حكومة فايز السراج إذ قد يقرّر مكتب البرلمان اضافة نقطة في جدول اعمال الجلسة العامة المقبلة تتعلّق بمساءلة الغنوشي بخصوص تهنئته لرئيس حكومة الوفاق فايز السراج بـ«انتصاره» بعد تفاديه في عديد المرات لعرض المسألة على الجلسة العامة.
يبدو ان تطورات الاحداث تخدم بدرجة اولى رئيسة الحزب الدستوري الحرّ عبير موسي، ففيما يتواصل اعتصام كتلتها البرلمانية احتجاجا على رفض مكتب البرلمان مطلبها بعرض طلب مساءلة الغنوشي بخصوص اتصالاته الخارجية على الجلسة العامة، دعت 4 كتل برلمانية، وهي كتلة قلب تونس والإصلاح وتحيا تونس والمستقبل، الى اضافة نقطة الى جدول اعمال الجلسة العامة المقبلة لعرض ما وصفته بـ«زج الغنوشي بمجلس النواب في سياسة المحاور وتجاوزه لصلاحياته بالتعبير عن موقف باسم المجلس».
وقد مثّل اتصال رئيس البرلمان راشد الغنوشي برئيس حكومة الوفاق الليبية وتهنئته على انتصاره، منعرجا في مواقف عديد المكونات بالبرلمان على رأسها حزب قلب تونس الذي امضى على بيان مشترك مع كتل الاصلاح وتحيا تونس والمستقبل لادانة المواقف الصادرة عن رئيس مجلس نواب الشعب راشد الغنوشي بخصوص الشأن الخارجي والتي اكدت الكتل الاربعة انها لا تعبر عن موقف البرلمان ولا تلزمه في شيء ما لم يقع التداول فيها والمصادقة عليها في جلسة عامة.
كما دعت الكتل الأربع راشد الغنوشي إلى احترام الأعراف الدبلوماسية وتجنب التداخل في الصلاحيات مع بقية السلط وعدم الزج بمجلس النواب في سياسة المحاور خاصة ان رئيس البرلمان لا يملك آية صلاحية قانونية بالدستور أو النظام الداخلي للمجلس تسمح له بالتعبير عن أي موقف باسم المجلس ما لم يقع التداول فيه او الاتفاق حوله، ودعت تلك الكتل إلى عرض هذه المسألة على أول جلسة عامة مقبلة للتداول فيها.
الغنوشي يعترف والمكتب سيقرّر
تلك الاشكالية وقع طرحها خلال اجتماع رؤساء الكتل البرلمانية امس الخميس، ووفق ما اكدته مصادر لـ«المغرب» فقد اعترف الغنوشي بانه اتصل برئيس حكومة الوفاق لتهنئته على انتصاره في معركته على جيش حفتر. وهو ما تبعه اصدار الكتل الاربعة للبيان المشترك بعد ان تراجع كل من رئيس الكتلة الوطنية ورئيس الكتلة الديمقراطية عن امضائه.
وخلال الاجتماع المقبل لمكتب البرلمان، المرجّح انعقاده اليوم الجمعة، سيطرح ممثلو الكتل النيابية اضافة نقطة في جدول اعمال الجلسة العامة المقرر عقدها في 2 جوان المقبل تتعلّق بتجاوز الغنوشي لصلاحياته وتعبيره عن موقف باسم البرلمان دون استشارة مكوناته او العودة لرؤساء الكتل، وهو ما سيقع التداول فيه بين النواب واصدار موقف نهائي بالخصوص رغم ان القرار الاولي لاجتماع رؤساء الكتل هو ضرورة عدوة الغنوشي لهم كلما تعلّق الامر باصدار موقف باسم البرلمان بصفة مباشرة او غير مباشرة.
تجدر الاشارة الى ان كلا من احزاب التيار الشعبي وحزب العمال وحركة تونس الى الأمام والحزب الاشتراكي والحزب الوطني الديمقراطي الاشتراكي وحزب القطب وحركة البعث اعلنت رفضها لما صدر عن رئيس مجلس نواب الشعب من توريط للدولة في النزاع الليبي إلى جانب جماعة الإخوان المسلمين وحلفائها، ودعت رئيس الجمهورية بالرد على ما ورد من مواقف من قبل رئيس مجلس النواب وهي مواقف تصب في خانة الاتهامات الموجهة لتونس بتقديم الدعم اللوجستي لتركيا في عدوانها على ليبيا.
قلب تونس ومواقفه
الكتلة البرلمانية لحزب قلب تونس وممثليها في مكتب البرلمان عادة ما تكون مواقفهم منسجمة مع مواقف حركة النهضة، فالحزب صوّت بالرفض عديد المرات على مطالب الحزب الدستوري خاصة في ما يتعلق بمساءلة راشد الغنوشي بخصوص اتصالاته الخارجية باطراف ليبية دون اخرى او رئيس تركيا رجب طيب اردوغان، لكن هذه المرة دفع نحو امضاء بيان مشترك اكد تجاوز الغنوشي لصلاحياته وطالب بعرض المسألة خلال الجلسة العامة المقبلة للتداول في شانها بين النواب.
رئيس الكتلة البرلمانية لحزب قلب تونس اسامة الخليفي اكد في تصريح لـ»المغرب» ان موقف الحزب لا يُبنى على الاشاعات او مجرّد شكوك في اتصالات يجريها رئيس البرلمان وهو ما جعله في السابق لا يُصدر اي موقف بخصوص اتهامات بعض الاطراف لرئيس البرلمان، اما اليوم بوجود اثباتات وقرائن لتهنئة رئيس البرلمان لطرف ليبي بانتصاره على طرف ليبي آخر فقد اصدرت كتلة قلب تونس موقفا حازما، وفق تعبير الخليفي.
واوضح رئيس الكتلة البرلمانية لحزب قلب تونس ان مواقف الحزب خالية من الجوانب الايديولوجية، لكن اتصال رئيس البرلمان راشد الغنوشي بطرف ليبي لتهنئته على انتصاره على طرف ليبي آخر مناقض للموقف الرسمي لتونس المتمثّل في الوقوف على نفس المسافة من الاطراف المتنازعة في ليبيا، واعتبر الخليفي انه ليس للغنوشي التكلّم واصدار موقف باسم البرلمان دون العودة لمكوناته وهو ما سيقع طرحه للحوار خلال الجلسة العامة المقبلة للتداول في شانه من طرف كل النّواب.
بعد تهنئته لفائز السرّاج: الغنوشي في مأزق...
- بقلم مجدي الورفلي
- 02:17 22/05/2020
- 1944 عدد المشاهدات
يبدو انه لم يعُد لرئيس البرلمان راشد الغنوشي ما يردّه على متهميه بخصوص توريط تونس في سياسة المحاور عبر مساندة