فيروس الكورونا.. التهاب الكبد الفيروسي صنف «أ».. الحمى التيفية «التيفوئيد»..حالات تسمم بالقوارص: مخاطر تهدد صحة المواطنين ودعوات متواصلة للالتزام بالإجراءات الوقائية

• قريبا إصدار نصّ قانوني يقضي بإجباريّة ارتداء الكمّامات في الفضاء العام وتحميل المسؤوليّة للمخالفين

كوفيد 19 وتسجيل 17 إصابة جديدة وافدة، التهاب الكبد الفيروسي صنف «أ» في ولاية قابس، 62 إصابة، إصابة بالحمّى التيفية «التيفوئيد» في ولاية قبلي وتسجيل 47 إصابة، حالات تسمم بمادة «القوارص» في حاجب العيون تسببت في 7 حالات وفاة وعدة إصابات، هي أبرز المحاور التي تمّ التطرق اليها خلال ندوة صحفية عقدتها وزارة الصحة يوم أمس خصصت لمتابعة الوضع العام لقطاع الصحة في البلاد ومتابعة آخر مستجدات الوضع الوبائي في ما يتعلق بفيروس كورونا بعد تسجيل 17 حالة جديدة ّ من ضمن الذين تم إجلاؤهم ووضعهم في مركز حجر صحي إجباري ليبلغ العدد الجملي للمصابين بهذا الفيروس 1068 حالة مؤكدة، ندوة أكد خلالها وزير الصحة عبد اللطيف المكي على أن الخطر مازال قائما، داعيا إلى الالتزام بالإجراءات الوقائية، ليشدد على انه سيتم إصدار نص قانوني يضع الممتنعين عن ارتداء الكمامات تحت طائلة القانون.

وجه وزير الصحة في الندوة الصحفية تحذيرات عديدة إلى المواطنين حفاظا على صحتهم منها بالأساس الالتزام بالإجراءات الوقائية المتمثلة في التباعد الجسدي وارتداء الكمامات لتجنب الإصابة بفيروس كورونا إلى جانب عدم شرب مياه مجهولة المصدر، مشددا على أن تفشي مرض الحمى التيفية في قبلي والالتهاب الكبدي من صنف «أ» في قابس يعود بالأساس إلى إخلالات صحية وبيئية لاسيما مع النقائص الموجودة في المنظومة المائية وبات اليوم من الضروري معالجتها لتفادي الأمراض الناجمة عن تلوث المياه، وأشار إلى أنه تمّ التكفل بالحالات المصابة والإحاطة بها طبيا.

4 دروس من تسجيل 17 إصابة وافدة
وفق وزير الصحة فإن البلاد لم تتجاوز بعد وباء الكورونا وان الخطر لا زال قائما في العالم وخاصة في الإقليم وتسجيل 17 حالة جديدة وافدة يوم أمس خير دليل على ذلك، مشيرا إلى أن عدم عودة انتشار الفيروس في البلاد رهن التزام التونسيين بالسلوكيات الصحية السليمة، مؤكدا أن تسجيل 17 إصابة مستوردة تمّ عبرها استخلاص 4 دروس، الدرس الأول أن الخطر مازال قائما في الإقليم بل في العالم وهناك تداخل اجتماعي يتمثّل في حركة السفر من جهة والتداخل الاقتصادي من جهة أخرى، قائلا «فكما دخل الوباء لتونس في موجته سابقة عبر حالات مستوردة فإنه من الممكن تسجيل موجة ثانيّة إذا لم يتم التوقي من الفيروس». أما الدرس الثاني فيتمثل في منظومة التوقي على الحدود سواء بالحجر أو باختبارات الكشف عن كورونا وهي منظومة تشتغل وبصدد ترصّد الحالات وأي تعديل يجب أن يكون مدروسا جدّا ويؤدي إلى نفس الفاعليّة في ترصّد الحالات، وبخصوص الدرس الثالث فإن التوقي من الفيروس يجب أن يكون داخليا لأنّه من الممكن أنّ نتفطّن فقط لـ 95 إصابة من مجموع 100 إصابة وافدة بسبب تقصير في عمل الوزارة وإنما لقدرة هذا الفيروس على التفشي ولذلك لا بدّ من ارتداء الكمامات والتباعد الجسدي. وبين أنه سيتم تعزيز التوقي من الفيروس داخل البلاد من خلال تطبيق إجراءات التوقي التي تم وضعها بشكل صارم، وهذا هو الدرس الرابع.

إشكاليات ونقائص في منظومة التطهير وفي منظومة المياه
وأشار الوزير إلى أنّ عددا كبيرا من التّونسيين يتفاعلون إيجابيّا مع توصيات وزارة الصحّة وأنّه سيتمّ في الفترة القريبة القادمة إصدار نصّ قانوني يقضي بإجباريّة ارتداء الكمّامات في الفضاء العام وتحميل المسؤوليّة للمخالفين، وبخصوص الوضع الوبائي بكلّ من قبلّي وقابس حيث وقع تسجيل حالات إصابة بالحمّى التّيفيّة والالتهاب الكبدي من صنف «أ» بيّن وزير الصحّة أنّه تمّ التكفّل الطبّي والصحّي بالمصابين ولم تشهد الأيّام الأخيرة أيّة إصابات جديدة وأنّه من الضّروري تدارك نقائص منظومات المياه والتّطهير والبيئة للقضاء على هذه الإشكاليات​​ وقد اتفقت الوزارة مع كلّ من وزارة البيئة ووزارة الفلاحة على اتخاذ الإجراءات اللازمة في هذا الشأن. كما تعرّض إلى الحادثة الأليمة التّي شهدتها منطقة حاجب العيون من ولاية القيروان، مبرزا أنّ الوزارة قامت بتسخير كلّ الجهود لإسعاف من تسمّموا بمادّة «القوارص» وإيوائهم بالمستشفيات وعلاجهم ومساعدتهم على استعادة مؤهّلاتهم الصحّية.

الحالات المستوردة قد تكون منطلقا لتفشي العدوى
وشدد الوزير أيضا على أنه من الضروري اليوم الرجوع على الأسباب العميقة التي تدفع الشباب نحو ظاهرة الإدمان، واعتبر أن هذه الحادثة تسلط الضوء على الوضع الاجتماعي بمختلف أبعاده الاقتصادية والاجتماعية والتنموية والتربوية والثقافية، داعيا إلى معالجة ظاهرة الإدمان بكل أنواعه ببلادنا، ليعود من جديد ويتحدث عن أزمة الكورونا ليشدد على أن البلاد في الطريق الصحيح للخروج من هذه الأزمة ولا بدّ من مواصلة اتباع نفس التمشي والمنهجية للخروج بأخف الأضرار. من جهتها حذرت المديرة العامة للمرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة نصاف بن علية، من احتمال تفشي العدوى من جديد بسبب عدم احترام الإجراءات الوقائية والالتزام بالتدابير الصحية كارتداء الكمامة والتباعد الجسدي، مشيرة إلى أن الحالات المستوردة قد تكون منطلقا لتفشي العدوى وقد سجلت الوزارة عدم احترام المواطنين لإجراءات التوقي من الفيروس طيلة فترة الحجر الصحي الموجه، ملاحظة وجود تجمعات غفيرة لأشخاص لا يحملون كمامات في أماكن مختلفة بالعاصمة، وهو ما سيساهم في حدوث موجة ثانية من تفشي الوباء في حال تواصل مثل هذه التصرفات. وأكدت أن تونس في المرحلة الأخيرة من المرحلة الوبائية ويجب المحافظة على النتائج الايجابية التي تمّ تحقيقها والتي أبهرت دول العالم.

التعايش مع الفيروس لفترة طويلة
وتحدثت بن علية «عن احتمال وجود حالات في تونس لم يتم التفطن إليها لعدم تطبيق الإجراءات الصحية المتفق عليها للسيطرة على وباء كورونا..وتواصل ذات السلوكيات مما سيساهم في انتشار العدوى». ودعت المواطنين إلى الالتزام بإجراءات الوقاية في المرحلة الثانية من الحجر الصحي الموجه وإلى ارتداء الكمامات والى أهمية التزام كل القطاعات بكراس الشروط في تطبيق قواعد الحجر الصحي وذلك لحفظ السلامة العامة. وأوضحت أن العديد من المعطيات تؤكّد أننا سنتعايش مع الفيروس لفترة طويلة والمهم كيفية التعايش مع هذا الفيروس والسيطرة عليه. وأشارت إلى أن الوزارة ومختلف الوزارات الأخرى المعنية بصدد إعداد كراس شروط دقيق فيما يتعلّق بعودة التونسيين بالخارج والاستعداد للموسم السياحي لاسيما وأن تونس أصبحت وجهة للسياحة بفضل النتائج التي حققتها في مكافحة الوباء وعمليات التقصي في نقاط العبور واعتماد استراتيجة الحجر الصحي الإجباري والتحاليل المخبرية ستتواصل.

أكثر من 15 ألف شخص في الحجر الصحي الإجباري
من جانبه أكّد محمد الرابحي رئيس لجنة الحجر الصحي بوزارة الصحة أن خطر وقوع الكوفيد 19 لدى الوافدين بعد الحجر الصحي العام أكثر بـ 60 مرة مقارنة بنسبة الوقوع لدى المحليين، مضيفا أنه منذ 21 مارس الفارط، أخضعت تونس كل الوافدين من الخارج للحجر الصحي الإجباري دون استثناء، وقد تمّ تم إخضاع أكثر من 15 ألف شخص للحجر الصحي الإجباري يتوزعون على 80 مركز ايواء وأيضا في النزل وقد أتم 12 ألف شخص فترة الحجر الإجباري والبقية بصدد المتابعة. ورجح ارتفاع حالات الإصابة الوافدة من الخارج باعتبار أن نتائج دفعة أخرى من التحاليل المخبرية الخاصة بعينات الوافدين مؤخرا من السعودية لم تصدر بعد.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115