العلاقة بين حركة النهضة وشركائها في الحكم تتعقد يوما بعد يوم وخاصة مع حركة الشعب وقد أرجعت «النهضة» سبب عدم امضائها على وثيقة الاستقرار والتضامن الحكومي الى تصريحات غير مسؤولة من حركة الشعب... والى تصويتها على لائحة رفض التدخل العسكري في ليبيا ..
لم تكن العلاقة بين النهضة وحركة الشعب على أحسن مايرام منذ المشاورات الاولى حول تشكيل الحكومة وقد حصل تجاذب بين الطرفين حول التوجهات الكبرى ولم تستقر هذه العلاقة حتى بعد تكوين حكومة الياس الفخفاخ فقد تواصل تبادل التهم بين قيادات النهضة وقيادات «حركة الشعب» وقد اتهمت حركة الشعب «الجيش الازرق» للنهضة بالتحريض ضدها ، وصرح القيادى بحركة النهضة سامي الطريقي ان تصريحات غير مسؤولة من حركة الشعب جعلت امضاء وثيقة الاستقرار والتضامن الحكومي لا معنى له وان تصويت حركة الشعب على لائحة رفض اي تدخل عسكري في ليبيا سبقه تهديدها بسحب الثقة من راشد الغنوشي ...
النائب والقيادى بحركة الشعب هيكل المكي شدد في تصريح لـ«المغرب» على ان الاشكاليات لم تظهر مع لائحة رفض التدخل العسكري في ليبيا بل من قبل معتبرا ان للنهضة ائتلاف في البرلمان غير الائتلاف الذي تجلس معه في الحكومة وانها حرضت جيشها الالكتروني لاستهداف حلفائها في الحكم ووصلت التهديدات الى الامين العام لحركة الشعب.
ويرى المكي ان المشهد السياسي يجب ان يتغير ، وانه على حركة النهضة ان تغير طريقة تفكيرها لان المشهد اليوم ليس مشهد 2011 ولا مشهد 2014 ، وعليها ان تتعلم كيف تحكم مع شركائها لا مع الاحزاب المتحالفة معها، وهنا بين القصيد حسب المكي فالنهضة تريد الحكم كما تريد شركاء « ضعفاء « وحركة الشعب لن ترضى بذلك ولن تقبل على نفسها ان تكون اداة طيّعة بيد النهضة.
حركة الشعب وفق هيكل المكي تدافع عن هذه الحكومة وهي جزء منها، وتعلات حركة النهضة هي من اجل الوصول الى هدفها الاساسي وهو توسيع الائتلاف الحكومي وتشريك حلفائها وهذا بالنسبة لحركة الشعب وللحكومة غير منطقي، متسائلا كيف يمكن اجراء تغيير او توسيع للائتلاف ولم تمر على تكوين الحكومة سوى بضعة أسابيع تجندت خلالها لمجابهة فيروس كورونا وعليها اليوم التوجه الى معالجة ملفات عالقة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي ...
على النهضة ان تفهم ان هذه الحكومة ليست حكومتها بل هي حكومة الرئيس كما نص على ذلك الدستور بعد ان فشلت في تشكيل حكومتها وتتضمن ائتلافا من الاحزاب امضى على وثيقة تعاقدية يجب احترامها على حد قول المكي الذي شدد على ان حركة الشعب متمسكة بهذه الوثيقة وأنها تدعم الحكومة ودون اطلاق اي اسماء او ألقاب ... وأضاف المكي ان الحركة من حقها النقد لا التراجع على قناعاتها لإرضاء اي طرف، وحركة النهضة يمكن ان نختلف معها وهذا سياسيا مفهوم لكن الادعاء بان حركة الشعب هي السبب فهذا غير مفهوم، حيث يوضح نفس المصدر ان حركة الشعب ليست لها اي علاقة لا من بعيد وإلا من قريب مع الحزب الدستورى الحر وصوتت على مضمون اللائحة باعتبار ان موقفها ضد التدخل العسكرى في ليبيا، مشيرا الى ان اللائحة حتى إذا قدمت من النهضة بنفس المضمون كنا سنصوت معها، مذكرا ان النهضة هي التى تعاملت مع بقيا النظام السابق والتجمعيين وهي التى رفضت قانون العزل السياسي ....