فيروس الكورونا...المرحلة الثانية من الحجر الصحي الموجه: تحذيرات متواصلة من الانفلات وتعديلات مرتقبة لبعض الإجراءات المتخذة

دخلت البلاد منذ يومين في المرحلة الثانية وقبل الأخيرة من الحجر الصحي الموجه والتي تتواصل إلى غاية 4 جوان المقبل، وبالرغم من استقرار

الوضع الوبائي في البلاد من خلال تراجع عدد حالات الإصابة اليومية بفيروس كورونا والتي وصلت إلى حدّ تسجيل صفر إصابة، فإن تحذيرات وزارة الصحة مازالت متواصلة، حيث حذرت المديرة العامة لمرصد الأمراض الجديدة والمستجدة نصاف بن علية، من حصول أي انفلات في تطبيق قواعد السلامة والتوقي مما قد يفضي إلى عودة انتشار فيروس كورونا المستجد في تونس. وأعربت عن قلقها -خاصة- إزاء عدم التزام نسبة هامة من التونسيين بارتداء الكمامات.

عديد الولايات شهدت تحسنا واستقرارا في الوضع الوبائي ولم تسجل أية إصابة جديدة منذ أكثر من شهر حتى أن هناك ولايات أصبحت خالية تماما من الإصابات بعد تماثل جميع المصابين فيها إلى الشفاء، ووفق تصريح إعلامي لرئيس الحكومة الياس الفخفاخ فإن تونس نجحت إلى حد كبير في السيطرة على فيروس كورونا وهي على وشك الخروج من مرحلة تفشي الوباء بأخف الأضرار لاسيما بعد تسجيل ما يزيد عن ألف حالة إصابة وتماثل أغلب المصابين للشفاء، معربا عن أمله في آن يتواصل المجهود الوطني لمكافحة وباء كورونا بنفس الوتيرة خلال الفترة الصيفية، معلنا أن شهر جويلية القادم سيكون موعدا لاستئناف النشاط السياحي بتونس.

تواصل وجود الفيروس
في الوقت الذي تؤكد فيه الحكومة على أن النتائج المحققة بالبلاد في مواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد والتحكم في انتشاره تبعث على الاطمئنان، تنبه وزارة الصحة وحسب ما جاء على لسان نصاف بن علية من أن تونس لم تتمكن بعد من السيطرة على فيروس كورونا، وأن عدم التقيّد بمسافة الأمان والغسل المستمر للأيدي وارتداء الكمامات مع تواصل تواجد الفيروس في تونس قد يسفر عن تسجيل حالات للعدوى المجمعة الناتجة عن تسربها من حالة لم يتم التفطن لها. وذكرت بن علية، أن إقرار السلطات العودة التدريجية للأنشطة الاقتصادية كان مشروطا بالالتزام بقواعد السلامة، منبهة إلى أن التراخي عن تطبيق قواعد التوقي سيؤدي إلى إهدار كل التضحيات المبذولة في إطار مكافحة المرض. وأوضحت في تصريح إعلامي لها أن التوجه نحو التقليص في مدة الحجر الإجباري للعائدين في مراكز الإيواء إلى عشرة أيام يقر إخضاع العائدين من الخارج إلى عمليتي تحليل تكون نتيجتهما سلبية ويطالب إثرهما العائدون باستكمال مدة الأربعة المتبقية بالحجر المنزلي الذاتي. وأشارت إلى أن دراسة يتم انجازها حول الحجر الإجباري للعائدين، وأنه لم يتم بعد اتخاذ قرار بتحميل العائدين مصاريف إيواءهم إجباريا وبأن اتخاذ مثل هذا الإجراء من عدمه يبقى من مشمولات رئاسة الحكومة.

التعديل وفق تطورات الحالة الصحية
مع دخول البلاد في المرحلة الثانية من الحجر الصحي الموجه واستقرار الوضع الوبائي إلى حد الآن، من المنتظر أن يتم تعديل الإجراءات المتخذة في علاقة بجائحة كورونا وفق تطورات الحالة الصحية ، وهذه المسألة كانت محور لقاء رئيس الجمهورية قيس سعيد برئيس الحكومة الياس الفخفاخ يوم أمس. ومن المرجح أن يتم التعديل خلال المرحلة الثالثة من الحجر الصحي الموجه التي ستنطلق يوم 4 جوان المقبل والتي سيتم فيها استئناف أنشطة جميع القطاعات بنسبة 100 %. وحسب تصريح إعلامي لرئيس لجنة الحجر الصحي بوزارة الصحة محمد الرابحي فإن الدولة التونسية رغم محدودية إمكانياتها المادية، قد اتخذت قرارات استباقية موجعة مكنت من تفادي تسجيل حالات جديدة و من التحكم في الحالة الوبائية التي تعد تحت السيطرة في الوقت الراهن ومطمئنة مع وجوب ملازمة اليقظة والحذر والتعامل مع الوباء على أنه يشكل خطرا دائما». وبين أن كلفة الحجر الصحي الإجباري بلغت 15 مليون دينار لجل الوافدين على تونس الذين شملهم هذا الإجراء وعددهم 15 ألف وافد إلى حد الآن، مؤكدا أن الوزارة لن تواصل في توخي نفس الإستراتيجية بخصوص الحجر الصحي الموجه لاسيما وأن الموسم السياحي على الأبواب بل سيتم العمل على إعداد قرارات خاصة بهذا الموسم تراعي خصوصية الوضع الوبائي.

احترام شروط الحجر الصحي
وأبرز الرابحي أن الأشخاص المقيمين بمراكز الحجر الصحي الإجباري محل متابعة خاصة من طرف الإطار الطبي وشبه الطبي، وأن كل وافد معني بالتحليل المخبري ما بين اليومين السابع و العاشر، وفي حال ثبوت تحليل سلبي لأحد المقيمين يسمح له بالمغادرة الفورية للمركز شريطة احترام شروط الحجر الصحي بمقر إقامته إلى انتهاء فترة الحجر الصحي المقدرة ب 14 يوما. وحسب حصيلة نشرتها وزارة الصحة فإنه تمّ بتاريخ 25 ماي 2020، إجراء 660 تحليلا مخبريا من بينها 02 تحاليل في إطار متابعة المرضى السابقين، ليبلغ بذلك العدد الجملي للتحاليل 48476. هذا، ولم يتم تسجيل أيّ تحليل إيجابي، ليبقى العدد الجملي للمصابين بهذا الفيروس 1051 حالة موزعة كالآتي: 919 حالة شفاء و48 حالة وفاة (لم يتم تسجيل حالات وفاة جديدة) و84 حالة إصابة لا تزال حاملة للفيروس وهي بصدد المتابعة من بينها 3 حالات لمقيمين حاليا في المستشفيات.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115