و سيكون الانتقال من مرحلة إلى مرحلة أخرى على ضوء النتائج المسجلة للوضع الوبائي في البلاد، وبالرغم من أن حالات الإصابة المسجلة يوميا بفيروس الكورونا حالات وافدة لدى الأشخاص الذين تمّ إجلاؤهم ووضعهم في مركز حجر صحي إجباري، فإن المخاوف من إمكانية تسجيل موجة ثانية ما تزال قائمة، وحسب تصريح إعلامي لعضو اللجنة العلمية لمجابهة فيروس كورونا الطاهر القرقاح فإنه طالما أن فيروس كورونا متفش في العالم، فإن الموجة الثانية من انتشار الوباء في تونس آتية لا محالة.
في حصيلة محينة للوضع الوبائي في البلاد نشرتها وزارة الصحة صباح أمس تمّ بتاريخ 28 ماي الجاري، إجراء 429 تحليلا مخبريا من بينها 30 تحليلا في إطار متابعة المرضى السابقين ليبلغ بذلك العدد الجملي للتحاليل 50380. وقد تم تسجيل 14 تحليلا إيجابيا، 11 منها لحالات إصابة سابقة لا تزال حاملة للفيروس و03 حالات إصابة جديدة وافدة من ضمن الذين تم إجلاؤهم ووضعهم في مركز حجر صحي إجباري في كل من منوبة والقيروان وقفصة، ليبلغ العدد الجملي للمصابين بهذا الفيروس، وذلك بعد التثبت من المعطيات وتحيينها 1071 حالة مؤكدة موزعة كالآتي: 946 حالة شفاء و48 حالة وفاة (لم يتم تسجيل حالات وفاة جديدة) و77 حالة إصابة لا تزال حاملة للفيروس وهي بصدد المتابعة من بينها حالتان مقيمتان حاليا في المستشفى.
18 ولاية فيها إصابات و6 ولايات خالية من الإصابة
وتتوزع الإصابات على 18 ولاية إلى حد اليوم، وتتصدر قبلي الولايات بـ17 إصابة، لتليها ولاية تونس بـ10 إصابات فولاية مدنين بـ8 إصابات ونفس العدد في ولاية قفصة، في حين لم تبق في 6 ولايات أية إصابة وهي زغوان وجندوبة والكاف وسليانة والمهدية وتوزر ، أما الولايات التي بقيت فيها إصابة وحيدة فهي نابل وباجة والقصرين وسيدي بوزيد، وبالنسبة لباقي الولايات تتراوح الحالات بين إصابتين اثنتين و5 إصابات. المؤشرات المسجلة لئن وصفت بالايجابية فإنها تبقى هشة طالما أن الوباء مازال منتشرا في العالم وحسب التصريح الإعلامي لعضو لجنة مجابهة الكورونا الطاهر القرقاح فإن تونس لازالت في مرحلة الخطر التي تتطلب مزيد اليقظة والحذر كي تكون الموجة الثانية أقل حدّة ولتفادي كل ارتداد أو انتكاسة وذلك باحترام قواعد حفظ الصحة والسلامة والوقاية الذاتية والجماعية من العدوى بمرض كورونا المستجد عبر بالتباعد الجسدي وتجنب التجمعات وارتداء الكمامات وغسل اليدين بالماء والصابون بصفة دورية.
مخاطر تسريب العدوى إلى البلاد
وفي سياق متصل، رجح عضو ثان في اللجنة سمير عبد المؤمن في تصريجات إعلامية إمكانية استمرار تطبيق الإجراءات الوقائية في تونس إلى غاية، شهر أوت 2020، مع إمكانية رفعها بحلول سبتمبر المقبل في حال تقلص المرض خارجيا. وأشار إلى أنه رغم المؤشرات الايجابية المسجلة سواء على المستوى الإقليمي، (الجزائر والمغرب الأقصى) وكذلك في أوروبا التي تشهد انخفاض تفشي الوباء فان انتشار الفيروس مازال يشهد وتيرة متصاعدة بكل من القارة الأمريكية وجنوب إفريقيا وهو ما يؤكد على تواصل مخاطر انتقال العدوى وتسربها إلى تونس. واعتبر انه تم بفضل تكاتف جهود كل التونسيين بلوغ نسبة من النجاح ب95 % في احتواء جائحة كورونا لكن إتمام الـ5 % المتبقية يفرض الالتزام بقواعد السلامة.
كراس شروط يضبط تطبيق قواعد السلامة بالمساجد
كما شدد سمير عبد المومن على أنه سيتم إصدار كراس شروط يضبط تطبيق قواعد السلامة بالمساجد قبل إعادة فتحها المقرر يوم 4 جوان المقبل، مضيفا أن كراس الشروط، الذي يتم إعداده بالتعاون بين وزارتي الصحة والشؤون الدينية، سيتضمن إجراءات تهم الالتزام بالتباعد الجسدي بين المصلين ومنع الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض مثل السعال أو ارتفاع حرارة الجسم من الدخول إلى المساجد. واعتبر أن الإجراءات الوقائية في إطار التصدي لمرض كورونا، سواء في المساجد أو في غيرها من الأماكن العامة، ستتواصل إلى أجل غير مسمى أي إلى حين انتهاء تواجد الفيروس في العالم. هذا وعبر عن معارضته بشدة لعودة المهرجانات والفعاليات الثقافية والمسابقات الرياضية بحضور الجمهور، مؤكدا ضرورة ان تجرى مباريات بطولة كرة القدم بغياب الجمهور توقيا من مخاطر انتقال العدوى بالفيروس التاجي.
شروط تنظيم حفلات الزواج
وبخصوص حفلات الزواج، أفادت المديرة العامة للمرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة، نصاف بن علية أن وزارة الصحة لم تتخذ بعد أي قرار بشأن السماح بتنظيم حفلات الزواج من عدمه، مشددة «أنه في حال الترخيص بتنظيم هذه الحفلات فان ذلك سيتم وفق ضوابط محددة من شانها التوقي من انتشار العدوى، والمعنيون بالأمر مطالبون بالتقييد بعدة ضوابط كأن يتم تنظيم هذه الحفلات في فضاءات مفتوحة أو على الأقل مساحتها شاسعة وأن لا يتجاوز عدد الحاضرين بها 29 شخصا مع احترام التباعد الجسدي والالتزام بشروط حفظ الصحة المتعلقة بالخصوص بتعقيم الأيدي والأرضيات والأواني المستعملة.