خلال ندوة صحفية لوزارة الصحة: الحديث عن تخطي خطر وباء الكورونا سابق لأوانه والمخاطر مازالت عالية

• التقييم السليم لتطور الوباء يتم بعد مرور 40 يوما دون تسجيل إصابات جديدة بالفيروس لتأكيد استقرار الوضع

لليوم الثالث على التوالي، أفضت نتائج التحاليل المخبرية إلى عدم تسجيل أية حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد في تونس مع تواصل ارتفاع عدد المتعافين وأيضا عدم تسجيل حالات وفاة جديدة، مؤشرات تعتبر إيجابية لكنها لا تعني أن الوضع الوبائي مستقرا كما أنه من السابق لأوانه الحديث -اليوم- عن النجاح في تخطي خطر الوباء كما أن التقييم السليم لتطور الوضع يتم بعد مرور 40 يوما دون تسجيل إصابات جديدة بالفيروس، كان هذا أهم ما شددت عليه المديرة العامة للمرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة نصاف بن علية خلال ندوة صحفية عقدتها الوزارة أمس وخصصت لتقييم تطوّر الوضع الوبائي لفيروس كورونا المستجدّ وتنفيذ الإستراتيجية الوطنيّة للحجر الصحّي الموجّه التّي انطلقت يوم 4 ماي الجاري.

استعرضت نصاف بن علية في الندوة الصحفية كافة المراحل التي مرت بها البلاد منذ تسجيل أول حالة بفيروس الكورونا يوم 2 مارس الماضي والإجراءات الاستباقية التي تمّ اتخاذها للحدّ من انتشار الفيروس، مشيرة إلى أنه بالرغم من عدم تسجيل أية حالة إصابة منذ 3 أيام فإنه يبقى من السابق لأوانه الحديث عن نهاية هذا الفيروس الذّي مازال يشهد انتشارا واسعا في عديد البلدان والمناطق في العالم وفي ظلّ عدم التّوصل إلى إيجاد لقاح ناجع. ودعت إلى ضرورة مواصلة الالتزام بكافّة الإجراءات والتّدابير الوقائيّة خلال فترات الحجر الصحّي الموجّه الذّي تطبّق خلاله كافّة إجراءات الحجر الصحّي العام ما عدا الأشخاص والقطاعات المرخّص لها، ولهذا الغرض يتمّ اعتماد كراّس الشروط لضمان تطبيق قواعد السلامة والتّباعد الجسدي وارتداء الكمّامات والنّظافة العامة وغسل الأيدي، مشدّدة على أهمّية تجنّب التجمّعات سواء أكانت للتسوّق أو لأيّ غرض آخر لمنع انتشار العدوى.

معطيات منقوصة
لا يمكن اعتبار الوضع الوبائي بالبلاد مستقرا إلا بعد مرور 40 يوما دون تسجيل حالات إصابة جديدة بفيروس كورونا، أي المحافظة على صفر إصابة طيلة هذه الفترة، لاسيما وأن عمليات إجلاء التونسيين العالقين مازالت متواصلة وبذلك فإن المخاطر من إعادة تفشي العدوى تبقى عالية ومرتفعة، وفق تعبير نصاف بن علية التي شددت على ضرورة الالتزام بإجراءات السلامة لتفادي العدوى خاصة وأن التقديرات الاولى لإيجاد لقاح لهذا الفيروس تصل إلى سنة كاملة ولا توجد أية معطيات علمية تؤكد تأثير المناخ أو ارتفاع درجات الحرارة على الكورونا، فالمعطيات في هذا الشأن مازالت منقوصة. وأضافت مديرة المرصد أن عدد التحاليل المرفوعة من وزارة الصحة أسبوعيا يتراوح معدلها بين 3 آلاف و 3 ألاف و500 تحليل و248 حالة إصابة بالفيروس مازالت محل متابعة من المصالح الطبية إضافة إلى بقاء 5 مقيمين في المستشفيات.

160 في المستشفى
كما أشارت بن علية في تقديمها لحصيلة الوضع الوبائي أنه تمّ منذ 2 مارس إيواء 160 مصابا بالفيروس بالمستشفيات 47 منهم في وحدات الإنعاش و5 فقط منهم لا زالوا بالمستشفيات، وبالنسبة إلى معدل أعمار المصابين فقد بلغ 43.16، إذ بلغ سن أصغر مصاب بالفيروس شهرا واحدا فيما بلغ عمر أكبر مصاب 93 سنة وبالنسبة للوفيات 67 سنة، وأضافت أن نسبة الشفاء قد بلغت 71.6 % فيما قدرت نسبة الوفيات ب4.4 % ( 45 حالة)، 82.22 بالمائة منهم ممن أقاموا بالمستشفيات، معدل أعمارهم 67 سنة وكان عمر أصغر المتوفين 36 سنة وأكبرهم سنا كان بعمر 93 سنة. وشددت في ذات السياق على أن التجمعات تظل ممنوعة وتبقى الزيارات العائلية غير محبذة، فهي تمثل مصدرا مباشرا في عودة انتقال العدوى وتفشي الفيروس. وأوضحت أن الدخول في مرحلة الحجر الصحي الموجه، لا تعني البتة، العودة المباشرة إلى الحياة العادية وإنما تستوجب مواصلة التقيد بمقتضيات الحجر الصحي الشامل ماعدا الفئات المرخص لها بالعودة للعمل مع احترام كراس الشروط الموضوعة في الغرض بما تستوجبه من المحافظة على التباعد الاجتماعي وقواعد حفظ الصحة وارتداء الكمامات بما في ذلك قطاع النقل.

تحذير من الوقوع في السيناريو اللبناني
ولفتت إلى أن أكثر الدول التي تأتي منها العدوى فرنسا وتركيا والكنغو ومصر وبدرجة أقل الصين وايطاليا التي تم غلق الحدود معها تدريجا منذ 14 مارس الماضي فور الإعلان عن تفاقم الحالة الوبائية فيها. وحذرت من الوقوع في السيناريو اللبناني الذي استوجب العودة إلى الحجر الصحي الشامل بعد رفعه بسبب عديد الممارسات والتجمعات التي تسببت في عودة انتشار الفيروس بصفة سريعة ومباشرة. هذا وأكدت أن التنقل بين الولايات ممنوع وخاصة الولايات المصنفة بالمناطق الحمراء ويبقى غير مسموح به إلا في الحالات القصوى، وخلال فترة العيد يستحسن التعايد عن بعد، نظرا لعدم استقرار الوضع و تفاديا لموجة ثانية من انتشار الفيروس قد تكون أكثر خطورة من التي سبقتها. كما سيتم إخضاع كل من سيتنقل من جهات حمراء أي التي يرتفع فيها خطر انتقال العدوى وتتجاوز فيها نسبة حالات الإصابات النشيطة 5 من كل 100 ألف ساكن إلى جهات خضراء (تنعدم فيها حالات الإصابة النشيطة أي بنسبة 0 حالة لكل 100 ألف ساكن)، سيتم إخضاعه للحجر الصحي الإجباري توقيا من نقل العدوى الى هذه المناطق.

العودة إلى الحياة الطبيعية .. مقيدة
مديرة المرصد دعت إلى ضرورة تجنب التجمعات والالتزام بالإجراءات الوقائية وذلك لضمان المرور الآمن إلى المرحلة الثانية ثم المرحلة الثالثة وبهذا النجاح يتم التخفيف بصفة تدريجية من الحجر والعودة إلى الحياة الطبيعية لكن ذلك يبقى مقيدا بتطبيق القواعد الصحية، فالنتائج المسجلة كانت نتيجة تفاعل المواطنين مع الإجراءات المقررة وخاصة إجراءات وزارة الصحة وقد تمّ تفادي تسجيل مرحلة يصعب خلالها التكفل بالمرضى والهياكل الصحية في مواجهة معادلة صعبة تتمثل في المفاضلة بين من يتم التكفل بهم دون غيرهم لتجاوز الحالات طاقة استيعاب المستشفيات ووحدات الإنعاش.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115