في ندوة صحفية في وزارة الصحة حول مستجدات جائحة «كورونا»: «كسبنا المعركة ولكننا لـم نربح الحرب بعد »

لليوم الثاني على التوالي خلال الأسبوع الجاري لم تسجل البلاد أية إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد ليستقر العدد الجملي للمصابين على 1087 حالة مؤكدة،

مؤشرات وصفتها المديرة العامة للمرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة نصاف بن علية بالايجابية ولئن كسبت المعركة إلا أنها مازالت لم تربح بعد الحرب ضدّ هذا الوباء والتحدي القادم هو إنجاح المرحلة الثالثة من الحجر الصحي الموجه من خلال مواصلة عدم تسجيل حالات عدوى ، ودعت في ندوة صحفية عقدتها وزارة الصحة أمس إلى ضرورة الالتزام بارتداء الكمامات والالتزام بالتباعد الجسدي أي مواصلة تطبيق الإجراءات الوقائية والحمائية التي تمّ اتخاذها لا سيما بعد دخول البلاد في مرحلة جديدة بعودة نشاط عدة قطاعات وتواصل عمليات إجلاء التونسيين من الخارج إلى غاية 15 جوان الجاري.

ترتكز الخطة الوطنية لوزارة الصحة في المرحلة القادمة على التحكم في الحالات الوافدة لتلافي انتشار العدوى المحلية، عبر التزام الوافدين إلى البلاد بعدة شروط وإجراءات من بينها اشتراط جلب تحليل يثبت خلوهم من الفيروس ثمّ قضاء أسبوع من الحجر الصحي بأحد النزل السياحية المسجلة بقائمة وزارة السياحة والتي يتكفل الوافد بخلاص معلوم الإقامة فيها مسبقا ثمّ إجراء تحليل مخبري في اليوم السابع من الحجر الصحي مع الالتزام باستكمال مدة الحجر بمقر سكناه، فيما يتقيد السياح الذين ثبت خلوهم من الفيروس بإجراءات حفظ الصحة وسيتم توجيههم في مسالك مراقبة.

بحث وطني دوري حول مناعة التونسيين
وفق نصاف بن علية فإن العودة إلى الحياة الطبيعية أصبحت مشروطة بالالتزام بقواعد حفظ الصحة وسيتم إجراء تحاليل مخبرية بشكل حيني على كل شخص وافد تونسيا كان أو أجنبيا تظهر عليه أعراض المرض، مضيفة بأنه سيتم نقل كل شخص لديه إصابة مؤكدة بفيروس كورونا المستجد إلى أحد المراكز المخصصة على ذمة المصابين للحصول على العناية الطبية الضرورية، لتشدد على أن التعامل مع رحلات الإجلاء وعودة التونسيين وقدوم السياح بداية من 27 جوان الجاري سيكون بحذر وبالتنسيق مع مختلف الأطراف المتدخلة، مشيرة إلى أن اللجنة العلمية قد سمحت بإعادة فتح الحدود وفق أسس علمية وبروتوكولات صحية تمكن من حصر انتشار الفيروس، هذا وبينت بن علية أنه تمّ وضع بروتوكولات لاستعمال التحاليل السريعة من بينها البحث الوطني الدوري لمعرفة الوضع المناعي لدى التونسيين إلى جانب الانطلاق في استعمال التحاليل السريعة مبدئيا في شهر سبتمبر المقبل مع تواصل التحاليل المخبرية خلال الفترة الحالية.

نسبة المناعة لا تتجاوز 9 % من مجموع العينة
كما أشارت بن علية إلى أن انجاز البحث الأولي مكن من معرفة عدة مصاعب وإشكاليات قد تعترض الفرق الصحية في عملها وتحديد الحاجيات الضرورية لانجاز البحث الوطني لتقصي المناعة لدى التونسيين ضدّ الفيروس، وذكرت أنه في إطار هذا البحث تمّ أخذ عينة من المخالطين للحالات المؤكدة في ولايات تونس الكبرى، تونس واريانة ومنوبة وبن عروس، إلى جانب عدد من المناطق التي تمّ خلالها تسجيل حالات انتشار العدوى، في حدود 1180 شخصا، وقد تمّ اكتشاف أن نسبة مناعة التونسيين لمكافحة الفيروس لا تتجاوز 9 بالمائة من مجموع العينة. وبينت أن عدة بلدان قامت بأبحاث لدراسة مدى نسبة المناعة لدى الأشخاص واكتشفت أنّ هذه النسبة ضعيفة جدّا مما يشير إلى أنّ الفيروس لم ينتشر بالنسبة الكافية التي يتم الإقرار عبرها بوجود نسبة مناعة مرتفعة والإقرار باكتساب مناعة مرتفعة لا يكون إلا في صورة بلوغ 60 % في المجتمع ككل.

3 سيناريوهات
من جهة أخرى، أفادت المديرة العامة للمرصد أن هناك 3 سيناريوهات متداولة بخصوص الفيروس حسب خبراء منظمة الصحة العالمية، الأول يتمثل في تراجع نسبة تفشي العدوى بفيروس كورونا وصولا إلى اندثاره بفضل إجراءات حفظ الصحة المتبعة من قبل الدول، أما السيناريو الثاني فيتمثل في تراجع مستوى انتشار عدوى فيروس كورونا المستجد بصفة تدريجية، لكن مع احتمال ظهوره مجددا وانتشاره في العالم في فصلي الخريف والشتاء تزامنا مع فترة انتشار الأنفلونزا الموسمية، وبالنسبة للسيناريو الثالث قالت بن علية إن بعض الخبراء يتوقعون بقاء الفيروس منتشرا بصفة دائمة، مؤكدة بأنه لا أحد يمكن أن يجزم بما يمكن أن يحصل بالنظر إلى وجود خصائص وجوانب غير مفهومة لهذا الفيروس إلى حين إيجاد لقاح مضاد له.

تطبيق ذات الإجراءات على التونسيين والأجانب
الحالة الوبائية في البلاد ايجابية مع تسجيل 90 % من حالات الشفاء، وفق تأكيد بن علية التي بينت أن جهود الدولة تتجه حاليا مع تسجيل صفر إصابات محلية إلى محاصرة الحالات الوافدة، مشددة على أنه سيتم تطبيق نفس الإجراءات على التونسيين الوافدين وعلى السياح الأجانب، وعلى أي شخص ثبت إصابته بالفيروس فهو ممنوع من السفر لتضيف أن القواعد الوقائية تعتبر السلاح الفاعل والأنجع حاليا في التوقي من هذا الفيروس في انتظار التوصل إلى دواء أو لقاح له. وفي ما يتعلق بالتحليل الايجابي لدي طالب في بن قردان، قالت بن علية إنه في صورة تسجيل إصابة محلية فسيتم حصرها واتخاذ الإجراءات المناسبة، لتشدد في الوقت ذاته على تسجيل عدوى محلية لا يعني أن الفيروس سيعاود الانتشار مجددا.

خلاص مصاريف الإقامة لأسبوع مسبقا
وفي سياق متصل، أفاد رئيس اللجنة الوطنية للحجر الصحي محمد الرابحي أن الدولة كانت في وقت سابق تتكفل بمصاريف الإقامة في الحجر الصحي لكنها حاليا وبعد أن دخلت البلاد مرحلة جديدة فإن الوافدين على البلاد، تونسيين كانوا أو أجانب يتكفلون بمصاريف الإقامة في الحجر الصحي لمدة أسبوع في وحدات فندقية وفق ترتيبات وشروط محددة والدفع سيكون مسبقا، حيث يستظهر الوافد وثيقة تفيد خلاص معاليم الإقامة التي تتراوح بين 60 دينار و80 دينار و100 دينار لليلة الواحدة دون احتساب الاداءات، وسيمكّن كل نزل من توفير الغرف والنقل من المطار الى الوحدة المعنية، وقائمة النزل ستكون منشورة لدى البعثات الدبلوماسية. وبين أن حصر الحالات الوافدة تستدعي بذل مجهودات كبيرة إضافية من فرق صحية وأمنية، مشيرا إلى أن التحاليل التي ستقوم الوزارة هي مجانية. وبين أن الإجراءات المعلنة هي مستمدة من اللجنة العلمية لمجابهة فيروس كورونا. ويشار وفق آخر حصيلة نشرتها وزارة الصحة أمس فقد تمّ بتاريخ 04 جوان الجاري، تمّ إجراء 611 تحليلا مخبريا من بينها 13 تحليلا في إطار متابعة المرضى السابقين ليبلغ بذلك العدد الجملي للتحاليل 54150. وقد تم تسجيل 05 تحاليل إيجابية كلها لحالات إصابة سابقة لا تزال حاملة للفيروس وصفر حالات إصابة جديدة، ليبقى العدد الجملي للمصابين بهذا الفيروس 1087 حالة مؤكدة موزعة بين 969 حالة شفاء و49 حالة وفاة (لم يتم تسجيل حالات وفاة جديدة) و69 حالة إصابة لا تزال حاملة للفيروس وهي بصدد المتابعة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115