بات المرور إلى المرحلة الثانية من الحجر الصحي الموجه وشيكا أي باستئناف النشاط للقطاعات المرخص لها بنسبة 75 % مع تعديل بعض الإجراءات الوقائية وسيتم الانتقال إلى المرحلة الثانية على ضوء تقييم وزارة الصحة والحكومة للوضع الوبائي في البلاد الذي لئن شهد استقرارا الأسبوع الفارط بعدم تسجيل أية إصابة مؤكدة طيلة 6 أيام فإن العدد ارتفع نسبيا في بداية الأسبوع الجاري بتسجيل 6 إصابات جديدة، 5 حالات منها وافدة ممن تمّ إجلاؤهم ووضعهم في مراكز الحجر الصحي الإجباري مع حالة محلية (حالة وفاة)، ليصبح العدد الجملي بعد التثبت من المعطيات وتحيينها، 1043 حالة.
تحرص وزارة الصحة على إنهاء الأيام الأخيرة لشهر رمضان بنجاح لاسيما أيام العيد باعتباره مناسبة تكثر فيها الزيارات والمعايدة والشراءات وذلك لمواصلة التحكم والسيطرة على انتشار فيروس الكورونا في البلاد وضمان صيف دون إصابات، ولضمان هذا الهدف سيتم تشديد الرقابة لفرض احترام الحجر الصحي الموجه خاصة التباعد الاجتماعي ومنع التجمعات إلى جانب عدة إجراءات وقائية أخرى منها غسل الأيدي وتعقيم الأماكن.
منع التجول بالتصاريح
مع اقتراب عيد الفطر، تتزايد مخاوف عدة ولايات من انتشار الفيروس داخلها من قبل أشخاص سيجيئون إليها من جهات أخرى وخاصة المناطق المصنفة بـ«الحمراء» لذلك تقرر غلق منع الدخول والخروج منها وإليها على غرار ولاية قفصة التي ستكون مغلقة أيام العيد، حيث أكد والي قفصة منذر العريبي أن اللجنة الجهوية لمجابهة فيروس كورونا قررت منع الدخول والخروج من وإلى ولاية قفصة خلال أيام العيد وذلك بداية من الجمعة 22 ماي الجاري إلى غاية الاثنين 25 ماي بدخول الغاية في إطار مزيد التوقي من انتشار فيروس كورونا، وكذلك ولاية القصرين التي سبق وأن أعلنت عزلتها أثناء عطلة عيد الفطر مع منع التجول بالتصاريح وإلزامية المرور إلى الحجر الصحي الإجباري لكل الوافدين على الولاية من 21 إلى 26 ماي الجاري، ولاية نابل أيضا ستكتفي بالتنقل داخليا من مناطق الولاية، حيث أكد عبد المنعم هبيل الرئيس المدير العام للشركة الجهوية للنقل بنابل أن الشركة لن تؤمّن سفرات نقل خارج الولاية تماشيا مع مقتضيات الحجر الصحي الموجّه والتزاما بقرارات الحكومة بعدم التنقل بين الولايات إلا بترخيص.
التنقل ممنوع بين الولايات والمعتمديات
ولاية تونس بدورها سبق وأن أعلنت في بلاغ لها الجمعة الفارط أن عودة التنقل بين المدن مسألة غير مطروحة في الفترة الحالية نظرا لخطورتها على صحة المواطنين. وشددت الولاية، على أنه لن يسمح للمواطنين بالتنقل خلال فترة عيد الفطر المبارك بين الولايات، مضيفة أنها لن تسند تراخيص استثنائية في هذا الغرض. كما دعا والي تونس جميع المواطنين للالتزام بإجراءات الحجر الصحي الموجه. ويذكر أن لبنى الجريبي الوزيرة المكلفة بالمشاريع الكبرى كانت قد أكدت أن التنقل بين المدن والمعتمديات مازال ممنوعا وذلك تزامنا مع عطلة عيد الفطر، لتشدد على أن التنقل هو السبب الأساسي لانتشار فيروس كورونا. وأضافت أن التنقل داخل حدود المعتمدية مسموح في المحيط السكني للمواطنين.
المديرة العامة للمرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة نصاف بن علية كانت قد شددت في ندوة صحفية على أن التنقل بين المدن مازال ممنوعا وغير مسموح به ولا مبرر له إلا في الحالات القصوى. ودعت كل من يتنقل من مدينة الى أخرى الى الخضوع للحجر الصحي الذاتي 14 يوما وعدم مخالطة العائلة حماية لها. وأفادت أنه وخلال فترة العيد يستحسن عدم التنقل والتعايد عن بعد، داعية الى ضرورة تفهم هذا الوضع.
الفيروس نشط في جهة المهدية
الوضع مازال غير مستقر والخطر مازال قائما، خاصة بعد تسجيل 6 إصابات جديدة، حتى أن وزير الصحة عبد اللطيف المكي دون على صفحته الرسمية «الفايسبوك» أمس «الواحد أكبر من الخمسة...البارحة سجلنا ست حالات جديدة: خمسة منها حالات مستوردة وأصحابها موجودون في مراكز الحجر الصحي وبالتالي لا تزعجنا كثيرا من حيث دلالاتها الوبائية. أما الحالة السادسة وهي للمتوفي بجهة المهدية رحمه الله فهي أخطر دلالة وبائيًا لأنها حالة محلية ولا نعرف مصدر عدواها بما يعني أن الفيروس نشط بتلك الجهة عند فرد أو أفراد لا نعرفهم ولا يعرفون أنهم مصابون . وعليه فهذا الواحد أكبر من الخمسة في الدلالة وهو ما يؤكد ما نردده من أننا لم نتجاوز الخطر مما يؤكد على ضرورة التوقي . الفرق الصحية تقوم الآن بواجبها بتلك المنطقة لضبط الوضع وبائيًا والمطلوب من الإخوة المواطنين التوقي وعدم الجزع والتعاون مع الفرق الصحية».
279 تنبيها
وفي سياق متصل، وفي إطار تشديد الرقابة على المؤسسات ومدى التزامها بالإجراءات الوقائية، أوقفت مصالح التفقدية العامة لطب الشغل نشاط ثلاث مؤسسات بالقوة العامة، واقترحت سحب ثمانية تراخيص لأخرى لم تحترم الإجراءات الحمائية والوقائية من انتشار فيروس كورونا المستجد، منذ انطلاق فترة الحجر الصحي الموجه وإلى حدود يوم الاثنين، وفق ما أفاد به مدير عام التفقدية العامة لطب الشغل شكري محجوب لوكالة تونس إفريقيا للأنباء. كما وجهت فرق المراقبة، خلال هذه الفترة، 279 تنبيها بشأن عدم الالتزام بمقتضيات أدلة حفظ الصحة، على 279 مؤسسة أخرى خلال 669 زيارة تفقد قامت بها الفرق التابعة لأقسام طب الشغل على المستوى الجهوي والتي تضم قرابة 400 بين أطباء متفقدين للشغل وتقنيين ساميين ومهندسين، ضمن زيارات ميدانية يومية للمؤسسات المعنية بمراقبة مدى تطبيق شروط حفظ الصحة الواجب توفرها في المؤسسات المرخص لها باستئناف النشاط خلال هذه المرحلة. وشملت زيارات التفقد، 669 مؤسسة بين كبرى ومتوسطة تشغل مجتمعة في الوقت العادي 91.500 عاملا في حين تكتفي خلال فترة الحجر الصحي الموجه بتشغيل 47.500 عامل وذلك من أجل ضمان احترام التباعد الجسدي. وبشأن أهم المخالفات المسجلة أوضح محجوب، أنها شملت عدم توفر أي من مستلزمات حفظ الصحة والإجراءات الحاجزة للتوقي من انتشار فيروس كورونا، أو البعض منها على غرار عدم توفر الكمامات أو المحلول المعقم أو عدم احترام التباعد الجسدي.