفاع عن نفسها ضد من يستهدفها.
اولوية تنطلق بضمان محاكمة منصفة وعادلة للنقابيين الثلاثة الموقوفين على ذمة قضية الاعتداء على النائب محمد العفاس، المنتمي الى ائتلاف الكرامة ، ومنه الانتقال للرد على هجوم الائتلاف على النقابة ورد الصاع صاعين وفق تلميح الطبوبي الذي أكد أن المنظمة لن تصمت وسترد.
هذا التركيز الكلي على ائتلاف الكرامة والتلميح الى ان النهضة متورطة معه في استهداف غير صريح للمنظمة، يهدف من خلاله الاتحاد إلى الضغط لعزل ائتلاف الكرامة عن النهضة لإضعافه كخطوة اولى في مسار الرد. لكنه بالأساس يهدف الى حشد النقابيين خلف قيادتهم في هذه المعركة التي يبدو ان المنظمة تعتبرها اساسية وحاسمة.
والأهمية تكمن في ثلاثة عناصر، اولها نصرة النقابيين لمنع التململ في البيت وتصاعد الانتقاد ضد قادة الصف الاول فيه، وثانيها كسب معركة ترأب الصدع بين القيادة والقواعد وتحشدهم خلفها في ملفات على علاقة بالمؤتمر القادم، وثالثها وأد أي محاولة مستقبلية لاستهداف الاتحاد عبر كسر عظام أي خضم يبرز فالاتحاد بات يعتبر انه في المرحلة الاولى من الاستهداف وصمته عنها قد يلحق به الكثير من الضرر.
وضوح الهدف لتحديد الأولوية يفسر لماذا تجنبت الهيئة الادارية خاصة في كلمات قادتها تقديم موقف علني من الحكومة وخياراتها الاقتصادية والاجتماعية ضمن حزمة الانقاذ المعلن عن تفاصيلها، وهذا ما عبر عنه بشكل صريح سامي الطاهري عضو المكتب التنفيذي بقوله ان الهيئة وان كانت مناقشة الوضع العام احد نقاطها الاساسية باعتبار الظروف الصعبة للبلاد إلا أن الاتحاد لم يطرح على نفسه تشكيل الحكومة ولا الاطاحة بها «اذ لديه ملفات يديرها وهذه الملفات هي محور النقاش مع الحكومة».