بعد الجدل حول لائحة الاعتذار: رئيس الجمهورية في زيارة «عمل وصداقة» إلى فرنسا الاثنين القادم

حفاظا على «التقاليد» التي تقتضي أن زيارات رئيس الدولة تكون إلى الجزائر أولا ثم إلى فرنسا ثانيا سيتجه قيس سعيد يوم الاثنين

القادم إلى فرنسا في زيارة «عمل وصداقة» كانت مبرمجة في شهر أفريل الفارط لكن «جائحة كورونا» أجلتها كما أجلت العديد من الزيارات التي كان سيقوم بها إلى العربية السعودية وبلجيكا، وفق ما أكدته مصادر من رئاسة الجمهورية، زيارة سعيد إلى فرنسا تزامنت مع الجدل الذي أثير في البلاد على خلفية سقوط لائحة الاعتذار عن حقبة الاستعمار الفرنسي في البرلمان والتي كانت قد تقدمت بها كتلة ائتلاف الكرامة.
وقد أكدت رئاسة الجمهورية في بلاغ لها أمس أنه بدعوة من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون سيتحول رئيس الجمهورية قيس سعيد يوم الاثنين 22 جوان الجاري إلى فرنسا لأداء زيارة عمل وصداقة وستكون الزيارة مناسبة لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين ومزيد تطويرها كما سيبحث رئيس الدولة مع نظيره الفرنسي عددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
اتباع تقاليد الزيارات
تعدّ الزيارة المرتقبة لرئيس الجمهورية إلى دولة أوروبية الأولى من نوعها منذ توليه منصب الرئاسة، ستكون استجابة للدعوة التي كان تلقاها سعيد من ماكرون في جانفي الفارط، ووفق ما أكدته مصادر من رئاسة الجمهورية لـ«المغرب» فإن رئيس الجمهورية حرص على اتباع التقاليد المتعارف عليها في الزيارات الرسمية، والمتمثلة في أن تكون الجزائر وجهة أول زيارة عربية وهو ما تمّ فعلا في غرة فيفري الفارط وأن تكون فرنسا وجهة أول زيارة أوروبية، مشيرة إلى أن هذه الزيارة كانت مبرمجة من قبل لكن الحجر الصحي وغلق الحدود على خلفية انتشار فيروس كورونا حالا دون القيام بها ولكن مباشرة بعد رفع الحجر الصحي تمت برمجة الزيارة من جديد يوم 22 جوان الجاري وستكون هذه الزيارة زيارة «عمل وصداقة» لا زيارة دولة وسيتم خلالها القيام بعدة مباحثات، تخص العلاقة الثنائية بين البلدين وتعزيز سبل التعاون والاستثمار بينهما، لاسيما وأن فرنسا تعد الشريك الأول الأوروبي للبلاد وسيتم مباحثات حول المواضيع ذات الاهتمام المشترك أي الوضع الإقليمي وخاصة في ليبيا.
زيارة مهمة
وبخصوص الوفد المرافق لرئيس الجمهورية فانه سيضم عددا من الوزراء الذين ستشملهم المباحثات وبعض مستشاري رئيس الجمهورية إلى جانب عدد من أعضاء الديوان الرئاسي، وبينت مصادرنا أن الزيارات التي سيقوم بها رئيس الجمهورية لن تقتصر على فرنسا فقط وستحصل عدة زيارات أخرى تمّ تأجيلها بسبب جائحة الكورونا على غرار زيارة إلى السعودية وأخرى إلى بلجيكا. وشددت ذات المصادر على أن هذه الزيارة مهمة جدا وهي ثاني زيارة رسمية يقوم بها رئيس الجمهورية وينتظر أن تحمل العديد من الاتفاقيات وأيضا المساعدات، وحسب البرنامج الأولي لهذه الزيارة فإنه ينتظر أن تتضمن عشاء عمل رسمي في قصر الاليزي مع الرئيس الفرنسي .
الوضع في ليبيا
زيارة سعيد إلى فرنسا تأتي بعد أسبوعين فقط من المكالمة الهاتفية المطولة التي جرت بينه وبين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والتي تناولت العلاقات المتميزة التي تربط بين البلدين وسبل التعاون بينهما في هذا الظرف بالذات، وفتح آفاق جديدة لمزيد دعمها وترسيخها. وقد عبر الرئيس الفرنسي على استعداد بلاده لتقديم المساعدات التي يمكن أن تحتاجها تونس في هذا الظرف.ومن جهته، أكد رئيس الجمهورية أن العالم كله دخل مرحلة جديدة في التاريخ تحتاج إلى أفكار ومفاهيم وآليات مختلفة عن التي سبقتها. كما تناولت المحادثة الوضع في ليبيا، وشدد رئيس الدولة في هذا السياق على موقفه المتمثل في أن يكون الحل ليبيّا- ليبيّا دون أي تدخل خارجي وأن تونس المتمسكة بسيادتها كتمسكها بسيادة ليبيا لن تكون جبهة خلفية لأي طرف، وذكّر بأن تونس إلى جانب ليبيا من أكثر الدول تضررا من تواصل المعارك والانقسام، مجددا في هذا الإطار رفضه لأي تقسيم للدولة الليبية. وقد تم بهذه المناسبة تجديد تبادل الدعوات لأداء كل رئيس زيارة عمل و صداقة للبلد الآخر بعد انتهاء هذه الجائحة العالمية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115