عضو اللجنة القارة لمجابهة فيروس كورونا جليلة بن خليل لـ«المغرب»: مؤشرات الأخطار مازالت موجودة.. سنة 2020 استثنائية والإجراءات الوقائية ستتواصل في فصل الصيف

شهد الوضع الوبائي في البلاد استقرارا لليوم الثاني على التوالي على مستوى عدد الإصابات المؤكدة وسط تواصل ارتفاع عدد الحالات التي تماثلت للشفاء

كما ارتفع عدد الولايات التي شفيت فيها كل الإصابات المسجلة سابقا إلى 9 ولايات وهي زغوان ونابل وتوزر وجندوبة والكاف وسليانة وقابس والقيروان وباجة، وفق حصيلة نشرتها وزارة الصحة فجر يوم أمس، والعدد مرشحة للارتفاع أكثر بانضمام ولايات أخرى إلى القائمة، مؤشرات تبعث على الاطمئنان لكنها تستدعي ضرورة مواصلة الحذر واليقظة باعتبار أن الفيروس مازال منتشرا في العالم ولم يتم إلى حدّ الآن إيجاد أي لقاح أو دواء له، وبذلك فإن إمكانية تسجيل موجة ثانية تبقى واردة.
وفق تصريح عضو اللجنة القارة لمجابهة فيروس كورونا جليلة بن خليل لـ«المغرب» فإن المرحلة الأولى من الحجر الصحي الموجه لم تكن سيئة بالرغم من تسجيل حالات إصابة فيها كانت أغلبها حالات وافدة من التونسيين الذين تمّ إجلاؤهم ومن الطبيعي تسجيل مثل هذه الحالات باعتبار أن الفيروس مازال موجودا، مشيرة إلى أن من بين المؤشرات الايجابية التي تمّ تسجيلها مع انخفاض عدد الإصابات تراجع عدد الحالات المقيمة في وحدات الإنعاش إلى حالة وحيدة وفي المستشفيات أيضا، تراجع عدد الحالات المتعكرة مما يكشف عن تحسن الوضع الوبائي في البلاد بالرغم من أن معدل العدوى بالفيروس قد ارتفع من جديد خلال المرحلة الأولى من الحجر الصحي الموجه وتجاوز الشخص الواحد بعد أن كان في مرحلة سابقة أي الشامل 0.9 شخص.

إمكانية انتشار الفيروس من جديد..قائمة
أعربت جليلة بن خليل عن أملها في إعادة انخفاض معدل نقل العدوى، مشددة على أن كل المؤشرات المسجلة تعد ايجابية وقد مكنت البلاد من السيطرة على الوضع الوبائي إلى حدّ اليوم ولكن هذا لا يمنع من القول إن مؤشرات الاخطار مازالت موجودة بالنظر إلى تواصل انتشار الوباء في العالم وإمكانية انتشاره في البلاد من جديد وبطريقة أخرى تبقى واردة والحالات المستوردة التي يتم تسجيلها خير دليل على ذلك وأيضا التهديد يبقى قائما بفتح الحدود بعد 14 جوان المقبل وتسجيل موجة ثانية من العدوى والأمر الجيد هو أن البلاد قد استوعبت جيدا الدرس من الموجة الأولى وسيتم اتخاذ الاحتياطات الضرورية لمجابهة الوباء وتقصي الحالات في نقاط العبور خاصة في المطارات والموانئ وذلك للتحكم في الفيروس.

التوجه نحو التقليص في مدة الحجر الإجباري
المؤشرات المسجلة الايجابية تبعث على الاطمئنان وستواصل الوزارة في ذات المنحى حتى ولو تمّ تسجيل موجة ثانية وستتواصل عملية الحجر الصحي الاجباري للوافدين من الخارج مع تقليص مدة الحجر من 14 يوما إلى أسبوع مع اعتماد التحاليل السريعة والتقليص في المدة سيكون وفق شروط معينة على غرار شرط الاستظهار بوثيقة تثبت سلبية التحليل إلى جانب شروط أخرى الوزارة بصدد دراستها ومناقشتها وخاصة تداعيات كل شرط يتم ضبطه. وسيتم رفع الحجر الصحي الموجه بعد 14 جوان، حسب تعبير بن خليل. كما أفادت عضو اللجنة أنه في صورة تواصل الاستقرار سيتم التخفيف فيه بصفة تدريجية إلى حين العودة إلى الحياة الطبيعية، قائلة «الشيء الذي لن يعود إلى صفته الطبيعية هو سلوكنا بتواصل الحيطة طالما أن الفيروس ليس له دواء أو لقاح وهناك إمكانية لعودة انتشاره في العالم وتونس ليست في منأى، فالتباعد الجسدي سيتواصل أي أن الإجراءات الوقائية سترافق المواطن إلى حين دراسة الفيروس في كافة جوانبه على مستوى تطوره وهل سيكون موسميا مثل نزلة البرد أم لفترة طويلة، جوانب يتم دراستها عالميا ولم يتم التأكد بعد من أن ارتفاع درجات الحرارة ستقضي على الفيروس».

الإجراءات الوقائية متواصلة بعد 14 جوان
الإجراءات الوقائية سترافق المواطن التونسي حتى في فصل الصيف على غرار التباعد الجسدي وارتداء الكمامات، فالتونسي يجب في هذه الظروف الاستثنائية والدقيقة أن يتجنب السلوك الأناني ويغلب مصلحة الجميع على مصلحته الخاصة، وفق بن خليل التي شددت على ضرورة مواصلة التباعد الجسدي على الشواطئ ولم لا التفكير في تقسيمها إلى مربعات تضمن مسافة الأمان بين الأشخاص مثل عديد الدول في العالم، وبينت جليلة بن خليل أن التونسي يجب أن يستوعب أن سنة 2020 سنة استثنائية، معربة عن أملها في إنهائها بسلام وبأخف الأضرار، لتشدد على أنه الولايات التي باتت خالية من الإصابات بعد تماثل حالات الإصابة فيها إلى الشفاء يجب أن تحافظ على استقرار الوضع الوبائي فيها. هذا وأبرزت محدثتنا أن الوزارة شرعت مؤخرا في استخدام التحاليل السريعة من اجل تقصي حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد في إطار إجراء يستهدف انجاز 400 ألف تحليل وينتظر أن يتم إجراؤها على أعوان الصحة والأسلاك ذات الكثافة العددية .

ويذكر أن عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد، استقر يوم الثلاثاء، لليوم الثاني على التوالي، عند 1051 حالة مؤكدة، إثر صدور نتائج 637 تحليلا مخبريا من بينها تحليل في إطار متابعة المرضى السابقين، حسب بلاغ الوضع الوبائي اليومي لفيروس الكورونا بتونس، وأثبتت نتائج التحاليل تسجيل 5 تحاليل إيجابية، كلها لحالات إصابة سابقة لا تزال حاملة للفيروس وصفر حالات إصابة جديدة. وارتفع عدد المتعافين تماما إلى 929 متعاف فيما استقر عدد الوفيات عند 48 حالة وفاة وانخفض إلى حدود 74 حالة عدد الإصابات التي لا تزال حاملة للفيروس وهي بصدد المتابعة من بينها حالتين لمقيمين حاليا في المستشفيات.

أكثر من 15 ألف شخص في الحجر الإجباري
هذا وبلغ العدد الجملي للخاضعين للحجر الصحي الإجباري 15495 شخصا، موزّعين على 80 مركزا كائنا بـــ 21 ولاية. وقد استوفى 12572 منهم فترة الحجر، في حين لا زال البقية وعددهم 2923 يقيمون بمراكز الحجر المخصّصة لهم، كما وصل عدد المقيمين بالنزل المستغلّة كمراكز للحجر الصحي 13362 مقيما (87 %)، في حين بلغ عدد الخاضعين للحجر بمبيتات جامعية إلى 1327 (8 %). أمّا المقيمون بمراكز الحجر الأخرى، فقد استقر عددهم في حدود 806 شخصا (5 %)، وبلغ العدد الجملي لحاملي الفيروس دون أعراض (porteurs sains) المقيمين بمراكز الحجر الصحي 473، تعافى 419 منهم، في حين لا يزال يقيم بمراكز الحجر 54 شخصا موزّعين على 3 مراكز كائنة بالمنستير (41) وجربة (11) وصفاقس (02)،

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115