أيام قليلة فقط تفصلنا عن انتهاء الحجر الصحي الشامل والدخول في الحجر الصحي الموجه الذي ينتظر أن يتم الإعلان عن الإستراتيجية الوطنية الخاصة به اليوم الأربعاء 29 أفريل الجاري في ندوة صحفية مباشرة أين سيقدم عدد من أعضاء الحكومة مقاربة المرحلة القادمة في التعاطي مع جائحة الكورونا ومختلف مراحل الحجر الصحي الموجه بالنسبة للفئات والجهات والقطاعات والتدابير الإجرائية والوقائية المصاحبة لكل مرحلة إضافة إلى تفاصيل إنهاء السنة الدراسية و الجامعية والبرتوكول الصحي الذي سيعتمد في كل قطاع و في كل مرحلة. الإستراتيجية الوطنية للحجر الصحي المُوجـّه تنطلق يوم 4 ماي المقبل وتمتد على 4 مراحل ووفق تأكيد رئيس الحكومة الياس الفخفاخ فإن تنفيذها يأخذ بعين الاعتبار تطورات الوضع الصحي والوبائي ومدى جاهزية وإنخراط كل الأطراف في الإلتزام بالضوابط الصحية والوقائية الضرورية.
رئيس الحكومة شدد خلال اجتماع وزاري موسـّع أمس خصص للنظر في آليات تنفيذ الإستراتيجية الوطنية للحجر الصحي المُوجـّه على أن مقاربة التعاطي مع هذه الجائحة في المرحلة القادمة لابد أن تحقق المعادلة بين الحد من انتشار الفيروس وضمان العودة التدريجية والمرحلية للقطاعات الحيوية وللحركة الاقتصادية للبلاد مع المحافظة على منهج التقييم والاستباق في كل مراحل إستراتيجية الحجر الموجه بما يمكـّن من تطويع الإجراءات لمستجدات الوضع الوبائي على المستويين المركزي والجهوي وذلك بالتخفيف أو بالتشديد حسب مقتضيات المرحلة، الوضع الوبائي حسب تأكيدات مسؤولي وزارة الصحة مستقرا لكن يبقى هشا كما أن البلاد ليست بمعزل عن مواجهة موجة ثانية من وباء الكورونا لذلك لا مجال للتراخي لتجنب نتائج عكسية.
ارتفاع العدوى المحلية
الجميع ينتظر ما سيتم الإعلان عنه اليوم من إجراءات جديدة تخص الحجر الصحي الموجه وسط استمرار المخاوف من انفلات الأوضاع وارتفاع حالات الإصابة بالفيروس ولاسيما العدوى المحلية، حيث حسب إحصائيات نشرتها وزارة الصحة فإن نسبة العدوى المحلية بالفيروس بين عموم المواطنين بلغت 74.78 بالمائة من مجموع الإصابات، أي ما يعادل حوالي 3 مرات نسبة الإصابات المستوردة المقدرة بـ 25.22 بالمائة من مجموع الإصابات. وقدرت نسبة التحاليل الايجابية بالوباء بـ 4.587 بالمائة من مجموع 21081 تحليلا تم إجراؤها في تونس منذ يوم 2 مارس الماضي وتماثل للشفاء من الفيروس ما يقارب عن 29 بالمائة من مجموع الإصابات، بمعدل 279 حالة.
8 حالات سابقة لا تزال حاملة للفيروس
في حصيلة جديدة نشرتها وزارة الصحة أمس فإن حالات الإصابة قد تراجع من 18 إصابة أول أمس إلى 8 حالات جديدة أمس، حيث أكدت أنه بتاريخ 27 أفريل الجاري، تم إجراء 396 تحليلا مخبريا، 65 تحليلا منها في إطار متابعة المرضى السابقين. وقد تم تسجيل 16 تحليلا إيجابيا، 8 منها حالات إصابة سابقة لا تزال حاملة للفيروس و8 حالات إصابة جديدة ليصبح العدد الجملي للمصابين بهذا الفيروس، وذلك بعد التثبت من المعطيات وتحيينها، 975 حالة مؤكدة من بين 21477 تحليلا إجماليا، تتوزع على الولايات ، تونس 211 وأريانة 96 وبن عروس 93 حالة ومنوبة 39 ونابل 13 إصابة وزغوان 3 حالات وأيضا في كل من باجة وسليانة وبنزرت 25 حالة وجندوبة حالة وحيدة والكاف 6 حالات وكذلك القيروان وسوسة 82 حالة والمنستير 37 حالة والمهدية 16 حالة وصفاقس 36 والقصرين 8، أما في قابس فتم تسجيل 23 حالة و87 حالة في مدنين و35 حالة في تطاوين و43 حالة في قفصة و5 حالات في كل من سيدي بوزيد وتوزر و99 حالة في قبلي.
تسجيل حالة وفاة جديدة في ولاية تونس
وفي سياق متصل وبخصوص عدد الحالات المتماثلة للشفاء فقد تمّ تسجيل 279 حالة، أما عدد المصابين المقيمين حاليا في وحدات الإنعاش فانخفض إلى 17 مصابا مقارنة بأول أمس، 19 مصابا، وبالنسبة لعدد المصابين المقيمين بالمستشفى حاليا (دون اعتبار المقيمين حاليا بوحدات الإنعاش) بلغ 76 مصابا. وفيما يتعلق بعدد الوفيات فقد تمّ تسجيل حالة وفاة وحيدة يوم أمس في ولاية تونس ليرتفع العدد إلى 40 حالة وفاة تتوزع بين تونس (7)، أريانة (5)، بن عروس (4)، منوبة (5)، نابل (1)، بنزرت (1)، الكاف (1)، سوسة (5)، المهدية (1)، صفاقس (5)، سيدي بوزيد (1)، مدنين (3)، تطاوين (1). هذا، وأكدت وزارة الصحة أن التحاليل المخبرية تجرى بالأساس للحالات المشتبهة والمحتمل إصابتها بالمرض إضافة إلى المخالطين للحالات المؤكدة وذلك حسب تعريف الحالة المعتمد حاليا. ودعت كافة المواطنين للالتزام الكامل باحترام القانون وكل إجراءات الحجر الصحي الذاتي والحجر العام بكل مناطق البلاد وذلك لاحتواء المرض والحد من انتشاره.